
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيــا لائِمــي فيـمَ المَلامَـةُ وَالعَـذلُ
وَقَلــبيَ مِـن لَـوعِ الصـَبابَةِ لا يَخلـو
دَعِ اللَــومَ وَاِذكُرلــي حَـديثَ أَحِبَّـتي
فَــذَكِّرهُمُ عِنــدي وَحَـقّ الهَـوى يَحلـو
إِذا ذُكِــروا يَومــاً طَرِبــتُ لِـذِكرِهِم
وَاِهتَــزَّ مِثــلَ الغُصـنِ يَعتـادُهُ مَيـلُ
أَهيَـمُ بِهِـم شـَوقاً إِذا الصُبحُ قَد بَدا
وَيَـزدادُ بـي شـَوقٌ إِذا جَنَّنِـي اللَيـلُ
ســَقوني حُمَيّــا حُبِّهِــم غَيــرَ مَــرَّةٍ
ثَمِلـتُ بِهـا سـُكرا وَمـا عـادَلي عَقـلُ
حَــرامٌ عَلـى قَلـبي السـُلُوّ وَإِن أَبـى
عَــذولٌ يَــرى أَنَّ الســُلُوَّ لَــهُ حَــلُّ
لَئِن كـانَ يَسـلو الحُبُّ مَن يَدَّعِي الهَوى
فَعَــن حُـبِّ مَـن أَهـوى وَحَقِّـكَ لا أَسـلو
أَوِ اِن كـانَ قَـومٌ بِالأَمـاكِنِ قَـد سَلَوا
وَكـانَ لَهُـم فـي ذاكَ عَـن حُبُّهِـم شـُغلُ
فَلــي فيـكَ يـا عَيـنَ الزَمـانِ مَحَبَّـةٌ
لَهـا فـي فَمـي فَـرعٌ وَفـي مُهجَتي أَصلُ
ســَميري يُســامِرْني وَكـرّرْ حَـديثَ مَـن
بِــذِكراهُمُ يَحيــا الفُــؤادُ وَيُبتَــلُّ
أَبـي فـارِس عَبـد العَزيـز وَمَـن غَـدا
لَــهُ بِـالفُراتي نِسـبَةٌ ذِكرُهـا يَحلـو
إِمـــامٌ لَــهُ بَيــنَ الإيمَــةِ مَنصــِبٌ
وقـدرٌ رَفيـعٌ فَـوقَ نَسـرِ السـَما يَعلو
أَميـــنٌ كَريـــمٌ مُنصــِفٌ ذو أَنــاءَةٍ
لَــهُ بَيـنَ أَربـابِ العُلا بِـالعُلا كِفـلُ
حَليـــمٌ ســَليمُ الصــَدرِ لا يَســتَفِزُّهُ
ســَفيهٌ وَلا يُغريــهِ مِــن جاهِـلٍ جَهـلُ
عَلا قَـــدرُهُ وَالعِلــمُ يَرفَــعُ أَهلَــهُ
وَلِـمْ لا وَذا يَقضـي بِـهِ العَقلُ وَالنَقلُ
لَـهُ بَيـنَ أَربابِ النُهى المَجدُ وَالعُلا
وَبَيـنَ ذَوي الآرا لَـهَ الـرَأيُ وَالعَقـلُ
فَلَـو أَنَّ أَهـلَ العِلـمِ كـانوا فَريضـَةً
لَكــانَ لَهـا مِـن أَجـلِ عَليـائِهِ عَـولُ
وَلَــو حـارَتِ الأَفكـارُ فـي حَـلِّ مُشـكِلٍ
لَكـانَ عَلَيـهِ العَقـدُ فـي ذاكَ وَالحَـلُّ
هُـوَ البَحـرُ بَـل لا إِنَّمـا البَحرُ ماؤُهُ
أُجـاجٌ وَذاكَ السـائِغُ المَشـرَبَ السـَهلُ
إِذا مـا اِشـتَكَت أَرضُ القُلـوبِ جَهالَـةً
تَــرى ســُحبَهُ بِـالعِلمِ تَهمـي وَتَنهَـلُّ
خَـــبيرٌ بِتَقريــرِ المَســائِلِ عــالِمٌ
فَصـيحٌ لَـهُ فـي نَطقِـهِ المَنطِـقُ الجَزلُ
فَقِيـدٌ لَـدى التَـدريسِ لَـو كُنتُ قائِلاً
لَقُلــتَ لُبـابَ الشـَهدِ يَقـذِفُهُ النَحـلُ
وَلَــولا إِمــامَ النَحــوِ نـوَّهَ بِاِسـمِهِ
لَقــالَ لَــهُ أَهلاً وَأَنــتَ لِــذا أَهـلُ
أَبـا فـارِسٍ مَـن ذا يُجاريكَ في النُهى
وَلَو كانَ في الدُنيا لَهُ الجاهُ وَالطَولُ
بَقِيــتَ عَلــى الأَيّــامِ كَنـزاً لِأَهلِهـا
وَســاعَدَكَ التَوفيــقُ وَالعِـزُّ وَالفَضـلُ
وَدونُكَهـــا بِكــراً يُشــيرُ بَنانُهــا
وَتَرنـو إِلـى عَليـاكَ أَعيُنُهـا النُجـلُ
وَعُـــذراً فَـــإِنّي عَـــن عَلاكَ مُقَصــِّرٌ
وَفِكــري مِــن جَــدواكَ أَجهَــدَهُ مَحـلُ
فَلا زِلــتَ يَنبــوعَ الفَضــائِلِ كُلَّمــا
تَقــادَمَ فَضــلٌ مِنــكَ يَخلُفُــهُ فَضــلُ
بِجـاهِ رَسـولِ اللَـهِ خَيـرَ مِـن اِقتَـدى
وَأُمَّ بِـــهِ الأَملاكُ وَالســادَةُ الرُســُلُ
عَليَـهِ صـَلاةُ اللَـهِ مـا أَشـرَقَ الضـُحى
وَمـا دامَ بَـدرُ الأُفـقِ فـي أَفقُهِ يَعلو
وَمـا سـارَ يَطـوي البِيـدَ رَكـبٌ يَـؤُمُّهُ
لَــهُ بِمَديــحِ المُصــطَى أَلسـُنٌ تَتلـو
محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي.ولد في حدود 1072هـ، ولا يعرف شيء عن نشأته غير أنه، أخذ عن الشيخ عبد العزيز القراني، الفقه والنحو ورواية الحديث، وحصل علوماً جمة.ولما رجع إلى بلده، وظهر علمه، بنى له حسين بن علي باي، مدرسة بنهج العدول وكانت المدرسة مقصد الطلاب من الجنوب والساحل.وكان الشيخ الصفاقسي زيادة عن تخصصه في الرياضيات والفلك ضليعاً في العلوم الحديثة واللغوية واشتغاله بالأدب والشعر.يدور شعره في قصيدة غزلية واحدة، وأغلب شعره يدور حول المدح والرثاء.