
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِحهــا فَقَــد أَودى بِهِــنَّ دُلـوجُ
وَدَكَّـــت رُبــى أَكتــادِهِنَّ حُــدوجُ
وَقَـد نَزَعَـت أَخفـافَهُنَّ يَـدُ السـُرى
عَلـــــى أَعضـــــائِهِنَّ تَضــــوجُ
ظَغـائِنُ خـوصُ العَيـنِ فـي فَلَواتِها
وَفـــي فَقَـــراتِ ظَهرِهِــنَّ دُمــوجُ
إِذا أَطلَعَتهــا لُجَّــةُ الآلِ خِلتَهـا
ســَفائِنَ خُضـنَ البَحـرَ وَهـوَ مَريـجُ
رَمَيـنَ النَـوى لَمّـا اِنبَعَثنَ بِأَسهُمٍ
يَــرِقُّ لَهــا عِنـدَ المُـروقِ خُـروجُ
وَأَرزَمَ إِرزامَ الرُعـــودِ هَــديرها
فَسـَدَّ الفِجـاجَ الفيـحَ مِنـهُ ضـَجيجُ
تَحَمَّلــنَ مِــن آرامِ وَجـرَةَ لِلحِمـى
بُـدوراً لَهـا بيـضُ القِبـابِ بُـروجُ
إِذا زَمَّهـا نَحـوَ الحِجـازِ حُـداتُها
أَغــارَ بِهِــنَّ الشـَوقُ وَهـوَ لَعـوجُ
هَــواهُنَّ مـا بَيـنَ الحَجـونِ مُخَيِّـمٌ
وَبيــــنَ أثيلاتِ العَقيــــقِ دَروجُ
تَسـَلَّينَ عَـن كُـلِّ البقـاعِ فَلَن تُرى
عَلـى غَيـرِ أَكنـافِ البَقيـعِ تَعـوجُ
رَكــائِبُ آلَــت أَن تُهَـدَّمَ أَو يُـرى
لَهــا بَيـنَ هَضـبِ الأَخشـَبَينِ ولـوجُ
إِذا عَـمَّ مِـن تَسـنيمِ زَمـزَمَ شُربُها
وَأَطفَـت لَهيـبَ الشـَوقِ وَهـوَ لَجيـجُ
وَلاحَــت لَهـا أَعلامُ يَـثرِبَ فَـاِرتَمَت
إِلَيهـا تُبـاري الريـحَ وَهـوَ نَئيجُ
أَنَخـنَ عَلـى رَبـعٍ بِـهِ مَوكِبُ العُلا
يَمـــوجُ وَأَملاكُ الســـَماءِ تَــروجُ
وَبَحـرُ الهُـدى مِن نَبعِهِ سالَ طافِحاً
فَطَــمَّ عَلـى المَعمـورِ مِنـهُ خَليـجُ
وَصـَبَّ عَزالـي الـوَحيَ فـي عَرَصـاتِهِ
فَفاضــَت بِــهِ أَنهارُهــا وَمُــروحُ
دِيـارٌ بِهـا مِسـكُ النُبـوءَةِ صـائِكٌ
وَنـورُ الهُـدى الوَهّـاجُ فيها وَهيجُ
وَأَرضٌ حَـوَت مِـن جَوهَرِ الكَونِ جَوهَراً
تَحَلَّــت بِـهِ السـَمحاءُ وَهـوَ بَهيـجُ
تَبَوَّأَهـا خَيـرُ البَرايـا وَمَـن لَـهُ
إِلــى أَوجِ أَفلاكِ الســَماءِ عُــروجُ
وَلَيــلٌ بِسـاقِ العَـرشِ وَهـوَ مُحَجَّـبٌ
عَلَيــــهِ رِواقٌ ســـابِغٌ وَوَثيـــجُ
مُحَمَّــدُ خَيـرُ العـالَمينَ وَمَـن بِـهِ
تَقَلَّــصَ لَيــلُ الكُفـرِ وَهـوَ دَجـوجُ
نَبِــيٌّ دَحـا أَرضَ الرَشـادِ فَأَصـبَحَت
وَسـِربُ الهُـدى فـي مَنكِبَيهـا يَروجُ
وَلاحَ لَنــا مِـن نـورِ آيـاتِ صـِدقِهِ
ســِراجٌ بِمِشــكاةِ اليَقيــنِ وَهيـجُ
تَنَضــنَضَ مِـن بُرهانِهـا كُـلُّ لَهـذَمٍ
لَــهُ فـي صـُدورِ المُلحِـدينَ وُلـوجُ
إِذا رُمـتُ نَظـمَ القَـولِ فيهِ تَهَيَّبَت
عِجــافُ القَــوافي مَــدحَهُ فَتَعـوجُ
لِمَولِــدِهِ اِهتَـزَّ الوُجـودُ وَأَشـرَقَت
قُصــورٌ بِبُصــرى أَشــرَفَت وَبُــروجُ
وأَفصـَحَ بِالشـَكوى لَهُ الجِذعُ صارِخاً
كَمــا صــَرَخَت غِــبَّ الحِلابِ ضــَجوجُ
وَســالَت بِسَلسـالِ المَعيـنِ بَنـانُهُ
