
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَهفـي عَلَيـكَ وَمـا التَلَهُّفُ يَنفَعُ
وَالصـَبرُ أَجمَـلُ بِالمُصـابِ وَأَنفَعُ
يـا راحِلاً تَـركَ الفُـؤادَ مُفَتَّتـاً
وَالعَيـنُ عَـبرا وَالحَشـى يَتَقَطَّـعُ
داعٍ دَعـاكَ مِـنَ المُنـونِ سـَمِعتَهُ
فَــأَجَبتَهُ تَســعى إِلَيـهِ وَتُسـرِعُ
مـا كـانَ أَعظَـمَ ما وَجِدتُ لِفَقدِهِ
لَـولا التَصَبُّرُ ما هَنا لي المَضجَعُ
رُزءٌ أَنــاخَ بِمُهجَــتي فَأَذابَهـا
وَكَـذا الرَزيَّـةُ بِالفَتى قَد تَصنَعُ
قـد كِـدتُ أَجـزَعُ لَو يُفيدُ وَإِنَّما
الصـَبرُ أَحسـَنُ مـا إِلَيـهِ يُرجَـعُ
فَسـَقى ثَـراهُ مِـن الإِلـهِ سـَحائِبُ
تَهمــي عَلَيــهِ بِرَحمَـةٍ لا تَقلِـعُ
وَأَنالَنــا صــَبراً جَميلاً بَعــدَهُ
يُطفـي لَهيبـاً قَـد حَـوَتهُ الأَضلُعُ
يـا رَبِّ أَنتَ هُوَ الكَريمُ وَقَد غَدا
ضــَيفاً بِبابِــكَ خاضـِعاً يَتَضـَرُّعُ
فَاِصـفَح بِحِلمِـكَ عَن ذُنوبٍ قَد جَرَت
مِنـهُ فَحِلمُـكَ مِـن ذُنـوبِهِ أَوسـَعُ
حاشاكَ يا ذا العَفوِ يَرجِعُ خائِباً
مَـن أَمَّ بابَـكَ فـي نَوالِـكَ يَطمَعُ
يـا رَبِّ هَـب صـَبراً جَميلاً مِن غَدا
مِـن بَعـدِهِ كـاسَ النَـوى يَتَجَـرَّعُ
يـا رَبِّ بِالهـادي الشـَفيعِ مُحَمِّدٍ
وبِــــآلِهِ وَبِصـــَحبِهِ نَتَشـــَفَّعُ
اِجمَـعْ بِرَحمَتِـكَ العَميمَـةِ بَينَنا
فـي جَنَّـةِ المَـأوى وَنِعمَ المَوضِعُ
محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.