
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلَـيَّ هَـل لـي فيكُمـا مِـن مُساعِدٍ
يُســاعِدُ طَرفــا أَغرَقَتـهُ المَـدامِعُ
يُســاعِدَ طَرفـا لا يَمَـلُّ مِـنَ البُكـا
عَلـى جيـرَةٍ جَـدّوا المَسيرَ وَسارَعوا
وَخُلِّفــتُ فـي سـَجني بِـذَنبيَ مُوثَقـاً
وَمِـن فـي وِثـاقِ الذَنبِ ما هُوَ صانِعُ
أَلا لَيـتَ شـِعري هَـل أَسـيرُ مَسـيرَهُم
وَأَحظــى بِــهِ أَم دونَ ذاكَ مَوانِــعُ
لَقَـد طَلَعَـت لِلقَـومِ أَنـوارَ سـَعدِهِم
فَهَـل لـيَ فـي تِلـكَ السعوداتِ طالِعُ
غَـداةَ غَـدَوا وَالشـَوقُ يَستاقُ عِيسَهُم
وَيَحــدو بِهــا بَيـنَ الفَلا وَيُتـابِعُ
مُشــاةً وَرُكبانــاً حُفــاةً وَكُلُّهُــم
إِلــى نَحــوِ مَرضـاةِ الإِلـهِ يُسـارِعُ
فَمِـن بَيـنَ أَقـدامٍ تَلَظَّـت مِنَ الحُفا
وَمِـن بَيـنِ أَحشـا أَظمَأَتها المَهايِعُ
وَمِـن بَيـنِ مُشـتاقٍ بَرا الشَوقُ جِسمُهُ
وَقَـد ذابَ مِنـهُ مـا حـوتُهُ الأَضـالِعُ
وَمِـن بَيـنِ أَجفـانٍ جَفَـت لِذَّةَ الكَرى
إِذا مــاجُفونُ المُثقَليــنَ هَواجِــعُ
فَيـا لَـو تَراهُم يَومَ لَبَّوا وَأَحرَموا
وَكُلُّهُــــم لِلَّــــهِ داعٍ وَخاضــــِعُ
شـــِعارُهُم لَبَّيـــكَ لَبَّيــكَ رَبَّنــا
لَــكَ الحَمــدُ حَمــدٌ دائِمٌ مُتَتـابِعُ
أَتَينـاكَ نَرجـو العَفـوَ مِنـكَ وَكُلُّنا
مَطيــعٌ لِمــا تَـدعو إِلَيـهِ وَسـامِعُ
فَأَضـحَوا وَقَـد أَضـحَت بِمَكَّـةَ عِيسـَهُم
وَوافــاهُمُ يُمــنٌ مِـنَ اللَـهِ طـالِعُ
فَطـافُوا بِبَيـتِ اللَهِ يا طيبَ وَصلِهِم
وَبَينَ الصَفا وَالمَروَةِ السَعيُ تابَعوا
وَمِـن زَمـزَمٍ أَروَوا كُبـوداً لَطالَمـا
عَناهـا ظَمـا ما إِن لَهُ الدَهرُ نافِعُ
وَمِـن بَعـدِ ذا سـاروا بِخَـوفٍ وَخِشيَةٍ
إِلـى عَرَفـاتَ حَيثُمـا الخَـوفُ نـاجِعُ
يُنــادونَ رَبَّ العَـرشِ جَهـراً وَخِفيَـةً
وَكُلُّهُــم فــي رَحمَــةِ اللَـهِ طـامِعُ
إِلاهِــي إِلاهِـي قَـد أَتَينـا وَمالَنـا
إِلـــى أَحَـــدٍ إِلّا إِلَيــكَ مَطــامِعُ
دَعَونــاكَ مُضـطَّرّينَ فَـاِرحَم دُعاءَنـا
فَــأَنتَ الَّــي تَرجـي وَفَضـلُكَ واسـِعُ
وَجــادَت عَلَيهِــم بِـالقَبولِ هَوامِـعٌ
فَــأَتحَفَهُم بِــالقُربِ مِنـهُ الأَههمـعُ