كَمـــا دَرَّ ضــَرعٌ حافِــلٌ وَنَفــوجُ
أَيـا خَيـرَ مَـن زَمَّ الرِكـابُ مَطِيَّهُم
إِلَيـــهِ وَحَـــثّ اليَعملاتِ حَجيـــجُ
عَلَيـكَ سـَلامُ اللَـهِ مـا اِفتَنَّ صادِحٌ
وَمـا اِفتَـرَّ ثَغـرُ البَرقِ وَهوَ بَهيجُ
وَمـا ضَمَّخَت صُلعَ الرُبى راحَةُ الصَبا
فَصـــَيَّرَها أَو نَمَّقَتهـــا ثُلـــوجُ
أَلَهفـي لِأَخـدانٍ ثَنَـت عَنـكَ زَورَتـي
وَشــَدَّت عِقـالَ العَـزمِ وَهـوَ زَعـوجُ
عَـدَتني إِذا شـَطَّت بِكَ الدارُ سَلوَتي
فَلَـم تَختَلِـج فَالصـَدرُ مِنهـا صَلوجُ
أَأَسـلو وَبَيـنَ المُنحَنى مِن جَوانِحي
حَشــاً بِلَهيـبِ الشـَوقِ فيـكَ نَضـيجُ
وَلَـولا الإِمامُ المُرتَضى سِبطُكَ الرِضى
طَـوَت بـي إِلَيـكَ البيدَ أَنضاءُ عوجُ
وَلَـولاهُ مـا أَبطَأتُ عَن أَجرَعِ الحِمى
فَـدارَ بِهـا الشـَوقُ اللَعـوجُ يَهيجُ
فَــأُفقٌ بِــهِ نـورُ الخِلافَـةِ سـاطِعٌ
وَأَرضٌ بِهــا رَوضُ المَعــالي أَريـجُ
وَرَبــعٌ بِـهِ بَحـرُ السـَماحَةِ زاخِـرٌ
كَـأَنَّ البِحـارَ السـَبعَ مِنـهُ خَليـجُ
لَـدى أَوحَـدِ الدُنيا الَّذي خَضَعَت لَهُ
طَواغيتُهـــا أَروامُهـــا وَزُنــوجُ
إِمــامٌ بِــهِ غــالَبتُ كُـلَّ مُفـاخِرٍ
وَأَسـكَتُّ خَصـمي الـدَهرَ وَهـوَ لَجـوجُ
لَـهُ فَـوقَ هـامِ النَجـمِ مَجـدٌ مُوَطَّدٌ
وَمِـن عَـدلِهِ فـي عـالَمِ الأَرضِ زيـجُ
مَهيـبٌ رَحيـبُ الصَدرِ إِن دَهَمَ الوَرى
وَصـَدرُ مَجـالِ السـُمرِ مِنهـا حَريـجُ
لَـهُ عَزمَـةٌ تَجلـو الخُطوبَ إِذا دَجَت
وَرَأيٌ بِعُقـــمِ المَعلَمــاتِ نَتيــجُ
عِمادُ الوَرى المَنصورُ وَالأَوحَدُ الَّذي
بِـهِ غـاضَ بَحـرُ الهَـولِ وَهـوَ مَهيجُ
وَأَدرَكَــتِ الــرَيَّ الخِلافَـةُ بَعـدَما
ذَوى بِرِيــاضِ المَجـدِ مِنهـا وَشـيجُ
وَأَنقَــذَ بِالسـَيفِ المُهَنَّـدِ تاجهـا
عَلــى حيـنِ كـادَت تَقتَنيـهِ عُلـوجُ
وَجَــدَّلَ طــاغوتَ العِــدى وَجُمـوعَهُ
وَلِلنَمــلِ فَـوقَ الأَرضِ مِنهُـم دَجيـجُ
بِيَـومٍ غَـدا ثَغرُ الهُدى فيهِ باسِماً
وَصـَدرُ القَنـا بِـالطَعنِ فيـهِ بَهيجُ
وَظَــلَّ بِـهِ الشـَيطانُ يَنـدُبُ حزبَـهُ
وَقَـــد خَنَقَتـــهُ عَــبرَةٌ وَنَشــيجُ
فُتــوحُ أَميــرِ المُـؤمِنينَ فَواتِـحٌ
لَهـا فـي جَـبينِ المَجـدِ مِنكَ بُلوجُ
فَهَـل راضَ رَضوى الحِلم قَبلَكَ جامِحاً
وَهَــل حَمَلَـت لَيـث الهِيـاجِ سـُروجُ
وَهَـل زارَ أَرضَ الزِنـجِ جَيـشٌ عَرَمرَمٌ
تَكَنَّــفَ أُســدَ الغـابِ مِنـهُ وَشـيجُ
بِــدُهمٍ سـَدَدنَ الجَـوَّ وَهـيَ حَنـادِسٌ
وَشـُهبٍ كَسـا الأَرضـينَ مِنهـا ثُلـوجُ
عَلَيهِــنَّ مِـن سـَردِ الحَديـدِ مَلابِـسٌ
وَمِــن وَرَقِ التِـبرِ السـَبيكِ نَسـيجُ
كَتــائِبُ مِـن صـِفّينَ حـامَت حُمـاتهُ
بِجُـردٍ نَمَتهـا فـي العَتاقَـةِ عـوجُ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.