
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا حَـيِّ بِالْمِقْيَـاسِ رَيَّـا الْمَعَـالِمِ
وَقَــلَّ لَهَــا مِنَّــا تَحِيَّــةُ قَـادِمِ
مَلاعِـــبُ آرَامٍ وَمَـــأْوَى حَمَـــائِمٍ
وَمَســْقَطُ أَنْــدَاءٍ وَمَســْرَى نَسـَائِمِ
أَحَـاطَتْ بِـهِ لِلنِّيـلِ مِـنْ كُـلِّ جَانِبٍ
جَــدَاوِلُ تُســْقِيهِ ســُلافَ الْغَمَـائِمِ
تَـدُورُ مَـدَارَ الْطَّوْقِ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقِي
مَســِيراً وَتَنْســَلُّ انْسـِلالَ الأَرَاقِـمِ
إِذَا ضـَاحَكَتْهَا الشـَّمْسُ رَفَّتْ مُتُونُهَا
رَفِيـفَ الثَّنَايَـا خَلْفَ حُمْرِ الْمَبَاسِمِ
وَإِنْ سَلْسـَلَتْهَا الرِّيحُ أَبْدَتْ سَبَائِكَاً
مُقَــدَّرَةٌ كَالْوَشــْمِ فَـوْقَ الْمَعَاصـِمِ
تَجُــوسُ خِلالَ الْبَاســِقَاتِ وَتَنْتَهِــي
إِلَـى سـَاعِدٍ فِـي غَمْرَةِ النِّيلِ سَاجِمِ
تَـرَى حَوْلَهَـا الأَشـْجَارَ وَلْهَـى مُكِبَّةً
عَلَى الْمَاءِ فِعْلَ الصَّادِيَاتِ الْحَوَائِمِ
وَمُنْبَعِثَــاتٍ فِــي الْهَـوَاءِ كَأَنَّهَـا
بَيَـارِقُ لَهْـوٍ رُكِّـزَتْ فِـي الْمَوَاسـِمِ
مِـنَ اللاءِ قَـدْ آلَيْنَ يَشْرَبْنَ أَوْ تَلِي
مَنَابِتُهَـا غَـوْرَ الْبِحَـارِ الْخَضـَارِمِ
إِذَا لاعَبَـتْ أَعْرَافَهَـا الرِّيحُ خِلْتَهَا
فَـوَارِسَ تَعْصـُو بِالسـُّيُوفِ الصـَّوَارِمِ
يَلُــوحُ بِهَــا طَلْــعٌ نَضـِيدٌ كَـأَنَّهُ
فَــرَائِدُ سـَاوَى بَيْنَهَـا كَـفُّ نَـاظِمِ
إِذَا مَــا أَتَـى مِيقَاتُهَـا وَتَضـَرَّجَتْ
حَسـِبْتَ عَقِيقـاً فِـي صـِحَافِ الْكَمَائِمِ
مَسـَارِحُ لَهْـوٍ لَوْ رَأَى الشَّعْبُ حُسْنَهَا
لَعَــضَّ عَلَــى مَـا فَـاتَهُ بِالأَبَـاهِمِ
ذَكَــرْتُ بِهَــا عَصـْرَاً تَـوَلَّى وَلَـذَّةً
تَقَضـَّتْ وَمَـا عَهْـدُ الزَّمَـانِ بِـدَائِمِ
وَمَــا تَحْســُنُ الأَيَّـامُ إِلا بِأَهْلِهَـا
وَلا الــدَّارُ إِلا بِالصــَّدِيقِ الْمُلائِمِ
فَيَـا نِعْـمَ مَا وَلَّتْ بِهِ دَوْلَةُ الصِّبَا
وَلَـمْ تَرْعَـهُ مِـنْ عَهْـدِنَا الْمُتَقَادِمِ
إِذِ الْعَيْــشُ أَفْنَـانٌ وَنَحْـنُ عِصـَابَةٌ
أُولُـو تَـرَفٍ مَـا بَيْـنَ غَـادٍ وَهَائِمِ
نَسـِيرُ عَلَـى دِيـنِ الْوَفَاءِ وَلَمْ يَكُنْ
سـِوَى الْحُـبِّ مِـنْ قَاضٍ عَلَيْنَا وَحَاكِمِ
إِذَا قَـالَ مِنَّـا قَـائِلٌ قَـامَ دُونَـهُ
شــَهِيدٌ عَلَيْــهِ صــَادِقٌ غَيْـرُ آثِـمِ
يَحُــومُ عَلَيْــهِ وَالْمَنَايَــا مُسـِفَّةٌ
وَيَـدْرَأُ عَنْـهُ فِـي صـُدُورِ اللَّهَـادِمِ
إِذَا أَلْهَبَتْـــهُ غَضـــْبَةٌ وَتَرَجَّحَــتْ
بِـهِ سـَورَةٌ أَغْـرَى الظُّبَا بِالْجَمَاجِمِ
فَقَــدْ مَـرَّ ذَاكَ الْعَصـْرُ إِلا لُبَانَـةً
مُعَلَّقَــةً بَيْــنَ الْحَشـَا وَالْحَيَـازِمِ
إِذَا ذَكَرَتْهَـا النَّفْـسُ يَوْمَاً تَرَاجَعَتْ
عَلَيْهَـا عَقَابِيـلُ الْهُمُـومِ الْقَدَائِمِ
وَمَنْزِلَـــةٍ لِلأُنْــسِ كُنَّــا نَحُلُّهــا
وَنَرْعَـى بِهَـا اللَّذَّاتِ رَعْيَ السَّوَائِمِ
عَفَـتْ وَكَـأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ وَالْتَقَتْ
عَلَيْهَـا أَعَاصـِيرُ الرِّيَـاحِ الْهَوَاجِمِ
وَمَـا خَيْـرُ دُنْيَـا لا بَقَـاءَ لِعَهْدِهَا
وَمَـا طِيـبُ عَيْـشٍ رَبُّـهُ غَيْـرُ سـَالِمِ
عَلَـى هَـذِهِ تَمْضـِي اللَّيَالِي وَيَنْقَضِي
حَـدِيثُ الْمُنَـى فِيهَـا كَـأَحْلامِ نَائِمِ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.