
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَتَـى أَنْـتَ عَـنْ أُحْمُوقَةِ الْغَيِّ نَازِعُ
وَفِـي الشـَّيْبِ لِلنَّفْـسِ الأَبِيَّـةِ وَازِعُ
أَلا إِنَّ فِــي تِســْعٍ وَعِشــْرِينَ حِجَّـةً
لِكُـلِّ أَخِـي لَهْـوٍ عَـنِ اللَّهْـوِ رَادِعُ
فَحَتَّــامَ تُصـِيْبُكَ الْغَـوَانِي بِـدَلِّهَا
وتَهْفُـو بِلِيتَيْـكَ الْحَمـامُ السَّوَاجِعُ
أَمَـا لَـكَ فِـي الْمَاضِينَ قَبْلَكَ زَاجِرٌ
يَكُفُّـكَ عَـنْ هَـذَا بَلَـى أَنْـتَ طَـامِعُ
وَهَلْ يَسْتَفِيقُ الْمَرْءُ مِنْ سَكْرَةِ الصِّبَا
إِذَا لَـمْ تُهَـذِّبْ جَـانِبَيهِ الْوَقَـائِعُ
يَـرَى الْمَـرْءُ عُنْوَانَ الْمَنُونِ بِرَأْسِهِ
وَيَــذْهَبُ يُلْهِــي نَفْســَهُ وَيُصــَانِعُ
أَلا إِنَّمَــا هَـذِي اللَّيَـالِي عَقَـارِبٌ
تَــدِبُّ وَهَــذَا الـدَّهْرُ ذِئْبٌ مُخَـادِعُ
فَلا تَحْســَبَنَّ الــدَّهْرَ لُعْبَـةَ هَـازِلٍ
فَمَــا هُــوَ إِلا صــَرْفُهُ وَالْفَجَـائِعُ
فَيَـا رُبَّمَـا بَـاتَ الْفَتَـى وَهْوَ آمِنٌ
وَأَصـْبَحَ قَـدْ سـُدَّتْ عَلَيْـهِ الْمَطَـالِعُ
فَفِيـمَ اقْتِنَاءُ الدِّرْعِ وَالسَّهْمُ نَافِذٌ
وَفِيـمَ ادِّخَـارُ الْمَالِ وَالْعُمْرُ ضَائِعُ
يَـوَدُّ الْفَتَـى أَنْ يَجْمَـعَ الأَرْضَ كُلَّهَا
إِلَيْـهِ وَلَمَّـا يَـدْرِ مَـا اللهُ صَانِعُ
فَقَـدْ يَسـْتَحِيلُ الْمَـالُ حَتْفـاً لِرَبِّهِ
وَتَــأْتِي عَلَـى أَعْقَـابِهِنَّ الْمَطَـامِعُ
أَلا إِنَّمَــا الأَيَّـامُ تَجْـرِي بِحُكْمِهَـا
فَيُحْـــرَمُ ذُو كَـــدٍّ وَيُــرْزَقُ وَادِعُ
فَلا تَقْعُــدَنْ لِلــدَّهْرِ تَنْظُــرُ غِبَّـهُ
عَلَــى حَسـْرَةٍ فَـاللَّهُ مُعْـطٍ وَمَـانِعُ
فَلَـوْ أَنَّ ما يُعْطَى الْفَتَى قَدْرُ نَفْسِهِ
لَمَـا بَـاتَ رِئْبَالُ الشَّرَى وَهْوَ جَائِعُ
وَدَعْ كُــلَّ ذِي عَقْــلٍ يَسـِيرُ بِعَقْلِـهِ
يُنَــازِعُ مِـنْ أَهْـوَائِهِ مَـا يُنَـازِعُ
فَمَـا النَّـاسُ إِلَّا كَالَّـذِي أَنَا عَالِمٌ
قَـدِيماً وَعِلْـمُ الْمَرْءِ بِالشَّيءِ نَافِعُ
وَلَســـْتُ بِعَلَّامِ الْغُيُـــوبِ وَإِنَّمــا
أَرَى بِلِحَـاظِ الـرَّأْيِ مَـا هُـوَ وَاقِعُ
وَذَرْهُـمْ يَخُوضـُوا إِنَّمَـا هِـيَ فِتْنَـةٌ
لَهُــمْ بَيْنَهَـا عَمَّـا قَلِيـلٍ مَصـَارِعُ
فَلَـوْ عَلِـمَ الإِنْسـَانُ مَـا هُـوَ كَائِنٌ
لَمَــا نَــامَ سـُمَّارٌ وَلا هَـبَّ هَـاجِعُ
وَمَــا هَــذِهِ الأَجْســَامُ إِلَّا هَيَاكِـلٌ
مُصـــَوَّرَةٌ فِيهَــا النُّفُــوسُ وَدَائِعُ
فَـأَيْنَ الْمُلُـوكُ الأَقْـدَمُونَ تَسـَنَّمُوا
قِلالَ الْعُلا فَــالأَرْضُ مِنْهُــمْ بَلاقِــعُ
مَضـَوْا وَأَقَامَ الدَّهْرُ وَانْتَابَ بَعْدَهُمْ
مُلُــوكٌ وَبَــادُوا وَاســْتَهَلَّتْ طَلائِعُ
أَرَى كُـلَّ حَـيٍّ ذَاهِبَـاً بِيَـدِ الـرَّدى
فَهَــلْ أَحَــدٌ مِمَّــنْ تَرَحَّــلَ رَاجِـعُ
أُنَـادِي بِـأَعْلَى الصـَّوْتِ أَسْأَلُ عَنْهُمُ
فَهَـلْ أَنْـتَ يَـا دَهْرَ الأَعَاجِيبِ سَامِعُ
فَـإِنْ كُنْـتَ لَمْ تَسْمَعْ نِدَاءً وَلَمْ تُحِرْ
