
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـــا لِمُشــتاق مَقَــرَّ كُلَّمــا
سـَلَّ سـَيفَ البَـرقِ غَمـدُ الحِندِسِ
أَضــرَمَ الوَجــدَ لَـهُ فاِضـطَرَما
حيـنَ حَيّـاهُ الصـِبا عَـن تـونِس
حَبَّـذا الـدُنيا وَفَردوسُ النفوس
وَمُنـــى كُــلِّ أَديــبٍ وَأَريــب
تَتَجَلّــى فــي حُلاهـا كـالعَروسِ
حيـنَ تَبـدو مِـن بَعيد أَو قَريب
صـانَها بارِئُهـا مِـن كُـلِّ بـؤس
وَكَفاهــا كُــلِّ معيــانٍ مُريـب
وَســـَقاها وَرَعاهـــا وَحَمـــى
وَكَســـاها حُلَلاً مِـــن ســـُندُسِ
بَلــدَةٌ أَضــحَت لِخلّانــي حِمــى
وَنَـــدامايَ حَيـــاةَ الأنفُـــسِ
حَفيـظ اللَـه حَبيبـاً لـي بِهـا
وَهـوَ فـي الناظِرِ بَل في الخَلَدِ
صــيغَ مِــن لُطـفِ وَظَـرف وَبهـا
فَبَــرى صــَبري وَأَبلــى جَسـَدي
حَسـب نَفسـي في الهَوى مِن حُبِّها
يُلفـى فـي الحُـبِّ الَّـتي مَقعَـد
حَبَّــذا جَمعــي بِــهِ إِذ نُظِمـا
وَهـوَ وُسـطى عقـدِ ذاكَ المَجلِـسِ
ثَغـرُهُ كأسـي وَخَمـري مِـن لَمـى
قَرقَفــــيّ عَنبَـــري اللَعِـــس
فـي لَيـالٍ أَسـرَجَت كُمتَ العُقار
وَســَطَت فــي كُـلِّ أَنـسٍ بِخَميـس
وَنَـدامى قَـد نَضوا ثَوبَ الوقار
وَجَـروا طَلقاً لِما تَهوى النُفوس
وَرَبـــابٌ حَفَّــهُ عــودٌ وَطــار
حَـــولَ مُلــهٍ وَمُغَــن وَأَنيــس
كَيـفَ حـالي في اِرتِحالي بَعدَما
فــارَقَت نَفســي عَـديلَ النَفَـسِ
هَــب عَلَيهِــم لـي سـُلوٌ رُبَّمـا
كَيـفَ صـَبري عَـن كَريـمِ المغرِس
كــاتِبُ المَغـرِب مِـن غَيـرِ خلاف
وَلِسـانُ الدَولَـة الصلت الفَصيح
ذو بَيـانٍ قَـد سـَرى سَريَ السلاف
فاِستَكانَ الصَعبُ واِنقادَ الجَموح
أَحمَـدُ الفاضِل أَعني ابنَ الضيف
الوَزيرُ الشَهمُ ذو الضَنِّ الصَريح
غُــرًّةٌ فــي دَهرِنـا قَـد نَجَمـا
فــاِنثَنى مِثــلَ نَهــارٍ مُشـمِسِ
مـا لِسـانُ الـدينِ يَرمي عارما
يــا زَمــانَ الوَصـلِ بالأَنـدَلُسِ
حُجَّــةُ العَصــرِ وَبُرهـانُ البِلادِ
المَجــاري فــي عُلاهُ النَيرَيـن
مُرتَــدي الفَخــرِ طَريــفٍ وَتلاد
مُحـرِزُ المَجـدِ وَسامي الزِينَتَين
بِمَعــانٍ قَصــُرَت عَنهـا الأَعـادِ
أَيـنَ مَن يَحكي أَبا العَبّاس أَين
خَصــَّني بِــالقُربِ لَمّــا عَمَّمـا
بأَيـــادٍ أَنطَقَــت مِــن خَــرَس
وَتَــوَلّى كاســِدي حَتّــى ســَما
ســوقُهُ بَيـنَ الجَـواري الكُنَّـسِ
هاكَهـا عَـذراءَ ياسامي الفَخار
حَليُهـــا وِدّ وَشـــُكرٌ وَخَجَـــل
مِـن مُحِـبّ صـادِقٍ نـائي المَزار
كاســِفِ البـالِ خَلـيّ عَـن جَـذَل
قَرَّظَـت قَولَـكَ فـي تِلـكَ الديار
عِنـدَما سـارَ بِهـا سـَيرَ المَثَل
تُـونِسُ الأنـسِ لَهـا شـَوقي نَمـا
نُزهَــةُ النَفــسِ وَرَوحُ النَفَــسِ
أَهلُهـا أَضـحوا نُجومـاً في سَما
ســَطَعَت مِنهُــم بِعقــدٍ أَنفَــسِ
محمد الباجي بن أبي بكر عبد الله بن محمد المسعود البكري التبرسقي التونسي أبو عبد الله.مؤرخ، من كتاب تونس وشيوخها، مولده ووفاته فيها، تقدم لخطة الكتابة على عهد الباي حسين باشا.ثم ارتقى إلى رياسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى (حسب اصطلاح أهل تونس). وكان له اشتغال بالأدب والشعر.وله كتاب (الخلاصة النقية في أمراء إفريقية - ط)، و(عقد الفرائد في تذييل الخلافة وفوائد الرائد - ط)، و(ديوان شعر)، و(المنجي من المرض الفرنجي).