
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعِــد أَحــاديثَ ســِلعٍ وَالحِمـى أَعِـدِ
وَعِــد بِوَصـلِ اللِـوى وَالرَقمَتَيـنِ عِـدِ
وَعُـج عَلـى المُنحَنـى مِـن أَضـلُعي فَبِهِ
نـارُ الخَليـلِ الَّـتي سـيطَت بِها كَبِدي
وَمِــل لِأَكنــافِ جَرعـاءِ الحِمـى لِتَـرى
مَرابِـعَ الشـَوقِ قَـد أَقـوَت مِـنَ البَلَدِ
حَيـــثُ الجَـــآذِرُ بِالآســادِ فاتِكَــةٌ
وَمــا عَلَيهِــنَّ مِــن وَتــرٍ وَلا قَــوَدِ
وَشــِم بُروقــاً أَضـاءَت مِـن ثَنايـاهُمُ
وَإِن ظَمِئتَ فَمِـــن مــاءِ العُــذَيبِ رِدِ
وَقُــل لَهُــم إِن جَـرى دَمعـي بِرَبعِهِـمُ
لا تَنهَــروا ســائِلاً وافـى عَلـى بُعُـدِ
يـا جيـرَةَ العـالَمينَ اللَـهَ فـي دَنِفٍ
يَصــلى بِنــارِ عَــذابٍ مِنكُــمُ وَقِــدِ
وَيــا نَســيمَ الصـَبا إِن جِئتَ كاظِمَـةً
وَجِئتَ حَــيَّ حُلــولِ الســَفحِ مِـن أُحُـدِ
قِــف بِــالكَثيبِ وَعـانِق فَـوقَهُ غُصـُناً
يَكــادُ يَنقَــدُّ مِــن ليـنٍ وَمِـن غَيَـدِ
وَاِرشــُف ثُغـورَ الأَقـاحي وَهـيَ ضـاحِكَةٌ
تَفتَــرُّ عَــن لُؤلُــؤٍ رَطـبٍ وَعَـن بَـرَدِ
وَطُـف لَـدى البَيـتِ سَبعاً وَاِسعَ مُلتَثِماً
حَتّــى تُصــافِحَ لَحــدَ المُصـطَفى بِيَـدِ
لَحــداً تَضــَمَّنَ خَيـرَ المُرسـَلينَ وَمَـن
حــازَ الفَضــائِلَ مِــن مَثنـى وَمُتَّحِـدِ
مَـــن حُبِّــرَت فيــهِ آيــاتٌ مُبَيَّنَــةٌ
مِـن دونِهـا الشُهبُ في الإِشراقِ وَالعَدَدِ
بِـهِ اِعتَلَـت مُضـَرُ الحَمـرا إِلـى شـَرَفٍ
تَعنـــو لِعِزَّتِــهِ الأَقيــالُ مِــن أُدَدِ
أَجَــلُّ مَــن كَســَّرَت جَــبراً قَواضــِبُهُ
جَنـاحَ كِسـرى فَلَـم تُخفِـق مَـدى الأَمَـدِ
وَجَــدَّلَت قَيصــَراً قَســراً وَقَـد حَطَّمَـت
مِــن فــارِسٍ فَقَـراتِ الظَهـرِ وَالكَتِـدِ
وَغــادَرَت كُــلَّ جَبّــارٍ لَــدَيهِ وَمــا
يُرجـى لَـهُ الجَـبرُ مِـن غَـربٍ وَلا عَضـُدِ
وَأَصــبَحَت مِلَّــةُ التَثليـثِ مِنـهُ وَقَـد
أَخنـى عَلَيهـا الَّـذي أَخنـى عَلـى لُبَدِ
مُحَمَّـــدٌ ســـَيِّدُ الأَرســـالِ خاتمُهــا
هـادي الأَنـامِ إِلـى نَهـجٍ مِـنَ الرَشـَدِ
يـا صـَفوَةَ اللَـهِ يا غَوثَ العِبادِ وَمَن
فيـهِ الكَمـالُ اِنتَهـى خَتماً وَمِنهُ بُدي
أُهـــدي إِلَيــكَ صــَلاةً لا أَزالُ مَــدى
عُمــرِيَّ مِلــءَ فَــمٍ مِنهـا وَمِلـءَ يَـدِ
أَهلاً بِمَولِـــدِكَ المَيمـــونِ طـــائِرُهُ
بِــهِ اِسـتَقَلَّ مَنـارُ الـدينِ فـي صـُعُدِ
فـي صـُبحِهِ اِسـتَبَقَت خَيـلُ السُرورِ إِلى
كُــلِّ الجهـاتِ فَلَـم تُقصـِر عَلـى بَلَـدِ
