
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــقٌ علـى شـعراء مصـر رِثاكـا
وعلـى المعاني السامياتِ بكاكا
شـعراء مصـر وكلّهـم فـي فتنـة
بكلامهــم لـم يـذعنوا لسـواكا
كــلٌّ إذا ذكـر القريـضَ قصـاره
أن ينضـوي في الشعر تحت لواكا
ســتقوم فيهــم للرياسـة ضـجة
يــوم الســقيفة تسـتخِفُّ هلاكـا
إن لـم يكـن صـبري أحقُ بإرثها
يـا ليـت شـعري مـن أحق بذاكا
مَـن غيـر إسـماعيل بعدكَ يقتفي
فـي فتـح أبـوابِ الخيال خطاكا
مـا كـان شـعرك باللسان تصنعاً
لكنـــه قلـــب يحــرك فاكــا
نفســي إلــى درك العلا تواقـة
تـومي إلـى طـرف البنان هواكا
كـان العفافُ بها غراماً والتُّقَى
خُلقـاً وكـان لهـا الإبـاء ملاكا
مــا دنَســتْها ذلــةً أو خســةً
يومـاً فتقـدح فـي كمـال حلاكـا
والحـرُ لا يرضـى الدنايا مركباً
ويـرى البقـاء مع الهوان هلاكا
فالمـال يفنـى والمناصبُ تنقضي
والمجـد مـا تبقيـه بعد فناكا
ذهبـتْ كـأنَ لـم تغْـنَ أيامَ بها
كـانت تـدير نظـام مصـرِ يداكا
وجحافـلُ فـي طـولِ مصـر وعرضها
كـانت تسـاقُ إلى الوغى بنداكا
مـا كـان صـرحُ علاكَ مبنيًّـا على
هـذا ومـا جئنـا لـذا ننعاكـا
جئنـا لننعـي منـك فضـلاً باهراً
وخلائقــاً تحكــي بهـا الأملاكـا
ننعـي البشاشة والندى وتواضعا
بـذَّ العـدا ترعـى عهـود ولاكـا
ننعـي وفـاءً فـي طباعـك خلقـةً
وتجلــداً جُبلــت عليـه قواكـا
ونــوادرا أحكمتهــا وخـواطرا
خقــت لصـيد السـانحات شـباكا
وطرائفــاً نظمتهــا لا ترتضــي
غيــر القلــوب لـدُرها أسـلاكا
ومعانيـاً مثـل النجـوم هوادياً
ولكــم رمــت برجومهـا أفّاكـا
مـازلت تنظـم كـل معنـى سـاطع
حـتى أخفـت مـن الـدجى الأملاكا
ومواهبــاً غــرًّا وآدابـاً سـمت
قــدراً فسـبحان الـذي أعطاكـا
مـالي أمـامَ الرَّمـسِ قلبي خافق
عنــد الرثـاءِ ومـالهُ يخشـاكا
ذكـر امتحانَـك لـي بمشهد هيبة
زمـن الصـبا فارتاع من نجواكا
في رحمة الله الكريم وذمة الر
ب الرحيــم وحسـب نفسـك ذاكـا
محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).