
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــم ذا نخيـبُ وتكـذب الأطمـاعُ
والنَّـاس فـي دار الغـرور رِتاعُ
فحـــوائمٌ لا تَرْتَــوِي وعواطــلٌ
لا تَحْتَلـــي وزخـــارفٌ وخــداعُ
فــي كـلّ يـومٍ للحـوادث بطشـةٌ
فينــا وأمــرٌ للمنــونِ مُطـاعُ
وإذا الـرَّدى قنـص الفتى فكأنّه
مــا كــان إبقــاءٌ ولا إمتـاعُ
وَالمَـوتُ أَملَـكُ بـالورى وتَعِلَّـةٌ
هــذا الســَّقامُ وهـذه الأوجـاعُ
وَإذا تيقّنـا الفـراقَ لكـلّ مَـن
نهـــوى هــواهُ فالســَّلام وداعُ
لَيـسَ الـرَّدى يا من يرومُ دفاعَه
ممَّـــا تُحــاك لــدفعه الأدراعُ
وإذا الـرَّدى طلب النّفوس فإنّما
شــَدَّ النَّجـاءُ بـه وضـاع قِـراعُ
وصــوارمُ الأسـيافِ غيـرُ صـوارمٍ
والســَّمْهرِيَّاتُ الطِّــوالُ يَــراعُ
مـا لـي أعلَّـلُ كـلَّ يومٍ بالمُنى
عيشــاً وأُشـرى بـالهوى وأُبـاعُ
كَــرعَ الحمــامَ مبــذِّرٌ ومقـدّرٌ
وخطــا إليــه مُجبــنٌ وشــجاعُ
ثمَّ اِستوى في حَسْوِ خمرِ كؤوسه ال
أملاكُ والســــَّاداتُ والأتبـــاعُ
والنَّاكصـون المقـدمون إِذا دعا
أَجَــلٌ بهــمْ والمبطئون ســِراعُ
وَالـدّهرُ يَطعنُ بِالرَّدى لا بالقنا
قَعْصــاً ولا عَلَــقٌ هنــاك يُبـاعُ
يُبقـي ويُفنـي ثـمّ يسـلبُ ماكساً
بـالرَّغم فهـوَ المُلبِـسُ النَّـزَّاعُ
فـذّ العطـاءِ فـإنْ يكن مَثْنى له
غَلَطــاً فــإنَّ الإرتجــاعَ رُبـاعُ
خَيـرٌ مـنَ المُثْـرِي فَقيـرٌ قـانعٌ
ومِـنَ الشـِّباعِ مـن الطّعامِ جِياعُ
قُـلْ للّذي كَنز الكنوزَ فهمُّهُ الت
تَجميــعُ وَالتّرفيــعُ والإيــداعُ
أَوَ مـا علمـتَ بـأنّ مـا أحرزتَهُ
شــِلْوٌ بأيـدي الحادثـاتِ مُضـاعُ
وظننـتَ ما أودعتَ في بطن الثّرى
ســـرّاً وســِرٌّ لا يُــذاع مُــذاعُ
تبّــاً لــدارٍ أشــعرتْ سـُكّانَها
أنْ ليـس فـي طـولِ المقامِ طماعُ
بـاع الجميـعُ نعيمهـمْ بشقائِها
بَيْعَ الغَبين ولو دَرَوْا ما باعوا
وَإِذا هُـمُ اِعتَذَروا إِلى مَن لامَهُمْ
فـي الحِرصِ قالوا ما تراهُ طباعُ
فـاِنظُرْ إِلـى مَـن قصـدُهُ ترفيهُهُ
فـي العيـش كيـف تكُـدُّه الأطماعُ
أَيـنَ الّذين عَلى القِنانِ قِبابهمْ
ولهــــمْ تِلاعُ المـــأثراتِ تِلاعُ
مِـن كُـلّ مُعتَصِبِ المفارقِ لم يُطِعْ
بَشــَراً وفـي كـلّ الأمـور يُطـاعُ
دَرَجـوا وأضـحَوْا بعـد عـزٍّ أقعَسٍ
مـا إِنْ لَهـمْ إلّا الثّـرى والقاعُ
وَأَزالَهـمْ عَمّا اِبتَنوه منَ البِنا
هَـذا الخَتـولُ البـاذلُ المنّـاعُ
وَلَقـد فُجعـتُ وكـلُّ مَـن لم يُصْمِهِ
ســَهمُ المنيّــةِ زارَه الإفجــاعُ
وَاِرتعـتُ لِلخطـبِ المُلـمِّ بساحتِي
وَلَقِــد عَمِـرْتُ وغيـرِيَ المرتـاعُ
وَقرينــةٍ لمّــا ألِفـتُ وصـالَها
أنحـى عليهـا البـاترُ القطّـاعُ
فَلَئِنْ هَـوَتْ فَلَكَمْ هوى في هذه ال
خضـــراءِ عنّــا كــوكبٌ لمّــاعُ
لَيـتَ الّـذي عـزم التّرحُّـلَ غفلةً
مـا كـان منه على الفراقِ زماعُ
ولقــد ســبقتِ صـيانةً وديانـةً
وَوراءَكِ الطُّلّاحُ والظلّاعُ
رحُبَـتْ بِـكِ الأجداثُ أجداثُ الثَّرى
واِعتــادَ قــبركِ هاطــلٌ لمَّـاعُ
أوْدَعـتُ منـكِ الأرضَ خيـرَ وديعـةٍ
فـــالأرضُ متلافٌ لهـــا مِضــياعُ
وَقَضـيتُ حَقّـكِ إذ جعلتُـك في حِمى
قــومٍ لهـمْ دون النّعيـم رِبـاعُ
صـــُقْعٌ لآلِ اللّـــه آلِ نَـــبيّهِ
ســجدتْ لــه الأقطـارُ والأصـقاعُ
فَـرَقَ الزَّمانُ وما درى ما بيننا
والــدّهرُ مِفــراقٌ لنـا مِجْمـاعُ
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.