
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خضـبوا الخـدودَ ورصَّعوها الأنجما
واسـتخدموا لركـابهم قمر السما
شـربوا الشـموسَ فأظهرت بوجوههمْ
شـفقاً ألـمَّ علـى الصـباحِ مخيّما
وتـروا القسـيَّ حواجبـاً وتعمَّدوا
كســرَ الجفـونِ وفوّقوهـا أسـهُما
عقلـوا الحجـى بـذوائبٍ من عنبرٍ
جـذبوا القلـوبَ وأوردُوها بعدَما
بذلوا العوالي بالقدودِ وأثخنوا
فيهـا جراحـاً ظـافرين العلقمـا
نصروا العبادَ على الوصالِ كأنَّهم
نظروا المماتَ على الحياة مقدّما
أتبعــت طرفــي ذا نـواسٍ منهـم
طمــع التَّـداني عامـداً فتبسـَّما
ملــكٌ تبــدَّى راكبـاً فـي مـوكبٍ
رحـلَ التصـبرُ مـن فـؤادي عندما
نبــتَ العــذارُ بخــدِّه فكــأنَّهُ
مسـكٌ بـه أمسـى النضـار موسـَّما
لـم يكفـهِ صـلُّ الـذوائبِ مرسـلاً
حتّـى أدارَ علـى الشـقيقِ الأرقَما
وتطفَّلــتْ تحكيــهِ لمَّـا أن بـدا
شـمسُ النَّهـار فصـدَّها وجه الدّما
صـدَعَ الشـروقُ لِثامَهـا فتَقهقـرتْ
نحـوَ الغـروبِ مخافـةً أن تُرجَمـا
لـو شـاهد المرّيـخ بـاتر طرفِـهِ
كســـرَ الســّلاحَ مظنــةً يســْلما
إن مـرّ والمـرآةُ يومـاً فـي يدي
من خلفِها ذو اللطف أسمى من سَما
دارَتْ تماثيـلُ الزجـاجِ ولـم تزل
تقفـوه عـدواً حيـث صـار ويمَّمـا
غصــنٌ تــراهُ نابتـاً فـي ربـوةٍ
شـمسُ النهـارِ ثمـارُهُ إن أعـدَما
سـاجلته ملـح الصـبابة فـانثنى
عنِّـي وفـي الأحشـاءِ نـاراً أضرما
قـد راحَ يلـوي الجيدَ عني معرضاً
والجفـنُ يهطـلُ من نواهُ العندَما
أوقفــتُ ذلِّــي والخضـوعَ بموقـفٍ
تـركَ الأسـودَ لحـرِّه تشـكو الظَّما
وطفقـتُ أجـذب ذيـل نُسـكي خاشعاً
نحــو العفــافِ صـيانةً فتبرّمـا
أوَّاه ممَّــا حــلَّ بـي مـن شـادنٍ
أحنـى الضـلوعَ ورضَّ منِّـي الأعظما
مــولايَ رِفقــاً بــالفؤادِ فـإنَّه
لـو كـانَ رضـوى فـي يديكَ تهدّما
لا تلــوِ عنِّـي بالصـدودِ معاطفـاً
لطفـاً أجـلَّ مـن الحيـاةِ وأعظَما
لا تــدَعْ جيــشَ الغـرامِ محـاربي
إنَّ الظنــونَ وإن لــوَتْ فلربَّمـا
إنّـي المحبُّ على البعادِ وإنْ تكنْ
كــافيتَ حبّــي يــا فلانُ تهكُّمـا
جمـعَ المحاسـنَ فيـك وجَّـهَ بعضَها
عقـدُ الجمـالِ على الحسانِ تقسَّما
إنْ تسـألِ الأحشـاءَ يومـاً ما بِها
مـن نبـلِ جفنِـك مذ شككتَ لتعلَما
تُبـدي المـدامعُ مـن فؤادي نصلهُ
مـاءٌ تـراهُ مـن اللهيـب توسـَّما
لا تعــذلوني حُسـَّدي فـي حـبِّ مَـن
أمســى النعيـمُ بلطفِـهِ متنعِّمـا
يسقي المسامعَ قرقفاً من أكؤسِ ال
ألفــاظِ نطقـاً لا سـمعتم معجمـا
تخَـذَ التحجـبَ عـادةً لـو زارَنـي
صـارَ العيـانُ مـن اليقينِ توهَّما
لـزِمَ النفـارَ فراحَـتي لو صافحتْ
تلـكَ الأنامـلَ فـي الكرى لتألَّما
يـا مـنْ إذا زارَ المحـبّ خيـالُه
حـذرَ التَّـداني عـدَّها لـي أنعُما
لـو كنـتَ تـدري ما فعلتَ بمُهجتي
حاشــا الإلـه بـهِ يعـذِّبُ مسـلِما
مـــن لوعـــةٍ وتشــوُّقٍ وتلهُّــفٍ
ولواعــجٍ تركــتْ وجـودي مبهَمـا
وخفــوقُ قلـبٍ لـو رأيـتَ لهيبـهُ
يــا جَّنـتي لظننـتَ فيـه جهنَّمـا
جُبِـلَ الغـرامُ على العذابِ فحبَّذا
أن يرض حِباً في الهوى سفكَ الدّما
إن تطلـبِ الشـرفَ الرفيعَ فكن به
متبرّحــاً واطـرح فـؤادكَ مَغنَمَـا
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفضل الموصلي الشيباني الكوكباني القادري الصوفي.شيخ شاعر، وأستاذ بليغ، أحد أشهر المشايخ الواعظين ، ومن أعيان الصوفية بدمشق ولد في دمشق في حي الميدان، ألف وطلب العلم ومهر وساد وأقبل على مطالعة الدواوين الشعرية وله فيها نظم حسن كثير وديوان متداول مشهور.وقد توفي إلى رحمه الله يوم الجمعة الواقع 14 من محرم سنة 1118ه.له (ديوان شعر -ط).