
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكرتُـك فـي الخَلَـوات الّـتي
شــَننتَ بهـنّ علـيَّ السـّرورا
وكنــت لــدَيجُورِهِنّ الصـّباحَ
وفـي سـَهَكاتٍ لهـنّ العـبيرا
فضـاقتْ علـيَّ سـُهوبُ الـدّيار
وصــارتْ سـهولتُهنّ الوعـورا
وأظلـمَ بينِـي وبيـن الأنـام
وما كنت من قبل إلّا البَصيرا
وَطـالَ علـيّ الزّمـانُ القصيرُ
وكـان الطّويـلُ عليَّ القصيرا
فَهـا أَنـا منـك خليّ اليَدين
وفيـكَ كليـلَ الأمـانِي حسيرا
فقـدتُك فقـدَ الزّمان الحبيبِ
إلـيَّ وفقدي الشّبابَ النّضيرا
وهــوّن رُزءَك مَــن لـم يُحِـطْ
بـأنّي أعالـجُ منـه العسيرا
فَظنّــوا وَمــا عَلِمـوا أنّـه
صـغيرٌ ومـا كـان إلّا كَـبيرا
فَقُـل للّـذي في طَريق الحِمامِ
يرعى البدور ويُعلي القُصورا
وَيغفـل عَـن وَثَبـاتِ المنـون
يَـدعن الشّوى ويُصبن النّحورا
إلـى كـم تظـلّ وأنت الطّليقُ
بأيـدي الطّماعةِ عبداً أسيرا
إذا مـا أريـثُ أريثُ الرّحالَ
وأمّـا قرِبـتُ قربـتُ الغرورا
وإن نلـت كـلّ الّـذي تَبتغيه
فَما نِلت إلّا الطفيفَ الحقيرا
ومـا أخـذ الـدّهرُ إلّا الّـذي
أعـاد فكيـف تلـوم المُعيرا
وَكَـم في الأسافلِ تَحتَ الحَضيض
أخـامص قَـومٍ علـون السّريرا
وَكَـم ذا صـحبنا لأكل التّراب
أناساً ثَوَوْا يلبسون الحريرا
وكـم أغمـد التّـربُ في لحْدِهِ
حُسـاماً قطوعـاً وليثاً هصورا
أُخَــيَّ حسـينُ ومَـن لـي بـأن
تجيب النّداء وتبدي الضّميرا
عَهـدتك تَطـرد عنّـي الهمـوم
وتُــذكرني بـالأمورِ الأمـورا
أُخــانُ فآخـذُ منـك الوفـاءَ
وأظمـا فـأكرع منك النّميرا
وكـم ليلـةٍ كنـتَ لِـي ثانياً
بِظلمائِهـا مؤنسـاً أَو سميرا
سـَقى اللَّه قبرَك بين القبورِ
سـحاباً وَكِيفَ النّواحي مطيرا
تَخــال تَراكمـه فـي السـّما
ءِ عِيـراً بطـاءً يزاحمنَ عِيرا
كــأنّ زَمــاجرَه المصــعِقاتِ
ضـَجيجُ الفحولِ عَزمن الهديرا
تُعَصــفرهُ وَمضــاتُ الــبروقِ
فَتحســبه مِـن نجيـعٍ عصـيرا
مجـاورَ قـومٍ بأيـدي البِلـى
تمزّقهــمْ يرقُبـون النّشـورا
ولا زال قــبرُك مــن نــوره
بجُنـحِ الظّلام يضـيء القبورا
ولا زلــتَ ممتلـئ الرّاحـتين
نعيمـاً ولاقيـتَ ربّـاً غفـورا
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.