
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِهَــوَى الْكَــوَاعِبِ ذِمَّـةٌ لا تُخْفَـرُ
وَأَخُــو الْوَفَـاءِ بِعَهْـدِهِ لا يَغْـدِرُ
فَعَلامَ يَنْهَـانِي الْعَـذُولُ عَنِ الصِّبَا
أَوَلَيْــسَ أَنَّ هَـوَى النُّفُـوسِ مُقَـدَّرُ
قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُــذْرٌ وَلَكِــنْ أَيْــنَ مَـنْ يَتَبَصـَّرُ
وَمِــنَ الْبَلِيَّـةِ غَافِـلٌ عَمَّـا جَنَـتْ
يَــــدُهُ عَلَـــيَّ وَلائِمٌ لا يَعْـــذِرُ
لَـمْ يَـدْرِ مَـنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ
مَـاذَا يُكَابِـدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ
يَــا غَـافِلاً عَنِّـي وَبَيْـنَ جَـوانِحِي
لَهَــبٌ يَكَـادُ لَـهُ الْحَشـَا يَتَفَطَّـرُ
دَعْنِـي أَبُثـكَ بَعْـضَ مَـا أَنَا وَاجِدٌ
وَاحْكُـمْ بِمَـا تَهْـوَى فَـأَنْتَ مُخَيَّـرُ
فَلَـو اطَّلَعْـتَ عَلَـى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعَلِمْـــتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّـــكَ يُهْــدَرُ
مَـا كُنْـتُ أَعْلَـمُ قَبْـلَ حُبِّـكَ أَنَّنِي
أُغْضـِي عَلـى مَضـَضِ الْهَـوانِ وَأَصْبِرُ
أَوْرَدْتَنِــي بلِحـاظِ عَيْنِـكَ مَـوْرِداً
لِلْحُــبِّ مَــا لِلْقَلْـبِ عَنْـهُ مَصـْدَرُ
هِــيَ نَظْـرَةٌ كَـانَتْ ذَرِيعَـةَ صـَبْوَةٍ
وَاللَّحْـظُ أَضـْعَفُ مَـا يَكُـونُ وَأَقْدَرُ
مَـا كُنْـتُ أَعْلَـمُ قَبْلَ وَحْيِ جُفُونِهَا
أَنَّ الْعُيُــونَ الْجُؤْذُرِيَّــةَ تَســْحَرُ
ظَلَمُـوا الأَسـِنَّةَ خَـاطِئِينَ وَلَيْتَهُـمْ
عَلِمُـوا بِمَـا صـَنَعَ السِّنَانُ الأَحْوَرُ
أَمُطَـاعِنَ الْفُرْسـَانِ فِي حَمَسِ الْوَغَى
أَقْصـِرْ فَرُمْحُـكَ عَـنْ غَريمِـكَ أَقْصـَرُ
أَيْـنَ الْرِّمَاحُ مِنَ الْقُدُودِ وَأَيْنَ مِنْ
لَحْـظٍ تَهِيـمُ بِـهِ السـِّنَانُ الأَخْـزَرُ
هَيْهَـاتَ يَثْبُـتُ فِـي الوَقِيعَةِ دَارِعٌ
يَســْطُو عَلَيْــهِ مُخَلْخَــلٌ وَمُســَوَّرُ
لِلْحُسـْنِ أَسـْحِلَةٌ إِذَا مَـا اسْتَجْمَعَتْ
فِــي حَوْمَــةٍ لا يَتَّقِيهَــا مغْفَــرُ
فَـالْلَّحْظُ عَضـْبٌ صـَارِمٌ وَالْهُـدْبُ نَبْ
لٌ صــَائِبٌ وَالْقَــدُّ رُمْــحٌ أَســْمَرُ
أَنَّـى يَطِيـشُ عَـنِ الْقُلُـوبِ لِغَمْـزَةٍ
ســَهْمٌ وَقَــوْسُ الْحَــاجِبَيْنِ مُـوَتَّرُ
يَــا لَلْحَمِيَّـةِ مِـنْ غَـزَالٍ صـَادَنِي
وَمِـنَ الْعَجَـائِبِ أَنْ يَصـِيدَ الْجُؤْذَرُ
