
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحبَّهــا وهـي تخفـي حبَّـه أدبـا
وظنهــا جهلـت نجـواه فانتحبـا
يشـكو إليها تباريح الغرام فلا
تجيبــه فيـبيت الليـل مكتئبـا
حـتى إذا خاف أن يقضي أسىً وجوىً
أمضـى إليها كتاباً فيه قد كتبا
حبيبة القلب ما هذا الجفاء وقد
أبكَى أليمُ بكائي الترك والعربا
لئن بقيـت علـى الهجـران قاسية
أضـحى الثرى بدمي يا ميُّ مختضبا
تلـت رسـالته حـرَّى الجوانـح لا
تـرى إليـه لتبـدي شـجوها سببا
وبعـدما هجعـت هبَّـت فأوقـدت ال
مصـباح مملـوءة مـن وجدها لهبا
وأبــدعته جوابـاً لا يغـادر فـي
فـؤاد مفتونهـا خوفـاً ولا ريبـا
قلــبي بحبـك مشـغول كحبـك لـي
فلا تَرُعْنِــي بعتـب زادنـي تعبـا
فـإن لبثـت مسـيء الظـن متهمـاً
كـدرتَ عيشـيَ بل أوردتَني العطبا
وأودعَتْــهُ بريــد الليـل آمنـة
لا تعـرف الحذر المعتاد والرهبا
واسـتيقظت وهي لا تدري بما صنعت
ولـو درت فضلت من خوفها الهربا
تلا الرســالة فاشــتدت عزائمـه
مستبشــراً وتَثَنَّــى عطفُـهُ طربـا
وظنهــا جهـرت بالسـرِّ واعـترفت
فـي يقظـة فتمـادى يرسل الكتبا
ولـم تجبـه فكـاد الغيـظ يقتله
وبـات بين الهوى والداء منتهبا
وعـاده والـد الحسـناء وهو طبي
بـه فـأدرك سـر الـداء فاضطربا
وكـان طـالَعَ بَيْتَـيْ بِنْتِـهِ وهمـا
أمـام عاشـقها الولهان فانقلبا
وأبلــغ الأم هـذا الأمـر يكـبره
فاستعطفته فأخفى الغيظ والغضبا
وأطلعاهـا على البيتين فانتفضت
تقـول مـا ذاك إلا حادثـاً عجبـا
الخــط خطَّــي ولا أدري وحقِّكمــا
مـتى كتبـتُ ولا أدري مـتى ذهبـا
قـالا أتهـوينه قـالت وقـد خجلت
نعـم وإن كان هذا عنكما احتجبا
فزوجاهــا بمـن تهـواه فاتحـدا
مُنَعَّميـنِ برغـدِ العيـشِ واصـطحبا
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).