
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا عَلـى البَـدرِ المُحَجَّبِ لَو سَفَر
إِنَّ المُعَــذِب فـي هَـواهُ عَلـى سـَفَر
مِثــلُ الخلال أَو الخَيــال فَــأولَهُ
حَتّـى خَيالـك لِلتَّجـانُس فـي الصـُوَرِ
يــا فاضـِحَ الغُصـنِ النَضـير بِقَـدِّهِ
وَالشـَمس إِن حَسـَرَ القِنـاع وَإِن سَفَر
مِــن أَيــنَ لِلأَغصـانِ قامَتُـكَ الَّـتي
تـؤتي مَـتى شـِئتَ الثِمارَ أَو الزَهَر
ذِكــرى لِمَعهَــد أُنســنا وَوِصـالَنا
وَالـدَهرُ مِـن إِسـعافه غَمـض البَصـر
فــي رَوضــَةٍ صـاغَ الرَبيـعُ حُليَّهـا
لمّــا بهـا دُرُّ السـَحائِب قَـد نُـثر
وَالقُضــبُ راكِعَــةٌ وَتَســجُد عِنـدَما
تَبـدو لَهـا تِلـكَ المَحاسـِنُ وَالغُرَرُ
وَالـراحُ يَسـبَحُ فـي الكؤوس حُبابُها
ذَوبٌ مِــنَ اليــاقوتِ طُـوِّقَ بِالـدُرَر
مِــن عَهـد لُقمـانَ الحَكيـم تَعَتَّقَـت
وَرَوَت عَلَيــهِ مــا تَخَلــدَ وَاِشـتَهَر
مِمّــا تَخَيَّرَهــا المَجــوسُ بــدنَها
فَهيَ اللَهيبُ وَما الحبابُ سِوى الشَرَر
يَرضـى عَـن الأَقـدارِ شـارِبُها الَّـذي
يُفنـي المَجـالِس فـي مُعاتَبَةِ القَدَر
وَالعــودُ يَنفُــثُ مـا أَقَـل جَنـانَهُ
مِـن نَغمَـةٍ الوَرقـاء أَيـام الشـَجَرِ
فَيُجيبُــهُ رجــع الربــاب مُؤيِــداً
لشــَكاته وَالطــارُ يَشـهَدُ بِـالخَبَر
مِــن كَـفِّ شـادٍ شـادَ مربَـعَ أُنسـَنا
مَهمـا تَغَنّـى أَو تَهـازَجَ فـي السَمَر
يُصــبي الحَليــمَ بِضــَربِهِ وَبِطَرفِـهِ
وَعـذارُهُ سـَلَبَ النُفـوسَ وَمـا اِعتذَر
فَســَقى دِيــارَكَ تــونسٌ مِـن ديمَـةٍ
تَهمـي بِمـاء الأَمـنِ لا مـاءِ المَطَـر
دارُ المَســَرَّةِ لا خَلَــت مِــن أُسـرَةٍ
تُهـدي المَحاسـِنَ في الأَصائِلِ وَالبُكَر
وَســَقى بِهــا عَهـدَ المُبَـرَّزِ اَحمَـدٍ
ابـنِ الهُمـامِ أَبي الضيافِ المُشتَهِر
العـالِمُ الثَقَـةُ الـوَزير المُرتَضـى
العُمـدَةُ الصَدرث الزكيّ الشَهمُ الأَغَر
إِنســـانُ مُقلَتِهـــا وَدُرَّةُ عِقــدِها
وَهـوَ الَّـذي رَفَـعَ اللِـواءَ عَلى قَدَر
فَخــرُ اليَــراعِ وَصـَدرُ حِلَّـةِ أَهلِـهِ
مِـن كُـلِّ مَـن نظَـمَ القَريضَ ومن نثَر
بــاهى بِـهِ الخَطـيَّ بَـل أَغنـى بِـهِ
وَكَفـى عَـنِ الصَمصـامِ وَالسَيفِ الذَكَر
يَرمـي بِـهِ الغَـرَض البَعيـد فَيُصـمِهِ
وَيَقـودُ مَـن خَلَـعَ العَنـانَ وَمَن نَفَر
بِلَطــائِفٍ سـارَت مَسـيرَ الشـَمسِ فـي
أَهـلِ البَـداوَةِ وَالمَعاقِـل وَالحَضـَر
وَبَــدائِع بَهَــرَت فَأَعشــى نورُهــا
عَيــنَ الحَســود فَلاتَ عَيـنٌ أَو أَثَـر
قُــل لِلمُحَــدِث عَــن مَكـارِم أَحمَـدٍ
حَــدِّث عَـن البَحـر الخِضـَمِّ وَلا حَـذَر
أَخَطيـبَ هَـذا الصـقع وابـنَ خَطيبِـهِ
وَلَـكَ الأَمـانُ مِنَ الزَمان إِذا اِكفَهَر
وَعمــادَهُ وابــنَ العَميــد وَفَخـرَهُ
والفاضـِلُ الأُسـتاذَ وَالمَـولى الأبَـر
خُـــذها وَلا مِــن فَريــدَة دَهرِهــا
تَســبي النهـىَ لَكِـن بِسـِحرٍ مُسـتَمر
مِمّــا تَخَيَّرهــا الــوَدودُ فَصـاغَها
عقــداً تُنظَّــم بِـالجَواهِر وَالـدرَر
تَهنــي بصــحتكَ الَّـتي هـي عيـدُها
وَالعيـد الأَكبَـرِ وَالقُدومِ مِنَ السَفَر
تأميلهــا تَقبيــلُ راحَتــكَ الَّـتي
هــيَ عُمـدَتي فـي كُـلِّ وَردٍ أَو صـَدَر
فاِخلـد لَنـا فـي نِعمَـةٍ تَـزدادُ ما
أَثنـى الحَـبيبُ عَلى المحب وَما شَكَر
وَمَـتى شـَدا فـي دَوحِـهِ القُمري وَما
هَـبَّ النَسـيمُ عَلى الرِياضِ مَعَ السَحَر
محمد الباجي بن أبي بكر عبد الله بن محمد المسعود البكري التبرسقي التونسي أبو عبد الله.مؤرخ، من كتاب تونس وشيوخها، مولده ووفاته فيها، تقدم لخطة الكتابة على عهد الباي حسين باشا.ثم ارتقى إلى رياسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى (حسب اصطلاح أهل تونس). وكان له اشتغال بالأدب والشعر.وله كتاب (الخلاصة النقية في أمراء إفريقية - ط)، و(عقد الفرائد في تذييل الخلافة وفوائد الرائد - ط)، و(ديوان شعر)، و(المنجي من المرض الفرنجي).