
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَفَــراتُ حُبِّــكَ قَـد صـَدَعنَ فُـؤادي
وَطُيــورُ شـَوقِكَ قَـد صـَدَحنَ بِـوادي
وَشـُهودُ صـِدقي فيـكَ وَهـيَ مَـدامِعي
خَطَّـت خُطوطـاً فـي الخُـدودِ بَـوادي
تَســتَنُّ فــي مَيـدانِ خَـدّي حُمرهـا
فَكَأَنَّهــا فـي الجَـريِ خَيـلُ طِـرادِ
وَالعَيـنُ تَنهَـرُ مِـن شـُؤوني سائِلاً
غَـدِقاً وَمـا نَقَعَـت غَليـلَ الصـادي
وَقـفٌ عَلـى بانـاتِ جَرعـاءِ الحِمـى
عَبَراتُهــا وَعَلــى مَسـيلِ الـوادي
وَبِمُهجَـتي رَكـبٌ رَمَـوا كَبِـدَ النَوى
فَتَصـــــَدَّعَت بِحَنِيَّــــةٍ مُنــــآدِ
لَمّـا تَنـادَوا بِالرَحيلِ إِلى الحِمى
خَفَّــت عَلــى قَلــبي بِيَـومِ تَنـادِ
خاضـوا المَهـامِهَ أَبحُـراً بِسـَفائِنٍ
يَفـري الرِيـاحَ سـَنامُها وَالهـادي
يَبـدو لَهـا بَـدرُ الحِمـى فَيَشوقُها
فَـاِعجَب لِحاضـِرِ شـَوقِها مِـن بـادي
وَإِذا تَهُــبُّ مِــنَ اِرضِ نَجـدٍ نَسـمَةٌ
يَلقـى القَبـولَ عَلى شَذاها الحادي
أَفــدي بِســلعٍ وَالمُصــَلّى جيــرَةً
مــا لِأَســيرِ غَرامِهِــم مِـن فـادي
حــاوَلتُ نَحــوَهُمُ التَخَلُّـصَ رائِحـاً
بِــالقَلبِ كَـي أَحظـى بِوَصـلِيَ غـادِ
وَتَخِـذتُ زادِيَ مَـدحَهُم فَلِـذا اِغتَدى
مَــدحي لِخَيـرِ الخَلـقِ أَحمَـدَ زادي
سـِرُّ العَـوالِمِ نُكتَـةُ الكَـونِ الَّذي
هَتَفَــت بِــهِ الأَحبــارُ قَبــلَ وِلادِ
هُـوَ مُجتَـبى الرَحمـنِ مِـن أَرسـالِهِ
وَإِمــامُ جَمعِهِــم وَبَــدرُ النَـادى
وَعَميــدُهُم وَكَفيلُهُــم وَأَجَــلُّ مَـن
ســادَ الـوَرى مِـن حاضـِرٍ أَو بـادِ
هُــوَ أَوَّلٌ هُــوَ آخِــرٌ هُــوَ جـامِعٌ
هُــوَ فــارِقٌ لِلغَــيِّ عَــن إِرشـادِ
مُتَقَـــــدِّمٌ مُتَــــأَخِّرٌ مَتَوَســــِّطٌ
ناهيــكَ مِــن أَوصــافِهِ الأَضــدادِ
هُــوَ رافِـعٌ عَلَـمَ الهُـدى وَمَنـارهُ
وَمُشـــَيِّدُ الأَبيـــاتِ ذاتِ عِمـــادِ
هُـوَ مـودعُ الأَسـرارِ في الإِسرا إِلى
عِلــمِ الغُيــوبِ وَحَضــرَةِ الأَشـهادِ
وَهُـوَ الَّـذي راضَ العُلا وَهـوَ الَّـذي
خَضــَعَت لَـهُ الأَسـيافُ فـي الأَغمـادِ
مِـن هاشـِمِ البَطحـاءِ أَربابِ الوَرى
وَصــَميمِ عَبــدِ مَنافِهــا الأَطـوادِ
وَلُبـــابِ عَــدنانٍ وَلُــبِّ قُصــيِّها
حَســَباً عَلـى غُـرَرِ الكَـواكِبِ بـادِ
مُتَنَـــوِّعُ الآيــاتِ يُعيــي عَــدُّها
قَلَــمَ الحِســابِ وَجــامِعُ الأَعـدادِ
مُتَســـَنِّمُ الأَفلاكِ بِالقَــدرِ الَّــذي
تَــرَكَ المِثـالَ عَلـى صـَفا الأَصـلادِ
وَمُســـايِرُ الأَملاكِ وَهـــيَ مَــواكِبٌ
مِــن فَـوقِ سـَبعٍ قَـد عَلَـونَ شـِدادِ
يـا مُصـطَفى الرَحمـنِ مِـن أَرسـالِهِ
وَإِمــامَهُم فــي الجَمـعِ وَالإِفـرادِ
وَمَحَــطَّ آمــالِ الــوَرى وَمُنيلَهُـم
كَرَمــاً وَكَعبَــةَ أَوجُــهِ القُصــّادِ
أَودى بِعَبــدِكُمُ الغَـرامُ فَهَـل لَـهُ
وَصــلٌ لِبابِــكَ فَهــوَ عَبــدُ وِدادِ
