
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلَــيَّ قَــد لاعَنـي الـدَهرُ لَيعَـةً
مِـنَ البَيـنِ أَمسى القَلبُ مِنها يُجَرَّعُ
فَقَــدتُ أُناســاً قَـد شـُغِفتُ بِحُبِّهِـم
فَصـَدري لَهُـم مَثـوىً وَمَـأوىً وَمَربَـعُ
نَــأَوا فَنَـأَى قَلـبي وَشَخصـي حاضـِرٌ
وَوَدَّعَنــي الطَــرفُ عِشــيَةَ وَدَّعــوا
حُرِمـتُ لَذيـذَ النَـومِ بَعـدَ فِراقِهِـم
فَلا القَلـبُ يَهـدَأُ لا وَلا الجَفنُ يَهجَعُ
تَــذَكَّرتُ أَيّامــاً مَضــَت وَلَيالِيــاً
فَهَيَّجَنِــي التِـذكارُ فَـالعَينُ تَـدمُعُ
لِفَقــدِ أُنــاسٍ كـانَ يَـومَ لِقـائِهِم
بِشـــَمسٍ مُحَيّــاهُم يُضــيءُ وَيَســطَعُ
فَيالَـــكَ أَيامــاً تَقَضــَّت كَأَنَّهــا
مِـنَ العُمـرِ طَيفٌ لاحَ في النَومِ يَخدَعُ
أُحِــنُّ لِــذِكراها إِذا مـا ذَكَرتَهـا
كَمـا حَـنَّ هَيمـانٌ إِلـى الماءِ يُسرِعُ
أَلا هَـل تَـرى ذاكَ الزَمـانَ يَعودُ أَو
تـرائي لَيـالي الوَصلِ بِالوَصلِ تَرجِعُ
إِلى اللَهِ أَشكو ما بِقَلبي مِنَ الضَنى
كَمـا يَشـكو مَحـزونُ الفُؤادِ الموجِعُ
عَسـى اللَـهَ إِنَّ اللَـهَ واسـِعُ فَضـلِهِ
يُعيــدُ زَمانـاً كـانَ لِلشـَّملِ يَجمَـعُ
فَيَفـــرَحُ مَحــزونٌ وَيَنعَــمُ بــائِسٌ
وَيَرتـاحُ قَلـبٌ كـانَ بِـالبَينِ يُفجَـعُ
سـَلامٌ عَلـى الأَحبـابِ فـي كُـلِّ مَنـزِلٍ
ســَلامٌ عَلَيكُـم كُلَّمـا الشـَمسُ تَطلُـعُ
ســَلامٌ عَلَيهِــم كُــلَّ يَــومٍ وَلَيلَـةٍ
ســـَلامٌ يُحَيِّـــى لا ســـَلامٌ يُـــوَدِّعُ
محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.