
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـاطَت عَـن مَحاسِنِها الخِمارا
فَغـادَرَتِ العُقـولَ بِهـا حيارى
وَبَثَّـت فـي صـَميمِ القَلبِ شَوقاً
تَوَقَّـدَ مِنـهُ كُـلُّ الجِسـمِ نارا
وَأَلقَـت فيـهِ سـِرّاً ثُـمَّ قـالَت
أَرى الإِفشـاءَ مِنك اليَومَ عارا
وَهَـل يَسـطيعُ كَتـمَ السـِّرِ صـَبٌّ
إِذا ذُكِـرَ الحَـبيبُ إليهِ طَارا
بِـهِ لَعـب الهَـوى شَيئاً فَشَيئا
فَلَـم يَشـعُر وَقَد خَلَعَ العذارا
إِلـى أَن صـارَ غَيباً في هَواها
يُشـيرُ لِغَيرِهـا وَلَهـا أَشـارا
يُغـالِطُ فـي هَواها الناسَ طُرّاً
وَيُلقـي فـي عُيـونِهِمُ الغُبارا
وَيَسـأَلُ عَـن مَعارِفِها التِذاذاً
فَيَحسـَبُهُ الـوَرى أَن قَد تَمارا
وَلَـو فَهِمـوا دَقـائِقَ حُبِّ لَيلى
كَفـاهُم فـي صـَبابَتِهِ اِختِبارا
إِذا يَبـدو اِمـرؤٌ مِن حَيّ لَيلى
يَــذلُّ لَـهُ وَيَنكَسـِرُ اِنكِسـارا
وَلَولاهــا لَمــا أَضـحى ذَليلاً
يُقَبِّلُ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَمـا حُـبُّ الـدِّيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلكِـن حُـبُّ مَـن سـَكَنَ الدِّيارا
وَلَمّــا أَن رَأَت ذُلّــي إِلَيهـا
وَحُبّـي لَـم يَـزِد إِلّا اِنتِشـارا
وَأحسـَب فـي هَواهـا الذُلُّ عِزّاً
وَحقـري فـي مَحَبّتِهـا اِفتِخارا
أَبـاحَت وَصـلَها لكِـن إِذا مـا
غَـدَونا مِـن مُـدامَتِها سـُكارى
شــَرِبناها فَلَمّــا أَن تَجَلَّــت
نَسـينا مِـن مَلاحَتِهـا العقارا
وَكَسـَّرنا الكُؤوسَ بِها اِفتِتاناً
وَهِمنـا فـي المُدير بِلا مُدارا
وَصـارَ السُّكرُ بَعدَ الوَصلِ صَحواً
وَأَيـنَ السُكرُ مِن حُسنِ العَذارا
فَـدَعني يـا عَـذولي في هَواها
كَفـى شَغفي بِمَن أَهوى اِعتِذارا
أَتَعـذِلُ فـي هَـوى لَيلـى بِجَهلٍ
لِمَـن فـي حُبِّهـا بَلَغَ القصارا
فَـذا شـَيءٌ دَقيـقٌ لَسـتَ تَـدري
لِـدِقَّتِهِ المُشـير وَلا المُشـارا
بِـهِ صـارَ التَّعَـدُّدُ ذا اِتِّحـادٍ
بِلا مَــزجٍ فَــذا شـَيءٌ أَحـارا
فَسـَلِّم وَاِترُكـن مَـن هامَ وَجداً
وَمـا أَبقـى لِصـَبوَتِهِ اِستِثارا
أبو عبد الله محمد بن محمد الحراق بن عبد الواحد بن يحيى بن عمر بن الحسن بن الحسين الحسيني.شاعر وإمام جليل، متضلع في علم الظاهر انتهت إليه فيه الرياسة، مشاركاً في فنونه من تفسير وحديث وفقه وفتوى ومعقول.وكان أديباً شاعراً كاد ينفرد به في عصره مع كثرة وجوده.وقد كان تلميذاً للقطب الرباني العربي الدرقاوي.مات ودفن بزاويته المشهورة بثغر تطوان بباب المقابر.