
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــؤادٌ ظـلَّ يعبـثُ فـي مقلَّـد
ولـم يـدري بـأنَّ دمـي تقلـدْ
يفـارقُني إذا مـا شـامَ برقاً
ومـا ذاكَ الفـراقُ بـه مُجـدد
فــواويلاهُ منــه عــل جِسـمي
وأعيـاني وعنّـي النـومَ شـرّدْ
وأوردَنـي المهالـكَ لا سـواها
ذوات الفتـكِ فـي أجفـانِ خُرّد
فكــمْ منهـمْ لـبيبٌ ذو نِفـارٍ
لِطـرقِ الطيـفِ عـن جفنـيَّ سدَّدْ
مليـحٌ كلَّمـا قـد قلـتُ يـدنو
بقلـبٍ راحَ يفتـكُ فيـه أبعـدْ
لـه قلـبٌ علـى الولهـانِ قاسٍ
كمـا الجلمود بلْ أقوى وأجلدْ
غـزالٌ ظـلَّ يغـزو فـي فـؤادي
بأسـمرَ مـن رشـيقِ القدِّ أملد
يميِّلــه كغصــنِ البــان واشٍ
إذا مـالَ النسـيمُ بـه تـأوَّد
مـتى يشـكوهُ طرفـي غـضَّ تيهاً
كـأنَّ لسـانَ جفنـي فيـه ألحدْ
فمـا حـدّ الحسـامِ إذا تغاضى
بمـاضٍ عنـدما في الجفنِ أغمدْ
يسـلُّ النـومَ عمـداً من جُفوني
ويكـويني بمـا في الخدِّ أوقدْ
ويســبي مُهجـتي بنحـول خصـرٍ
ويجرحُنــي بــأطرافِ المُهنَّـد
أقــولُ لـه إذا وافـى كبـدرٍ
بجيـدِ الظـبيِ بلْ أبهى وأجيَد
فـديتكَ كـم تبشـّرني الأمـاني
وبـي يـأس لمـا تُنهيـه يجحَدْ
بــأوَّلِ سـورةِ الأعـرافِ تطفـي
أواراً فيــكَ مـن شـهدٍ مـبرَّدْ
فيمطلنــي ولا يصــغي وعنـدي
زفيــرٌ منــه أحشـائي تصـعَّدْ
فــــآهٍ ثــــمَّ آهٍ ثـــمَّ آهٍ
لــهُ لطــفٌ ولكـنْ مـا تقيَّـدْ
لحـاكَ اللَّهُ قلباً في التَّصابي
أضـعتَ العمـرَ لـم تبرح مقيَّدْ
مـتى شـطَّتْ بـكَ الأحبـابُ يوماً
أسـلتَ الـدمع ياقوتـاً مبـدَّدْ
كفـاني منـكَ أن أضـللتَ عقلي
بليلِ الصدغِ في الشَّعرِ المجعَّدْ
ألا وهــواكَ يـا أقصـى مُنـاي
ويــا خلاً عليـهِ الصـَّبُّ يُحسـدْ
لقـد أعيـا فـؤادي فيـكَ حـبٌّ
ألِـنْ قلبـاً وسـَلْ عَنّـي فَيشهَدْ
ولـم أك قبـلَ حبِّـكَ ذا نظـامٍ
وليــس إلـيَّ شـِعرٌ قـطُّ يسـندْ
ولكــنَّ اعتنـاءكَ بـي طَبعنـي
وفـي طبعـي رقيقَ الشعرِ أوجَدْ
وليـسَ الشـعرُ يـا مـولايَ إلّا
سـِوى أدبٍ لأهـلِ الفضـلِ يُسـندْ
فأحيانــاً إلــى ربـحٍ تـراهُ
وأحيانـاً عـن الفضـلاءِ يكسـدْ
عسـى يَربـح نظـامٌ فيـكَ أمسى
كَعقـد الـدرِّ مِـن أَسـلاكِ عسجدْ
كأنَّــكَ نــاظرٌ فـي كُـلِّ قلـبٍ
فلـن تخفـى عليكَ الناسُ سرمدْ
أعِـدْ نظـراً فما في الصبِّ عُضوٌ
يُــرى إلّا لحبِّــكَ فيـه مرقـدْ
وليـسَ هـزارُ طبعـي غيـرَ ظامٍ
رأى ورداً علــى بُعــدٍ فغـرَّدْ
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفضل الموصلي الشيباني الكوكباني القادري الصوفي.شيخ شاعر، وأستاذ بليغ، أحد أشهر المشايخ الواعظين ، ومن أعيان الصوفية بدمشق ولد في دمشق في حي الميدان، ألف وطلب العلم ومهر وساد وأقبل على مطالعة الدواوين الشعرية وله فيها نظم حسن كثير وديوان متداول مشهور.وقد توفي إلى رحمه الله يوم الجمعة الواقع 14 من محرم سنة 1118ه.له (ديوان شعر -ط).