
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَيرُ الهَنا لَكَ بِالمَسَرَّةِ صادِحُ
وَبِمُشـتَهاكَ الـدَهرُ غادٍ رائِحُ
وَبِكُـلِّ نَـوعٍ مِن بَديعِ صَنيعِكُم
يَشـدو الزَمانُ مُغَرِّداً وَيُطارِحُ
فـي كُلِّ يَومٍ مِن زَمانِكَ لِلوَرى
عيـدٌ يُبـاكِرُ بِالمُنى وَيُراوِحُ
أَيّـامُ عَصـرِكَ وَهـيَ بيضٌ كُلُّها
غُـرَرٌ تَلـوحُ وَأَنجُـمٌ وَمَصـابِحُ
وَأَكُفُّكُـم لِلخَلقِ أَنواءُ النَدى
وَهـي لِأَرزاقِ العِبـادِ مَفاتِـحُ
طَلَعَـت بِهَذا المِهرَجانِ بَشائِرٌ
مُلِئَت مِـنَ الدُنيا بهِنَّ جَوانِحُ
وَأَقَمـتَ لِلإِعـذارِ فيـهِ مُعَرّساً
هُـوَ جـامِعٌ وَلِكُـلِّ صـَدرٍ شارِحُ
هَبَّـت لَـهُ الأُمَراءُ تَحضُرُ يَومَهُ
لَـم يَنـأَ دانٍ مِنهُمُ أَو نازِحُ
وَسـَما لِعَبـدِ اللَهِ نَجلِ مُحَمَّدٍ
شـَأَنٌ بِـإِحرازِ العَلاءِ يُفاتِـحُ
ذاقَ الحَديدَ فَما عَلَتهُ كَزازَةٌ
تَعلو وُجوهَ الصيدِ وَهيَ كَوالِحُ
وَعَلاهُ بِشـرُ النـورِ يَشهَدُ أَنَّهُ
نـورُ النُبوءَةِ فَهوَ نورٌ واضِحُ
وَغَمـائِمٌ نَشَأَت حَوامِلَ بِالنَدى
وَالنَـدِّ فَهـيَ طَوافِـحٌ وَنَوافِحُ
تَهفـو الخَوافِـقُ فَوقَهُ وَتَحُفُّهُ
صـيدُ المُلـوكِ خَوادِمٌ وَكَوادِحُ
فَعَلَيكُـمُ طَيـرُ السُرورِ حَوائِمٌ
وَعَلـى عَـدُوِّكُمُ تَنـوحُ نَـوائِحُ
وَبِبابِكُم تَروي الفُتوحَ صَوارِمٌ
هِـيَ بِاِسـمِكُم لِلأَرضـينَ فَواتِحُ
نيطَت بِجيدِ الدينِ فَهيَ تَمائِمٌ
وَلِفَتـحِ مُقفَلَـةِ البِلادِ مَفاتِحُ
إِن زانَ فَخـرٌ مَعشـَراً فَلَأَنتُـمُ
في الخَلقِ روحٌ وَالأَنامُ جَوارِحُ
أَرَضـيتُم حِـزبَ الإِلَـهِ وَرُضـتُمُ
جِـدّاً جِيادَ المُلكِ وَهيَ جَوامِحُ
وَوَرِثتُمُ عَن هاشِمِ البَطحاءِ ما
قَــد وَطَّـدَتهُ أَئِمَّـةٌ وَجَحاجِـحُ
وَعُرِفتُـمُ بِسـِماتِهِم فَوُجـوهُكُم
بَيـنَ الأَنامِ تَلوحُ وَهيَ مَصابِحُ
إِنّـي لَأُنشـِئُ فـي عُلاكِ بَدائِعاً
بِلِســانِهِنَّ لِحاسـِديكَ تُكافِـحُ
وَقـفٌ عَلَيكُـم ما تُرَوّي فِكرَتي
فيكُـم وَمـا تُلقي عَلَيَّ قَرائِحُ
يَفنـى مَديـحُ سِواكُمُ وَمَديحُكُم
يَبقـى وَتِلكَ الباقِياتُ صَوالِحُ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.