
الأبيات28
رَفَعــتُ لِــرَبِّ العـالَمينَ قَضـِيَّتي
مَليـكَ البَرايـا عَـلَّ يَكشِفُ كُربَتي
مَــدَدتُ إِلَيــهِ كَــفَّ ذُلّـي فَـإِنَّهُ
خَــبيرٌ بِحــالي راحِــمٌ لِشـَكيَّتي
يُجيـبُ دَعـا المُضـطَّرِ يَكشِفُ ما بِهِ
إِذا مـا إِلَيـهِ الكَـفُّ بِالذُّلِّ مُدَّتِ
فَيا حَيُّ يا قَيّومُ يا ذا الجَلالِ كُن
مُجيـري مِـنَ البَلوى وَقابِل دَعوَتي
فَلا أَحَـداً أَرجـو سـِواكَ وَإِن يَكُـن
سـِواكَ رَجـائي فَهـيَ أَعظَـمُ خَيبَتي
تَوَســَّلتُ بِالمُختـارِ أَفضـَل شـافِعٍ
وَأَكــرَمُ مَــأمولٍ لِــدَفعِ مُلِمَّــةِ
مَلاذُ ذَوي الحاجـاتِ عِندَ اِحتِياجِهِم
وَمُنقِــذُهُم مِـن كُـلِّ هَـولٍ وَفِتنَـةِ
مُحمــدٌ اِلمَبعــوثُ لِلنّـاسِ رَحمَـةً
وَغَـوثُ البَرايـا عِنـدَ ضيقٍ وَأَزمَةِ
هُـوَ العُـروَةُ الوُثقى لِمُستَمسِكٍ بِهِ
هُـوَ المَقصـَدُ الأَسـنى لَدى كُلِّ شِدَّةِ
فَلُــذْ بِحمــاهُ مُسـتَجيراً بِجـاهِهِ
إِلـى اللَهِ في كَشفِ الأُمورِ المُهِمَّةِ
وَكُــن مُســتَجيراً بِـالنَبِيِّ وَآلِـهِ
وَأَصـحابِهِ خَيـرَ القُـرونِ الشَريفَةِ
وَبِالأَولِيـاءِ العـارِفينَ وَمَـن لَـهُ
مَقـامٌ كَريـمٌ فـي طَريـقِ الحِقيقَةِ
كَمِثـلِ وَلِـيِّ اللَـهِ يَعقـوبَ الرِضا
أَبي يوسُفَ الدَهماني شَيخَ الطَريقَةِ
وَلِـيٌّ لَـهُ فـي القُـربِ أَرفَعُ رُتبَةٍ
وَرُتبَتُــهُ فــي ذاكَ أَيَّــةُ رُتبَـةِ
فَضـــائِلُهُ مَشـــهورَةٌ مُستَفيضــَةٌ
لَـدى عَصـرِهِ حَقّـا وَبَعـدَ المَنِيَّـةِ
تَوَسـَّلْ بِـهِ لِلَّـهِ يـا أَبـا يوسـُفٍ
وَنــادِ بــهِ حَقـاً يُجِبـكَ بِسـُرعَةِ
أَلا يـا وَلِـيَّ اللَـهِ يا أَبا يوسُفٍ
ضــَعيفٌ وَمَلهــوفٌ وَخــائِفٌ مِحنَـةِ
أَتـى مُسـتَجيراً مُسـتَغيثاً وَواقِفاً
عَلـى بابِـكَ الأَعلـى وُقـوفَ مَذَلَّـةِ
أُعَفِّــرُ خَـدّي فـي تُـرابِ ضـَريحِكُم
وَأَبسـَطُ كَفّـي راجِيـاً نَيـلَ بُغيَتي
تَشــفَّعْ لِعَبــدٍ قَـد أَتـى بِتَـذَلُّلٍ
فَقيــرٍ وَمُحتـاجٍ وَفـي أَرضِ غُربَـةِ
بَعيـدٌ عَـنِ الأَوطـانِ يَشـكو تَلَهُّفاً
بِتَشــتيتِ آمــالٍ وَفَقَــدِ أَحَبَّــةِ
قَصـَدتُ حِمـاكُم أَبتَغـي نَيلَ فَضلِكُم
وَحاشــاكُم أَن تَطرُدونــي بِخَيبَـةِ
فَقَـد ضـاقَ صـَدري عَن أُمورٍ مَريرَةٍ
وَضـِقتُ بِهـا ذَرعـاً وَأَنـتَ وَسيلَتي
ضـَعفتُ عَـنِ البَلـوى وَعَـزَّ تَجَلُّـدِي
وَإِن كــانَ صـَبري بِالتَحَمُّـلِ كَلَّـتِ
فَلَــذَّتُ بِكُــم أَرجــوكُمُ لِمَلمَّـتي
وَحَســَّنتُ آمـالي لَـدَيكُم وَمُنيَـتي
فَلا تُهمِلــوا مِــن أُمِّكُـم مُتَطَفِّلاً
عَلـى جـودِكُم حاشـاكُمُ يـا أَحِبَّتي
إِذا لَـم أُكُـن أَهلاً لِنَيـلِ فَضـيلَةٍ
فَـأَنتُم وَأَيـمُ اللَهِ أَهلُ الفَضيلَةِ
عَلَيـكَ مِـنَ الرَحمـانِ أَفضـَلُ رَحمَةٍ
بِــروحٍ وَريحــانٍ وَأَلــفُ تَحِيَّــةِ
محمد الشرفي الصفاقسي
العصر العثمانيمحمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.
قصائد أخرىلمحمد الشرفي الصفاقسي
خَليلَيَّ هَل لي فيكُما مِن مُساعِدٍ
أَيا مَن حَباهُ اللَهُ مِن فَضلِ جودِهِ
إِذا ما عَلَيكَ الدَهرُ جَرَّدَ عَضبَهُ
هَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ الدَهرَ تاراتُ
لَهفي عَلَيكَ وَما التَلَهُّفُ يَنفَعُ
خَليلَيَّ قَد لاعَني الدَهرُ لَيعَةً
هَنيّاً هَنيّاً فاحَ في الرَوضِ أَزهارُ
أَلا قُل لِمَن قَد ضَلَّ عَن طُرُقِ الهُدى
رَفَعتُ لِرَبِّ العالَمينَ قَضِيَّتي
معاهِدُ أَحبابٍ إِذا ما ذَكَرتُهُم
بِحَمدِ إِلاهِ العَرشِ تَمَّ بِشُكرِهِ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025