جَوَابـاً فَـأَيُّ الشـَّيءِ أَنْـتَ أُنَـازِعُ
خَيَــالٌ لَعَمْـرِي لَيْـسَ يُجْـدِي طِلابُـهُ
وَمَأْســَفَةٌ تُــدْمَى عَلَيْهَـا الأَصـَابِعُ
فَمَـنْ لِـي وَرَوْعَاتُ الْمُنَى طَيْفُ حَالِمٍ
بِـذِي خُلَّـةٍ تَزْكُـو لَـدَيْهِ الصـَّنَائِعُ
أُشـــَاطِرُهُ وُدِّي وَأُفْضـــِي لِســَمْعِهِ
بِسـِرِّي وَأُمْلِيـهِ الْمُنَـى وَهْـوَ رَابِعُ
لَعَلِّـي إِذَا صـَادَفْتُ فِي الْقَوْلِ رَاحَةً
نَضــَحْتُ غَلِيلاً مَـا رَوَتْـهُ الْمَشـَارِعُ
لَعَمْـرُ أَبِـي وَهْـوَ الَّـذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ
لَمـا اخْتَـالَ فَخَّارٌ وَلا احْتَالَ خَادِعُ
لَمَـا نَازَعَتْنِي النَّفْسُ فِي غَيْرِ حَقِّهَا
وَلا ذَلَّلَتْنِــي لِلرِّجَــالِ المَطَــامِعُ
وَمَـا أَنَـا وَالـدُّنْيَا نَعِيـمٌ وَلَـذَّةٌ
بِـذِي تَـرَفٍ تَحْنُـو عَلَيْـهِ الْمَضـَاجِعُ
فَلا السـَّيْفُ مَفْلُـولٌ وَلا الرَّأْيُ عَازِبٌ
وَلا الزَّنْـدُ مَغْلُـولٌ وَلا السَّاقُ ظَالِعُ
وَلَكِنَّنِـي فِـي مَعْشـَرٍ لَـمْ يَقُـمْ بِهِمْ
كَرِيـمٌ وَلَـمْ يَرْكَبْ شَبَا السَّيْفِ خَالِعُ
لَـــوَاعِبُ بِالأَســْمَاءِ يَبْتَــدِرُونَهَا
ســَفَاهاً وَبِالأَلْقَــابِ فَهْـيَ بَضـَائِعُ
وَهَـلْ فِي التَّحَلِّي بِالْكُنَى مِنْ فَصِيلَةٍ
إِذَا لَـمْ تُزَيَّـنْ بِالْفَعَـالِ الطَّبائِعُ
أُعَاشـِرُهُم رَغْمَـاً وَوُدَّي لَـوْ انَّ لِـي
بِهِــمْ نَعَمــاً أَدْعُـو بِـهِ فَيُسـَارِعُ
فَيَـا قَـوْمُ هُبُّوا إِنَّمَا الْعُمْرُ فُرْصَةٌ
وَفِــي الـدَّهْرِ طُـرْقٌ جَمَّـةٌ وَمَنـافِعُ
أَصـَبْرَاً عَلَـى مَـسِّ الْهَـوَانِ وَأَنْتُـمُ
عَدِيـدُ الْحَصـَى إِنِّي إِلَى اللَّهِ رَاجِعُ
وَكَيْــفَ تَــرَوْنَ الـذُّلَّ دَارَ إِقَامَـةٍ
وَذَلِـكَ فَضـْلُ اللَّـهِ فِـي الأَرْضِ وَاسِعُ
أَرَى أَرْؤُسـَاً قَـدْ أَيْنَعَـتْ لِحَصـَادِهَا
فَـأَيْنَ وَلا أَيْـنَ السـُّيُوفُ الْقَوَاطِـعُ
فَكُونُـوا حَصِيداً خَامِدِينَ أَوِ افْزَعُوا
إِلَـى الْحَرْبِ حَتَّى يَدْفَعَ الضَّيْمَ دَافِعُ
أَهَبْـتُ فَعَـادَ الصـَّوْتُ لَمْ يَقْضِ حَاجَةً
إِلَـيَّ وَلَبَّـانِي الصـَّدَى وَهْـوَ طَـائِعُ
فَلَــمْ أَدْرِ أَنَّ اللَّـهَ صـَوَّرَ قَبْلَكُـمْ
تَمَاثِيــلَ لَـمْ يُخْلَـقْ لَهُـنَّ مَسـَامِعُ
فَلا تَــدَعُوا هَـذِي الْقُلُـوبَ فَإِنَّهَـا
قَــوَارِيرُ مَحْنِــيّ عَلَيْهَـا الأَضـَالِعُ
وَدُونَكُمُوهَـــا صـــَعْدَةً مَنْطِقِيَّـــةً
تَفُــلُّ شـَبَا الأَرْمَـاحِ وَهْـيَ شـَوَارِعُ
تَسـِيرُ بِهَـا الرُّكْبَـانُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ
وَتَلْتَـفُّ مِـنْ شـَوْقٍ إِلَيْهَـا الْمَجَامِعُ
فَمِنْهَـــا لِقَـــوْمٍ أَوْشـــُحٌ وَقَلائِدٌ
وَمِنْهَــا لِقَــوْمٍ آخَرِيــنَ جَوَامِــعُ
أَلا إِنَّهـا تِلْـكَ الَّتِـي لَـوْ تَنَزَّلَـتْ
عَلَـى جَبَـلٍ أَهْـوَتْ بِـهِ فَهْـوَ خَاشـِعُ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.