بَــدْرٌ لَـهُ بَيْـنَ الْقُلُـوبِ مَنَـازِلٌ
يَســْرِي بِهَــا وَلِكُـلِّ بَـدْرٍ مَظْهَـرُ
انْظُـــر لِطُرَّتِــهِ وَغُــرَّةِ وَجْهِــهِ
تَلْـقَ الْهِدَايَـةَ فَهـوَ لَيْـلٌ أَقْمَـرُ
نَــادَيْتُ لَمَّــا لاحَ تحْــتَ قِنَـاعِهِ
هَـذَا الْمُقَنَّعُ فَاحْذَرُوا أَنْ تُسْحَرُوا
طَبَعَتْـهُ فِـي لَـوْحِ الْفُؤَادِ مَخِيلَتي
بِزُجَاجَــةِ الْعَينَيــنِ فَهُـوَ مُصـَوَّرُ
وَســَرَتْ بِجِســْمِي كَهْرَبَـاءةُ حُسـْنِهِ
فَمِــنَ الْعُـرُوقِ بِـهِ سـُلُوكٌ تُخْـبرُ
أَنَـا مِنْـهُ بَيْـنَ صـَبَابَةٍ لا يَنْقَضي
مِيقَاتُهَـــا وَمَواعِـــدٍ لا تُثْمِــرُ
جِسـْمٌ بَرَتْـهُ يَـدُ الضـَّنَى حَتَّى غَدَا
قَفَصــاً بِــهِ لِلْقَلْـبِ طَيْـرٌ يَصـْفِرُ
لَـوْلا التَّنَفُّـسُ لاعْتَلَـتْ بِـيَ زَفْـرَةٌ
فَيَخَــالُنِي طَيَّــارَةً مَــنْ يُبْصــِرُ
لا غَــرْوَ أَنْ أَصـْبَحْتُ تَحْـتَ قِيَـادِهِ
فَــالْحُبُّ أَغْلَــبُ لِلنُّفُـوسِ وَأَقْهَـرُ
يَعْنُـو لِقُـدْرَتِهِ الْمَلِيـكُ الْمُتَّقَـي
وَيَهَــابُ صـَوْلَتَهُ الْكَمِـيُّ الْقَسـْوَرُ
وَالْعِشـْقُ مَكْرُمَـةٌ إِذَا عَـفَّ الْفَتَـى
عَمَّــا يَهِيـمُ بِـهِ الْغَـوِيُّ الأَصـْوَرُ
يَقْـوَى بِـهِ قَلْـبُ الْجَبَـانِ وَيَرْعَوِي
طَمَــعُ الْحَريـصِ وَيَخْضـَعُ الْمُتَكَبِّـرُ
فَتَحَــلَّ بِــالأَدَب النَّفِيــسِ فَـإِنَّهُ
حَلْــيٌ يَعِـزُّ بِـهِ اللَّبِيـبُ وَيَفْخَـرُ
وَإِذا عَزَمْـتَ فَكُـنْ بِنَفْسـِكَ وَاثِقـاً
فَالْمُســـْتَعِزُّ بِغَيْـــرِهِ لا يَظْفَــرُ
إِنْ لَـمْ يَكُـنْ لِلْمَـرءِ مِـنْ بَدَهاتِهِ
فِـي الْخَطْـبِ هَـادٍ خَـانَهُ مَنْ يَنْصُرُ
وَاحْـذَرْ مُقَارَنَـةَ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلا
فَـالْمَرْءُ يُفْسـِدُهُ الْقَرِيـنُ الأَحْقَـرُ
وَمِــنَ الرِّجَــالِ مَنَاسـِبٌ مَعْرُوفَـةٌ
تَزْكُــو مَوَدَّتُهَــا وَمِنْهُــمْ مُنْكَـرُ
فَـانْظُرْ إِلَـى عَقْـلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ
فَـالْمَرْءُ يَكْبُـرُ بِالْفِعَـالِ وَيَصـْغُرُ
فَلَرُبَّمَــا هَــزَمَ الْكَتِيبَـةَ وَاحِـدٌ
وَلَرُبَّمَــا جَلَــبَ الـدَّنيئَةَ مَعْشـَرُ
إِنَّ الْجَمَـالَ لَفِـي الْفُـؤَادِ وَإِنَّما
خَفِــيَ الصــَّوَابُ لأَنَّــهُ لا يَظْهَــرُ
فَـاخْتَرْ لِنَفْسـِكَ مَـا تَعِيـشُ بِذِكْرِهِ
فَـالْمَرْءُ فِـي الـدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.