
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـادِر الْفُرْصـَةَ وَاحْـذَرْ فَوْتَهَا
فَبُلُـوغُ الْعِـزِّ فـي نَيْلِ الْفُرَصْ
وَاغْتَنِـمْ عُمْـرَكَ إِبَّـانَ الصـِّبَا
فَهْـوَ إِنْ زَادَ مَـعَ الشـَّيْبِ نَقَصْ
إِنَّمَــا الـدُّنْيَا خَيَـالٌ عَـارِضٌ
قَلَّمَــا يَبْقَــى وَأَخْبَـارٌ تُقَـصْ
تَــارَةً تَـدْجُو وَطَـوْراً تَنْجَلِـي
عَــادَةُ الظِّـلِّ سـَجَا ثُـمَّ قَلَـصْ
فَابْتَـدِرْ مَسـْعَاكَ وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ
بَـادَرَ الصـَّيْدَ مَـعَ الْفَجْرِ قَنَصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى
إِنَّمَـا الْفَـوْزُ لِمَـنْ هَـمَّ فَنَـصْ
يَكْــدَحُ الْعَاقِــلُ فِـي مَـأْمَنِهِ
فَــإِذا ضـَاقَ بِـهِ الأَمْـرُ شـَخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَـةِ مَـا لَمْ يَغْتَرِبْ
عَـنْ حِمـاهُ مِثْـلُ طَيْـر في قَفَصْ
وَلْيَكُــنْ ســَعْيُكَ مَجْــداً كُلُّـهُ
إِنَّ مَرْعـى الشـَّرِّ مَكْـرُوهٌ أَحَـصْ
وَاتْـرُكِ الْحِـرْصَ تَعِـشْ فِي رَاحَةٍ
قَلَّمَــا نَـالَ مُنَـاهُ مَـنْ حَـرَصْ
قَـدْ يَضـُرُّ الشـَّيءُ تَرْجُـو نَفْعَهُ
رُبَّ ظَمْــآنَ بِصـَفْوِ الْمَـاءِ غَـصْ
مَيِّــزِ الأَشـْيَاءَ تَعْـرِفْ قَـدْرَهَا
لَيْسـَتِ الْغُـرَّةُ مِـنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
وَاجْتَنِــبْ كُــلَّ غَبِــيِّ مَــائِقٍ
فَهْــوَ كَـالْعَيْرِ إِذَا جَـدَّ قَمَـصْ
إِنَّمَـا الْجَاهِـلُ فِي الْعَيْنِ قَذَىً
حَيْثُمَـا كَـانَ وَفِـي الصَّدْرِ غَصَصْ
وَاحْـذَرِ النَّمَّـامَ تَـأْمَنْ كَيْـدَهُ
فَهْــوَ كَـالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَـرَصْ
يَرْقُــبُ الشـَّرَّ فَـإِنْ لاحَـتْ لَـهُ
فُرْصــَةٌ تَصــْلُحُ لِلْخَتْــلِ فَـرَصْ
ســـَاكِنُ الأَطْـــرَافِ إِلَّا أَنَّــهُ
إِنْ رَأَى مَنْشــَبَ أُظْفُــورٍ رَقَـصْ
وَاخْتَبِـرْ مَـنْ شـِئْتَ تَعْرِفهُ فَمَا
يَعْــرِفُ الأَخْلاقَ إِلَّا مَــنْ فَحَــصْ
هَـــذِهِ حِكْمَــةُ كَهْــلٍ خَــابِرٍ
فَاقْتَنِصـْهَا فَهِـيَ نِعْمَ الْمُقْتَنَصْ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.