
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلَّــهِ بَهــوٌ عَــزَّ مِنـهُ نَظيـرُ
لَمّـا زَهـا كَـالرَوضِ وَهـوَ نَضيرُ
رُصـِفَت نُقـوشُ بُنـاهُ رَصـفَ قَلائِدٍ
قَـد نَضـَّدَتها في النُحورِ الحورُ
فَكَأَنَّهـا وَالتِـبرُ سـالَ خِلالَهـا
وَشــيٌ وَفِضــَّةُ تُربِهــا كـافورُ
وَكَــأَنَّ أَرضَ قَــرارِهِ ديباجَــةٌ
قَـد زادَ حُسـنَ طِرازِهـا تَشـجيرُ
وَإِذا تَصــَعَّدَ قَـدُّهُ نَـوءاً فَفـي
أَنمــاطِهِ نــورٌ بِــهِ مَمطــورُ
شـَأوُ القُصـورِ قُصورُها عَن وَصفِهِ
ســِيّانِ فيــهِ خَوَرنَــقٌ وَسـَديرُ
فَـإِذا أَجَلـتَ اللَحظَ في جَنَباتِهِ
يَرتَــدُّ وَهــوَ بِحُســنِهِ مَحسـورُ
وَكَـأَنَّ مَـوجَ البِركَتَيـنِ أَمـامَهُ
حَرَكــاتُ ســِجفٍ صـافَحَتهُ دَبـورُ
صــُفَّت بِضــِفَّتِها تَماثِــلُ فِضـَّةٍ
مَلَـكَ النُفـوسَ بِحُسـنِها تَصـويرُ
فَتُـديرُ مِـن صـَفوِ الزُلالِ مُعَتَّقاً
يَسـري إِلـى الأَرواحِ مِنـهُ سُرورُ
مـا بَيـنَ آسـادٍ يَهيـجُ زَئيرُها
وَأَســاوِدٍ يُســلي لَهُــنَّ صـَفيرُ
وَدَحَـت مِـنَ الأَنهـارِ أَرضَ زُجاجَةٍ
وَأَظَلَّهــا فَلَــكٌ يُضــيءُ مُنيـرُ
راقَـت فَمِـن حَصـبائِها وَفَواقِـعٍ
يَطفـو عَلَيهـا اللُّؤلُؤُ المَنثورُ
يـا حُسـنَهُ مِـن مَصـنَعٍ فَبَهـاؤُهُ
بـاهى نُجـومَ الأُفـقِ وَهـيَ تَنورُ
وَكَأَنَّمـا زَهـرُ الرِيـاضِ بِجَنبِـهِ
حَيــثُ اِلتَفَــتَّ كَـواكِبٌ وَبُـدورُ
وَلِدَســتِهِ الأَسـمى تَخَيَّـرَ رَصـفَهُ
فَخـرُ الـوَرى وَإِمامُها المَنصورُ
مَلـكٌ أَنـافَ عَلى الفَراقِدِ رُتبَةً
وَأَقَلَّــهُ فَــوقَ السـِماكِ سـَريرُ
قُطـبُ الخِلافَـةِ تـاجُ مَفرِقِ دَولَةٍ
رُمِيَـت بِجَحفَلِهـا اللُهامِ الكورُ
وَجَرى إِلى أَقصى العِراقِ لِرُعبِها
جَيـشٌ عَلـى جِسـرِ الفُـراتِ عَبورُ
نَجلُ النَبِيِّ اِبنُ الوَصِيِّ سَليلُ مَن
حَقَـنَ الـدِماءَ وَعَـفَّ وَهـوَ قَديرُ
بَحــرُ النَــدى لَكِنَّــهُ مُتَمَـوِّجٌ
ســَيفُ العُلــى لَكِنَّــهُ مَطـرورُ
طَــودٌ يَخِــفُّ لِحِلمِــهِ وَوَقـارِهِ
وَلِجَيشــِهِ يَـومَ النِـزالِ ثَـبيرُ
دامَــت مَعــاليهِ وَدامَ وَمَجـدُهُ
طَـوقٌ عَلـى جيـدِ العُلـى مَزرورُ
وَتَعاهَـدَتهُ مِـنَ الفُتـوحِ بَشائِرٌ
يَغـدو عَلَيـهِ بِها المَسا وَبُكورُ
مـا دامَ مَنـزِلُ سـَعدِهِ يَرتـادُهُ
نَصــرٌ يَــرِفُّ لِـواؤُهُ المَنشـورُ
وَجَـرَت بِـهِ مَرَحـاً جِيـادُ مَسـَرَّةٍ
وَأَدارَ كَـأسَ الأُنـسِ فيـهِ سـَميرُ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.