أَبَــداً أَهيـمُ بِكُـم فَمِـن ذِكراكُـمُ
أَضــحَت جُفــونِيَ وَهــيَ ذاتُ سـُهادِ
تَحــدو بِقَلبِــيَ نَحــوَكُم أَشـواقُهُ
فَتَــذوبُ وَســطَ المُنحَنـى أَكبـادي
يَثنــي إِلَيكُــم ودَّهُ عَــن غَيرِكُـم
فَهَــواكُمُ ثــانٍ وَلِـيَّ أَنـا حـادي
وَإِذا أُيَمِّـــمُ مُخلِصـــاً فَلَأَنتُـــمُ
وَالســِبطُ ســِبطُكُمُ الإِمـامُ عِمـادي
خَيـرُ الخَلائِفِ أَحمَـدُ المَنصـورُ مَـن
يَســمو عَلــى الأَضــدادِ وَالأَنـدادِ
بِســــَماحَةٍ وَصـــَباحَةٍ وَفَصـــاحَةٍ
وَأَصــــــالَةٍ وَجَزالَــــــةٍ وَجلادِ
وَأَجَــلُّ مَــن خَضـَعَت لِسـَطوَةِ سـَيفِهِ
وَهُــوَ الغَلــوبُ مُلــوكُ كُــلِّ بِلادِ
فَتّـــاحُ أَمصـــارِ البِلادِ بِعَزمَــةٍ
فَرِقَـت لَهـا الأَسـيافُ فـي الأَغمـادِ
وَمُوَطِّـــدٌ لِمَمالِــكٍ مِــن حُســنِها
كــالعَينِ حُــفَّ بَياضــُها بِســَوادِ
بِكَتــــائِبٍ عَلَوِيَّـــةٍ بِســـُيوفِها
وَرُكــامِ بُنــدُقِها كَبَــرقِ غَــوادِ
هُـوَ مُخمِـدُ الأَهـوالِ بَعـدَ هِياجِهـا
هُــوَ صــالِحُ الأَيّــامِ بَعـدَ فَسـادِ
مِـن مَعشـَرٍ فَضـَلوا الأَنـامَ فِمِنهُـمُ
مَهــدِيُّها الأَهـدى وَمِنهـا الهـادي
وَوُلاةِ حَــوضِ اللَــهِ يَجـري سَلسـَلاً
بِمَسوســِهِ العَــذبِ وَصــَفوِ بِــرادِ
وَحُمــاةِ مَكَّـةَ بَـل كَوافِـلِ بَيتِهـا
وَمَأَمِّهـــا مِــن حاضــِرٍ أَو بــادِ
فَتَوَطَّــدوا بِحَريمِهـا غُـرَفَ العُلـى
وَتَسـَنَّموا فـي الحِجـرِ خَيـرَ مِهـادِ
فَلَهُـم بِهـا مـا اِنجابَ عَنهُ فَجرُها
مِــن قَلبِهــا وَمَصــادِها وَمَــرادِ
وَشـــِعابِها وَهِضــابِها وَســُهولِها
وَحُزونِهـــا وَنِجادِهـــا وَوِهـــادِ
وَحَريمِهــا المَحمِــيِّ إِذ يَحمــونَهُ
بِــالبيضِ وَالسـُمرِ الطِـوالِ صـِعادِ
قَـد دافَعـوا بِالسـَيفِ أَبرَهَةَ الَّذي
لِلحَـــربِ لَــفَّ بَياضــَها بِســَوادِ
أَســِواهُمُ أَبغــي وَآمُــلُ لِلنَــدى
أَم غَيرَهُــم أَرجــو لِيَــومِ مَعـادِ
فَهُـمُ أَبـاحوا كُـلَّ مَمنـوعِ الحِمـى
وَهُــمُ أَذَلّــوا أَنــفَ كُــلِّ مُعـادِ
تَبـدو بُـدورُ التِـمِّ مِـن تيجـانِهِم
وَعَلَيهِـــمُ المـــاذِيُّ مِثــلُ دُؤادِ
مِــن كُـلِّ رَقـراقِ الحَواشـي فَـوقَهُ
كَعُيــونِ أَفعــى أَو كَعَيــنِ جَـرادِ
يَعلـو عَلـى أَحسـابِهِم نـورُ الهُدى
وَعَلــى الـدِلاصِ يَلـوحُ صـِبغُ جِسـادِ
فَهُــمُ أَمــاتوا حاتِمـاً فـي طَيِّـئٍ
وَهُـمُ أَمـاتوا الـدَهرَ كَعـبَ إِيـادِ
وَهُمُ الحَيا مِن قَبلِ أَن يَحيا الحَيا
وَعِهــادُ مُــزنٍ قَبــلَ مُـزنِ عِهـادِ
قَـد جَـدَّدَ المَنصـورُ مـا قَد أَسَّسوا
مِــن كُــلِّ مَكرُمَــةٍ وَكُــلِّ أَيــادِ
وَبَنــى بِنــاءً زائِداً أَربـى عَلـى
مــا كــانَ شـادَ غَطـارِفُ الأَجـدادِ
إِن كـانَ أَهـلُ البَيتِ أَعمِدَةَ الوَرى
فَهُــمُ لِأَهــلِ البَيــتِ خَيـرُ عِمـادِ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.