يَــومٌ غَــدَت كُلُّهــا ســاعاتُهُ غُـرَراً
فـي جَبهَـةِ الـدَهرِ لَم تكسف عَلى الأَبَدِ
قَـد رَكَـمَ الصـُبحُ مِنهُ اللَيلَ فَاِبتَسَمَت
شــُهبُ الســَماءِ بِشــَمعٍ فيــهِ مُتَّقِـدِ
مِـن كُـلِّ هَيفـاءَ قَـد قـامَت عَلـى سُرُرٍ
مَرفوعَــةٍ مِــن زَبَرجَــدٍ عَلــى عَمَــدِ
تَظَــلُّ مِــن نَغَــمِ الأَصـواتِ فـي طَـرَبٍ
لَكِنَّهــا بِاِنســِكابِ الـدَمعِ فـي نَكَـدِ
قَــد ظَلَّلَتهــا غَمامــاتٌ نَواشـِئُ مِـن
دُخّــانِ نــدٍّ بِــأَوجِ الجَــوِّ مُنعَقِــدِ
يــا مَولِـداً وَبِـهِ الأَيّـامُ قَـد عَقَمَـت
وَهــيَ الــوَلائِدُ عُقــمَ الأُمِّ بِالوَلَــدِ
يـا مِهرَجانـاً تَـوَدُّ الحـورُ لَـو حَضَرَت
مــا دارَ فيــهِ بِلا لَهــوٍ وَغَيــرِ دَدِ
قَــد قـارَضَ اللَـه فـي تَعظيمِـهِ مَلـكٌ
بَــرٌّ لَــهُ فـي سـَبيلِ البِـرِّ كُـلُّ يَـدِ
خَيــرُ إِمــامٍ لَــهُ فــي كُـلِّ جارِحَـةٍ
حَبـلٌ مِـنَ الـودِّ مَربـوطٌ إِلـى الخَلَـدِ
لَيــثٌ لَـهُ مِـن قَنـاهُ الغَيـلُ يَسـكُنُهُ
وَمِــن بَنيــهِ الأُســودِ كُــلُّ ذي لَبَـدِ
مِــن مَعشــَرٍ إِن يَكُـن عَـدنانُ أَصـلَهُمُ
فَهُـم لِعَـدنانَ أَصـلُ المَجـدِ وَالسـودَدِ
فَــإِن تُســالِمهُمُ فَهُــم بَنــو حَســَنٍ
وَإِن تُحـــارِبهُمُ فَهُـــم بَنــو أَســَدِ
لَــهُ الرِمـاحُ الَّـتي إِن هُـزَّ عامِلُهـا
لَــم يَثنِهِــنَّ نَسـيجُ الـدِرعِ وَالـزَرَدِ
إِن أَشـــرَعَتها يَـــدٌ مِنــهُ مُؤَيَّــدَةٌ
أَقَمـنَ مـا فـي عِصـِيِّ الـدَهرِ مِـن أَوَدِ
يَقظــانُ يَقــرَأُ مِــن عُنـوانِ فِكرَتِـهِ
فـي اليَـومِ مـا تُـبرِزُ الأَيّامُ بَعدَ غَدِ
فِكــرٌ تَخِــرُّ لَــهُ الأَفكــارُ ســاجِدَةً
إِذا اِغتَـدى نافِثـاً بِالسِحرِ في العُقَدِ
يَقــذِفُ بِالـدُرِّ وَهـوَ البَحـرُ مُنفَـرِداً
وَالبَحــرُ يَقــذِفُ بِالــدُرِّ وَبِالزَبَــدِ
طَــوَّقَ جيــدي بِنُعمــى مِنــهُ جارِيَـةٍ
مــازِلتُ عُمــرِيَ فـي عَيـشٍ بِهـا رَغِـدِ
فَصــِرتُ أَســجَعُ مَــدحاً فيــهِ لا عَجَـبٌ
ســَجعَ المُطَــوَّقِ فــي أَوراقِــهِ غَـرِدِ
ســَوّاكَ رَبُّـكَ مِـن طيـنِ الكَمـالِ لِـذا
أَمسَيتَ في الخَلقِ مِثلَ الروحِ في الجَسَدِ
قَـد أَكبَرَتـكَ عُيـونُ الخَلـقِ إِذ نَظَـرَت
لِلشــَمسِ قَـد بَزَغَـت مِـن جَبهَـةِ الأَسـَدِ
رَوِّح ســُيوفَكَ مِــن دَمِ العِــدى زَمَنـاً
فَكُــلُّ جَفــنٍ لَهـا يَشـكو مِـنَ الرَمَـدِ
وَمــا وَرا الســود إِلّا السـُدَّ تَفتَحُـهُ
بِجَيــشِ نَصــرٍ لَـهُ الأَقـدارُ مِـن مَـدَدِ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.