
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـدَّهرُ لـم يبرحْ علينا جانياً
والمـوتُ يأبى أن يكونَ مُراعيا
والمرءُ في الدّنيا تراهُ معذَّباً
مـن جـورِ دهـرٍ لا يـزالُ مُلاويا
لكنَّـــه بحبالِهـــا متمســـكٌ
جهلاً وعــنْ عوراتِهـا متغاضـيا
للَّـهِ أمـرُ الخلقِ فيما قدْ قَضى
ربٌّ تعـالى لـمْ يـزلْ مُتعاليـا
اسـمعْ أخا الإنصافِ منّي والتقطْ
دُرراً وكـنْ لي يا خليلي واعيا
مـا هـذهِ الـدّنيا بدارِ إقامةٍ
كلّا ولا تُبــدي نعيمــاً باقيـا
بـلْ كـلُّ مـنَْ فيهـا غريبٌ نازحٌ
عـنْ دارِهِ يقفـو الهوى مُتلاهيا
هـيَ دمنـةٌ خضـراءُ لكنْ قدْ حَوتْ
للنــاظرينَ عقاربـاً وأفاعِيـا
مـن عهـدِها مـا حلَّ فيها امرؤٌ
إلّا ترحَّــلَ مـن عَناهـا شـاكيا
مـا تنظـرُ الإنسانَ فيها راكباً
إلّا تــراهُ بعــدَ حيـن ماشـيا
أو أنْ تـراهُ ضـاحكاً فـي لحظةٍ
إلّا ويغــدو مِـن بَلاهـا باكيـا
تبّـاً لها دار البلى من طبعِها
لـم تُلفِ فيها مِن جفاها صاحيا
كـم عفَّـرَتْ بالتُّربِ وجهاً أبيضاً
كـم غيَّبتْ في الأرضِ بدراً ساريا
بـل أينَ عبدُ الحيِّ مؤنسُ وحشتي
مَـنْ كان للنظمِ الرقيقِ مُعانيا
غـوَّاصُ فـي بحـرِ المعارفِ مُخرجٌ
منـهُ العقود الفاخراتِ معانِيا
شـحرورُ أهلِ الشامِ بلبلُ دوحِها
مَـنْ حازَ في فنِّ البديعِ مَعاليا
مـا بالُ ربعِ الأنسِ أصبحَ دارساً
مِـنْ بعـدهِ ومنَ اللَّطائفِ خاليا
مـا لي أرى غُصنَ الكمالِ تغيَّرا
مِن بعدِ ما قدْ كان يزهُو حاليا
أمْ أيـنَ فـاخت شامِنا وهزارُها
مـا لـي أراهُ لا يجيـبُ نِدائيا
أوّاه قـد نـزلَ الحِمـامُ بجِسمهِ
وطــواهُ حتَّــى لا يـردَّ سـَلاميا
فعليـهِ رحمـةُ ربِّنـا مـن كاملٍ
نظـمَ اللآلـئَ بـالقريضِ قوافِيا
مـا طـرَّزَ الريحـانُ روضَ شقائقٍ
وغـدا لهـا كالعارضينِ حواشيا
أو صـافحتْ أيـدي النسيمِ عشيّةً
أغصـانَ بانٍ في الرياضِ زواهيا
أمحمَّـــدٌ لا تحزنـــنَّ فـــإنَّه
فـي جنَّـة الفردوسِ يرتعُ زاهيا
قـد قلـتُ لمَّـا أنْ قضى في جلَّقٍ
وانسـابَ للدّنيا الدنيّةِ ساليا
تَـاللَّهِ قـد أمسـى بفضلِ إلهِنا
تــاريخُه بـاللَّهِ حيَّـاً راضـيا
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفضل الموصلي الشيباني الكوكباني القادري الصوفي.شيخ شاعر، وأستاذ بليغ، أحد أشهر المشايخ الواعظين ، ومن أعيان الصوفية بدمشق ولد في دمشق في حي الميدان، ألف وطلب العلم ومهر وساد وأقبل على مطالعة الدواوين الشعرية وله فيها نظم حسن كثير وديوان متداول مشهور.وقد توفي إلى رحمه الله يوم الجمعة الواقع 14 من محرم سنة 1118ه.له (ديوان شعر -ط).