
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعمــانُ يــا صـاحِ فـتىً
ذو حســــــب ونســـــبِ
قضـــى بفــوز زمــن ال
درسِ ودَوْرَ الطلــــــــبِ
حتى ارتقى في الشرع وال
شـــــعر وعلــــم الأدب
وكــــل فــــن نـــافعٍ
مثقـــــــف مهــــــذب
مـــن غـــابر وحاضـــر
فــــي عجــــم وعـــرب
لكنــــه لا يعــــرف ال
ســـعي وطــرق المكســب
بمـــا لـــديه يكتفــي
مـــن الأقـــلِّ الأقـــرب
إن أبصــر التــاج بـرأ
س جاهـــــل لا يغضــــب
أو هضــم الـدهرُ الظلـو
م حقـــــه لا يتعـــــب
أو وجــد الصــاحب عــن
ه معرضــــاً لا يعتــــب
ومـــالَ مرجـــانَ مبــا
حـــاً نهبُـــهُ لا يَنْهَــبِ
لغيــر وقـع الـوعظ فـي
فـــؤاده لـــم يطـــرب
ســــــميره يراعـــــه
وراحـــه فـــي الكتــب
ينظــر فـي فعـل العبـا
د والزمــــان القُلَّـــب
مقارنـــــاً أيـــــامه
بســـــالفات الحقــــب
فتـــارة فـــي راحـــة
وتــــارة فـــي تعـــب
يبـــدو الســرور مــرة
فـــي وجهــه كــالكوكب
ومـــرة يعلـــوه مُـــغْ
بَـــرُّ الأســى كــالغيهب
وقـــد تـــراه ناهضــاً
كالقســــور المضـــطرب
ثـــم يميـــلُ واهنـــاً
مستســـــلماً للعطــــب
حيَّــــرَ بـــالَ أهلِـــه
وقـــــومه والصـــــحب
لــم يعلمــوا لمدهشــا
ت أمـــره مـــن ســـبب
هـــذا يقــول علَّــهُ اعْ
تَــــلَّ بـــداءٍ عصـــبي
وذا يظــــــن أنـــــه
صـــريع بنـــت العنــب
وذا يقـــــول صــــاده
لحـــظ غـــزال ربـــرب
وغيــــر هـــذا كلـــه
داءُ الفـــتى المكــتئب
ووالـــــداه يبكيــــا
نــــه بــــدمعٍ ســـرِب
وينــــــدبان حظَّـــــه
فـــي عمــره المنتهــب
والـــده يقـــول يـــا
ولـــي عهـــد منصـــبي
نعمــان يــا أرشــد أب
نـــائي وبـــدء عقــبي
يــا معقــل الأسـرة بـع
دي عنــد وقــع الكــرب
أصــابني الــدهر ومــا
أمــــــرّه إن يُصـــــِبِ
عـــدمت فيـــك عضـــداً
أرجـــوه عنــد النــوب
وأمــــه تقـــول يـــا
نعمـــان يـــا معــذبي
قضــيت فيــك العمـر أر
جــو منــك نيــل أربـي
وأن أراك رجلاً
بيــن الرجــال النجــب
لـــدى الأميــر فــائزاً
منـــه بأســمى الرتــب
عســاي أنســى مـا مضـى
مــــن ســــهر ونصـــب
فلــم أجــد منــك سـوى
شـــواغلاً برّحـــن بـــي
فلــم يحــل عــن أمـره
نعمــــان أو ينقلــــب
كـــانت لـــه قريبـــة
ذات ذكـــــاء عجـــــب
بـــاهرة الجمــال غــض
ضـــَةُ الشــباب القشــب
أتــــت حِمـــاهُ مـــرة
زائرة فـــــي رجـــــب
فســاءها أمــر الفــتى
شــأن القريــب الطيِّــبِ
وحـــاولت كشـــف خفــي
ي ســــرِّه المســــتَغرَب
فــــــدخلت غرفتـــــه
كالشـــمس لــم تحتجــب
وســـلَّمت وعـــن ســـوى
إشـــفاقها لــم تُعــرِب
وســـألته شـــرْحَ حـــا
لــه المخيــف المرهــب
فقــال يــا نعمــى رأي
ت أمـــتي فـــي وصـــب
خائبــة المســعى وَســَعْ
يُ خصـــمِها لـــم يخــب
وأمــــره فـــي صـــعَدٍ
وأمرهـــا فـــي صـــبب
وكــــل فـــرد ذاهـــب
فــي الغــيّ كــل مـذهب
مشـــتغل عـــن الحمــى
بلهـــــوه واللعـــــب
إذا دعــــاه للمتــــا
ب مرشـــد لـــم يتـــب
حــتى إذا الخصــم سـطا
بـــــويله والحـــــرب
بـــاتوا أمــام هــوله
ديكـــاً أمـــام ثعلــب
واســتنجدوا بـالكلب أو
بــــالقط أو بـــالأرنب
وغفلـــوا عـــن أســـد
مســـــتيقظ مقـــــترب
يرعـــــاهم بمقلـــــة
ســــاهرة لـــم تغـــب
مـــن يـــدعه لنصـــرة
علـــى العـــدو يُجِـــب
حــتى قضــى عليهــم ال
خصـــم بشـــر الكـــرب
مشـــــتفياً بضــــربهم
مســــتأثراً بالســــلب
مــن منهــم لـم يمتلـئْ
رعبــاً ومــن لــم يَشـِب
مــن يــرضَ بالـذل هـوى
ومـــن أبـــاه يهـــرب
فلا أرى فيهــــم قُـــوَىً
علــى العــدو المــذنب
ولا أرى فيهــــم هـــوىً
إلـــى الإلــه والنــبي
وصـــار يبكــي مثلمــا
يبكــي صــغار المكتــب
إن يســمع الصــخر أنـي
نَــــهُ الأليـــم يَـــذُبِ
قــالت لــه يفـديك يـا
نعمـــان أمـــي وأبــي
العيــش بحــر والــورى
فيــــه كجيـــش لَجِـــب
والمــرء مـن كابـد فـي
تيـــــاره والعَبَـــــب
حـــتى يصـــير دَرِبـــاً
يســــــبق كـــــل دَرِب
وقــــد أراك غارقــــاً
فـــي مــوجه المضــطرب
لا صـــــحة تملكهـــــا
ولا قليــــــل نشـــــب
هــب أن قومــك اســتفا
قــوا مـن خمـار الرِيَـب
واتقـــــدت غيرتهــــم
علــى الحمــى كــاللهب
وحــــاولوا تخليصــــه
مـــن ذلـــك المغتصــب
وانتخبـــــوك ســــيداً
لعمــــــل منتخَــــــب
فهـــل إليـــه ترتقــي
بالســــبب المنقضــــب
وإن دعــــوك قــــائداً
تســـوس أمــر المــوكب
فكيـــف تـــدبيرك فــي
أمــر القنــا والقضــب
أو آنســوا منــك خطــي
بــــاً ذا لســــان ذَرِب
فمــا تــرى وأنــت لـم
تعتـــد مقــام الخُطَــب
نعمــان دع هـذا الـذهو
ل والخمــــولَ اجتنـــب
واســع إلـى الصـحة وال
مجـــد وجمـــع الــذهب
ليقتـــدي بـــك الــذي
ن أصـــبحوا فــي ســغب
حالــك أصــلح يـا نصـو
ح ثــم أحــوال الغــبي
بنفســك ابــدأ ثـم فـي
إصــــلاح قومــــك ادأب
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).