
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
معاهِــدُ أَحبـابٍ إِذا مـا ذَكَرتُهُـم
تَهَيِّــجُ أَشــواقي لِتِلـكَ المَعاهِـدِ
قَضــَينا بِهــا أَيّـامَ أُنـسٍ وَلِـذَّةٍ
بِصـــُحبَةِ قَــومٍ طَيِّــبينَ أَماجِــدِ
نَشــُدُّكَ إِن وافَيـتَ يَومـاً مَشـاهِداً
لَـدَيهِم فَحُبّـي أَهـلُ تِلـكَ المَشاهِدِ
تَــذَكَّرتُ عَهــداً مِـن لَيـالٍ تَقَضـَّتِ
عَلَينــا بِوَصــلٍ ثُـمَّ أَلـوت وَوَلَّـتِ
وَعــادَت كَــأَحلامٍ تَــراءَت لِنـائِمٍ
فَلَمّــا تَـوَلّى النَـومَ عَنـهُ تَـوَلَّتِ
أُحِــنُّ لِــذِكراها وَأَصـبوا تَشـَوُّقاً
إِلَيهــا وَأَرجــو أَن تَمُـنَّ بِعَـودَةِ
وَمَـن لـي بِهـا يَوماً تَعودُ وَنَلتَقي
وَنَظفَــرُ يَومــاً بِاِجتِمـاعِ الأَحِبَّـةِ
أَلا لَيـتَ شـِعري هَـل أَفوزُ بِوَصلِ مَن
لَـهُ القَلـبُ يَصـبو كُـلَّ يَومٍ وَلَيلَةِ
وَاِشــتاقَ لُقيـاهُ إِذا مـا ذَكَرتُـهُ
لَعَلّــي أَحظــى مِـن شـَذاهُ بِنَفحَـةِ
بِنَفســي مَـن بِـالعِلمِ حـازَ مَزِيَّـةً
وَرُتبَتُــهُ فيــهِ عَلــت كُـلَّ رُتبَـةِ
سـَما قَـدرُهُ بِـالعِلمِ فَخـراً وَرِفعَةً
وَرَفَعتُــهُ بِــالعِلمِ أَعظَــمُ رَفعَـةِ
أَيـا طالِبـاً لِلعِلمِ إِن رُمتَ تَجتَني
ثِمــارَ عُلــومٍ مِـن رِيـاضٍ أَنيقَـةِ
فَلا تَعدُ إِبراهيمَ ذا الفَخرِ وَالعُلا
وَذاكَ اِبـنُ عَبدِ اللَهِ يا خَيرَ نِسبَةِ
فَشـَمِّر وَجِـدِّ السـَيرَ وَاِقطَع مَفاوِزاً
إِلَيــهِ وَخَــضْ بَحـراً وَحُـطَّ بِجَربَـةِ
لِنَنظُــرَ نَجمــاً يُهتَــدى بِضـِيائِهِ
وَشَمسـاً إِذا مـا اللَيـلُ أَظلَمَ ذَرَّتِ
لَـهُ مِنطِـقٌ فـي الـدَرسِ يَعذُبُ لَفظُهُ
وَيَســحَرُ أَلبابــاً بِــأَعظَمِ رِقَّــةِ
يَفــوقُ لِئالـي الـدُّرِّ دُرّاً يَنظُمُـهُ
وَيُخجِــلُ مِــن حُسـناهُ كُـلَّ يَتيمَـةِ
إِذا مُشــكِلٌ يَومــاً تَعَســَّرَ فَهمُـهُ
جَلاهُ وَأَبــــداهُ بِأَوضـــَحِ حُجَّـــةِ
وَإِن أُمَّـهُ صـادٍ مِـنَ العِلـمِ يَشتَكي
ظَمـاً يَلـقَ بَحـراً يَحـوي كُلَّ خَريدَةِ
هُـوَ البَحـرُ إِلّا أَنَّـهُ العَـذبُ ماؤُهُ
ســِوى أَنَّـهُ الحـاوي لِكُـلِّ ذَخيـرَةِ
فَيـا لَـكَ مِـن بَحـرٍ زَلالٍ إِذا جَـرَت
جَــــداوِلُهُ بِـــالعِلمِ أَروَت وَرَوَّتِ
فَبـادِرْهُ وَاِشـرَبْ مِـن رَحيـقٍ زَلالِـهِ
وَغُــص بَحــرَهُ تَظفَـر بِكُـلِّ فَريـدَةِ
وَقَبِّـل يَـدَيهِ وَاِلتَمِـس مِـن نَـوالِهِ
وَحَـــيِّ مُحَيّـــاهُ بَــأَزكى تَحِيَّــةِ
ســَلامٌ عَلَيــهِ كُلَّمـا لَمَـعَ الضـِيا
وَغـابَت نُجـومٌ فـي السـَماءِ وَعَنَّـتِ
وَمـا صـَدَحَت عِنـدَ الصـَباحِ تَرنُّمـا
حَمـائِمُ فـي أَعلـى الغُصـونِ وَغَنَّـتِ
محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.