
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا سـَعدُ أَعلِـن بالهَنـاء وَرَدِّد
قَــد ســُرّ ديــنُ مُحَمَّــد بِمُحَمَّـد
وَتَســاوَت البُشـرى بِـهِ فَجَميعُهـا
يَــروي مَحاســِنَهُ صـَحيحَ المُسـنَد
واِهتَـزَّت الخَضـرا وَأَشـرَقَ نورُهـا
وَبَـدَت بَشاشـَتُها لَعيـن المُهتَـدي
أَو مـا تَـرى الأَفـراحَ عَـمّ بِلادَها
وَمَلا ضـــَواحيها بِهَــذا الســَيِّد
العـادِل السـَمح العَطوف المُرتَضى
مِـن عـترَةٍ شـُهرَت بطيـب المُحتَـد
وَرَثـوا السـِيادَةَ كابِراً عَن كابِر
إِرثـــاً بِغَيــرِ تَغَلّــبٍ وَتَمَــرّد
حَتّــى أَتَتــكَ وَقَلبُهـا لَـكَ شـَيِّقٌ
تَطـوي المَراحِـلَ فَدفَـداً في فَدفَد
فَوَســعتَها بــرّا وَقُمـتَ بِحَملِهـا
وَأَخَــذتَ رايَتَهـا وَأَلقَـت باليَـد
وَتَســارَعَ الكُبَـراءُ نَحـوَكَ خُضـّعاً
فَرِحــاً بمطلعــك البهـيّ الأَسـعَدِ
مِــن عــالِمٍ عَلَـمٍ وَقـائِدِ عَسـكَرٍ
وَرَئيــس ناحيَــةٍ وَمالِــك مقـودَ
يَفـدونَ نَعلَـكَ بـالنُفوس وَيَجعَلوا
آثارَهـــا كُحُلاً مَكـــانَ الإثمَــدِ
فَلَقيتَهُـم مَلقـى الكَريـم لِضـَيفِهِ
وَضــَمَمتَهُم ضــَمَّ الكَمــي لِمُهَنَّـدِ
وَتأكَّـدَت لَـكَ فـي القُلـوبِ مَحَبَّـةٌ
وَمَهابَــةٌ زادَت بِــذاكَ المَشــهَد
وَصـَرَفتَ عَزمَـكَ في اِقتِناص قُلوبهم
لا فـي الرقـاب بنُهبَـةٍ لِلمُجتَـدي
وَشـَرَعتَ فـي غَـزو العَـدوِّ بِجَحفَـلٍ
يَختـالُ مـا بَيـنَ القَنا المُتأوّد
بـاعوا النُفـوسَ إِلـى الإِلَه بِجَنَّة
وَعَـدَ الكِتـابُ بِهـا كَأَخـذٍ باليَدِ
رَكِبـوا بِعَزمَتـكَ الفجـاجَ وَأمَّلوا
نَصــراً وَفَتحـاً عـاجِلاً وَكـأن قَـد
يـا مَعشـَرَ الإِسـلامَ وَالنَفـرُ الآلى
شـُهروا بـإحراز العُلـى وَالسؤدَد
إِن تَنصُروا اللَه اِبشِروا فَبِنَصرِكُم
وَعَـدَ الإِلَـهُ وَهَـل كَهَـذا المَوعِـد
وَخَلَفتَهُـم بـالرفق فـي أَوطـانِهِم
وَحَســَمتَ شــأفَةَ كُـلّ بـاغٍ مُعتَـد
وَأَفَضـتَ عَـدلَكَ فـي سـجال رَجائِهِم
حَتّــى تَــروى كُـلّ ذي قَلـبٍ صـَدي
وَمَلَكــتَ رقَّهُــمُ بِحُســن ســَريرَةٍ
مَــع سـيرَةٍ داوَت فـؤادَ المُكمَـد
وَتَوَجَّهــوا بِقُلــوبِهِم وَوُجــوههم
مِــن رُكَّـعٍ فـي العـالَمينَ وَسـُجَّد
يَرجــونَ خُلــدَكَ آمِنـاً فـي عَـزَّةٍ
طَلـقَ المُحيّـا بالِغـاً مـا تَقصـُد
فاِبشـر أَميـرَ المـؤمِنينَ بِبَيعَـةٍ
ســَرّت وَحَقّــكَ قَلــبَ كُــلِّ مُوَحـد
واِسـلَم لَنـا وَلأُمَـةٍ مـا إِن لَهـا
أَمَــلٌ ســِوى أَن تَســتَمِر وَتَخلُـد
يـا أَيُّها المَلِكُ المُشيرُ وَمَن بشهِ
أَســمو وَإِن نرُغمَـت بِـذَلِكَ حُسـَّدي
يـا فـارِسَ الهَيجا وَمِصباحَ الدجى
وَالقــانِتُ المُتَبَتِّــلُ المُتَهَجِّــدُ
يـا دُرَّةَ السـِمط الحُسَيني يا سَنا
مِشـكاتهم يـا ذا العُلا المُتَجَـدِّدُ
هَــذي نَتيجَـةُ خـاطِرٍ بَزَغَـت لَكُـم
يَــومَ الهَنـا مِـن خـادِمٍ مُتَـرَدد
وَهَديَّــةٍ مِــن كــاتِبٍ قَـد غـالَهُ
كَتـبُ المَشـيب بـأبيَضٍ فـي أَسـوَد
تَمشـي عَلـى اِسـتحيا وَحُقّ لمثلها
نَيــلُ المَـرام لِمُرتَـج عَـن سـَيِّد
تَرجـو القُبـولَ وَأَنتُـمُ أَهـلٌ لَـهُ
وَأَعَـزّ مـا تَرجـوهُ تَقبيـلُ اليَـد
فَـأَقولُ يـا بُشـرايَ فُـزتُ بِمَطلَبي
وَأَصــيحُ واِطَرَبـا ظَفـرتُ بِمَقصـِدي
لا زِلــتَ فــي عِــزِّ وَســَعدٍ دائِمٍ
تَحظـى بِمـا تَرجـو بيَومِـكَ وَالغَد
بِمُحَمَّــــدٍ وَبــــآله وَبصـــَحبِهِ
وَبِقُطبــه المَكتـوم شـَيخِكَ أَحمَـد
محمد الباجي بن أبي بكر عبد الله بن محمد المسعود البكري التبرسقي التونسي أبو عبد الله.مؤرخ، من كتاب تونس وشيوخها، مولده ووفاته فيها، تقدم لخطة الكتابة على عهد الباي حسين باشا.ثم ارتقى إلى رياسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى (حسب اصطلاح أهل تونس). وكان له اشتغال بالأدب والشعر.وله كتاب (الخلاصة النقية في أمراء إفريقية - ط)، و(عقد الفرائد في تذييل الخلافة وفوائد الرائد - ط)، و(ديوان شعر)، و(المنجي من المرض الفرنجي).