فَطـوبى لَهُـم لَمّـا قَضـَوا كُـلَّ حاجَةٍ
بِمَكَّــةَ أَمّــوا طيبَــةً وَتَســارَعوا
وَأَورَوا زِنـادَ الوَجـدِ فَاِنقَدَحَت لَهُم
لَواعِـــجُ شــَوقٍ لِلحَــبيبِ لَوامِــعُ
تَراهُـم وَجَـدّوا السـَيرَ نَحـوَ ضَريحِهِ
يَحُثُّهُـــم وَجـــدٌ إِلَيـــهِ مَســارِعُ
فَيـالَو تَراهُـم يَـومَ وافـوا لِطيبَةٍ
وَلاحَ لَهُــم مِـن طيبَـةِ النـورِ لامِـعُ
وَهَـبَّ عَلَيهِـم مِـن ثَـرى تُـربِ طيبَـةٍ
نَسـيمٌ يَفـوقُ المِسـكَ وَالمِسـكُ ضائِعُ
بُــدورٌ وَأَنــوارٌ بَــدَت لِعُيــونِهِم
وَنَشـرٌ سـَرى مِـن نَحـوِ طيبَـةَ ضـائِعُ
خَليلَــيَّ ذاكَ النــورُ نــورُ مُحَمَّـدٍ
وَذلِــكَ بَــدرٌ مِــن مُحيــاهُ طـالِعُ
وَذلِــكَ نَشـرٌ مَـن ثَـرى تُـربِ قَـبرِهِ
فَيــا لَــكَ قَــبرٌ لِلفَضـائِلِ جـامِعُ
فَيـا مَعشـَرَ الـزُوّارِ يَهنيكُمُ اللِقا
وَيَهنيكُــمُ حَــظٌّ مِـنَ الوَصـلِ بـارِعُ
قَصــَدتُّم وَأَمَّلتُــم زِيــارَةَ أَحمَــدٍ
فَقَرَّبَـــهُ أَبصـــارَكُم وَالمَســـامِعُ
هَنيئاً لَكُــم فُزتُـم بِتَـوفيرِ حَظِّكُـم
وَحَظّــي فــي نَيـلِ البَطالَـةِ ضـائِعُ
فَــوا أَسـَفى ضـاعَ الزَمـانُ وَإِنَّنـي
لِمَرضـاةِ نَفسـي فـي هَواهـا أُتـابِعُ
تَســَوِّفُ بِالطاعـاتِ إِذ مـا دَعوتُهـا
وَإِذمــا رَأَت دُنيــا إِلَيـهِ تُسـارِعُ
فَيــا رَبِّ لا أَرجــو ســِواكَ مُنقِـذا
وَمــا أَنــا إِلّا فـي نَوالِـكَ طـامِعُ
تَــدارَك عُبَيــداً أَجزَعَتــهُ ذُنـوبُهُ
وَمـا هُـوَ مِـن شَيءٍ سِوى الذَنبِ جازِعُ
يُؤَمِّـلُ عَفـوا مِنـكَ يـا واسِعَ العَطا
وَيـا مَـن لَـهُ تَعنـو الوُجوهُ خَواضِعُ
بِجــاهِ النَبِــيِّ الهاشــِمِيِّ مُحَمَّــدٍ
إِمــامٍ لَــهُ كُـلُّ الننَبِيّيـنَ تـابِعُ
وَمَـن هُـوَ فـي يَـومِ الحِسابِ إِمامُهُم
وَمَـن هُـوَ فـي يَـومِ القِيامَـةِ شافِعُ
وَمَـن هُـوَ مَلجا المُذنِبينَ إِذا أَتوا
وَلَيســَت لَهُــم إِلّا الـذُنوب بَضـائِعُ
عَلَيــهِ صـَلاةُ اللَـهِ مـا حَـنَّ شـائِقٌ
وَمــا جَــدَّ ذو جِــدٍّ إِلَيـهِ يُسـارِعُ
وَســَلَّمَ تَســليماً عَلــى الآلِ كُلَّهِـم
وَأَصــحابِهِ طُــرّاً وَمَــن هُـوَ تـابِعُ
محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.