
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غضـــبتمُ ورهيـــبٌ منكـــمُ الغضــبُ
للحـــق ينزعـــه بـــاغ ويســـتلبُ
هــل السياســة فــن مــن قواعــده
عنـد العتـاة الـدهاة الختل والكذب
دعــــوهمُ وســــجاياهم ومـــؤتمراً
للظلـم مـا قـرأوا فيـه ومـا كتبوا
ورابطـوا في المضيق الصعب وانتظروا
فيـــه وفـــودهم تـــترى وتنتــدب
وراءكـــم جيــرة زالــت خصــومتهم
دأبتـمُ فـي رضـاهم مثـل مـا دأبـوا
وهكــذا بينكـم يقضـي الزمـان بمـا
لــم تقضــه بينكــم قربـى ولا نسـب
يـا قـادة الشـرق حسـب الشرق تكرمة
وحســـبكم هــذه الألقــاب والرتــب
إن الألـى هربـوا مـن بطشـكم رجعـوا
يطــاولونكمُ مــن بعــد مـا نكبـوا
مســـتنجدين بمــن أغراهــمُ عبثــاً
والـذنب مـا حملـوا منـه وما ركبوا
عودوا إلى البأس بعد اللين فهو لكم
قـد يفعـل البـأس مـا لا تفعل الخطب
لاحـــق للشـــرق إلا فـــي معــاقله
والحــق منقلــبٌ فـي الغـرب مغـترب
هـل يملـك الحكـم فـي لـوزان خصمكمُ
ودونــه فــي ســوى لــوزان مضـطرب
مــا كــان كــرزون بـالموفي لأمتـه
ودون مــا يبتغيــه الهـول والنـوب
مــا حجــة الخصــم والأيـام تخـذله
علـى كـرام الضـحايا بعـد ما غلبوا
إن حــاربوكم جميعــاً حـول موصـلكم
تنــازعوا دونهـا بـاغين واحـتربوا
مازيتهـا الفـائض الموفـور غـايتكم
لكنهــا الأهــل والجيــران والصـحب
لــم تـألفوا أن ناسـا فـي مسـاومة
مـن بيـن مـا يأخـذ الباغي وما يهب
هـل يرغـب الكـرد في استقلالهم زمناً
مـن بعـدما ابتلـت اسـتقلالها العرب
ليــس النــبيُّ بجـدٍّ للألـى انقلبـوا
إلـى المغيـر علـى مثـواه وانتسبوا
وهـم سـبيل إلـى الـبيت الحـرام له
وهـم إلـى المسـجد الأقصـى لـه سـبب
وخــارجٍ عبــد الــدنيا كمـا عبـدت
تلــك التماثيــل والأصـنام والنصـب
فــي كــل واد لــه عـرشٌ بنتـه يـدٌ
رضـــوانُها غضـــبٌ إحســانها تعــب
يكــاد بالجــالس المرتــاب يقـذفه
تنكُّــر القــوم والتعريــض والشـغب
هـل يخلـع الطاعـة العظمـى ليملكـه
مــن ذلـك السـلب الـديباج والـذهب
ويـــترك الملأ الأعلـــى إلـــى ملأ
كالصــلِّ ينســاب أو كالـذئب ينسـرب
عنــدي لأنقــرة نجـوى الضـمير ولـي
فــي مكـةَ الشـبهات اليـوم والريـب
تَهْـوِي القلوب إلى البيت الحرام ولا
تَهْــوَى قــبيلاً علــى حراسـه وثبـوا
لــم يشــك جـدباً ولا فقـراً فتعـوزه
مــن غيــر خـالقه الأنـواء والسـحب
بـــدت ســرائرُ خــوّانين واشــتهرت
وإن تنكَّـــر خوّانـــون واحتجبـــوا
الطفـل فـي المهـد أزكـى في عشيرته
مـــن بـــالغ شـــقيت أمٌّ بــه وأب
يـا جيـرة الـترك والماضـي لكم عظة
جـافيتموهم وأغضـوا بعـد مـا عتبوا
فهــم وأنتــم ســواء فــي معاملـة
إن تبعـدوا بعـدوا أو تقربوا قربوا
ولــو خلــت لكــمُ أوطـانكم لرضـوا
لكنهـــا لغـــزاة حولهــا ضــربوا
هــل انشــققتم أم اسـتقللتمُ وإلـى
حريـــة أم إلــى رقٍّ بكــم ذهبــوا
فلـو رجعتـم إلـى الحسـنى لكان لكم
إلـــى صـــحابتكم رجعَــى ومنقلــب
مهمــا طلبتـم مـن النعمـى لأنفسـكم
فلـن تزيـدوا غـداً عمـا لكـم طلبوا
ودعـــوة لمعيـــد الشــرق ســيرته
مــاجت دمشــق بهـا واستأنسـت حلـب
ســـارت كـــأن أســـاطيلاً تشــيعها
مثـل الجبـال عليهـا الجحفـل اللجب
تجــاوز الهنــد مرماهــا ورددهــا
خلــف البحــار دويُّ الرعــد يصـطخب
إنــي لأشــفق مــن يــوم علــى دولٍ
يقضـي الحديـد عليهـا فيـه واللهـب
فلا يـــروَّع أقـــوام بمــا خســروا
ولا يمتـــع أقـــوام بمــا كســبوا
ويطلــب المهــل والزقــوم طاغيــة
أمضــــَّهُ ظمــــأٌ أو عضـــَّه ســـغب
ممالـــك الشــرق والإســلام تــذكرة
فالشــرق أســوان والإســلام ينتحــب
أيــن الأمانــة والميثــاق بينكــمُ
والــبيت منتهــب والقــدس مغتصــب
مجـد الرجـال علـى مقـدار ما بذلوا
مـن الـدم الحر لا الدمع الذي سكبوا
ذوودا عـن الـوطن الغـالي وعـن شرف
بــذل النفـوس لـه بعـض الـذي يجـب
ومـــن أراد حيـــاة العــز طيبــة
فـــالأرض تحملــه حــراً أو الشــهب
يــا وافــدَ الشـرق جوَّابـاً بلا سـندٍ
فـي الغـرب ينتظـر العقـبى ويرتقـب
مصـــير كــل قبيــل بعــد جــولته
مـا خطـه فـي فـروقَ الفتيـةُ النجـب
فصـل الخطـاب لهـم بعـد القضاء غدا
فـي سـائر الأمـر جد القوم أو لعبوا
أيــن الســلام وأيـن العـاملون لـه
وأنــــه أمــــل الأبــــرار والأرب
كـــلٌّ يمـــد وراء الغيــب غــايته
وليــس يعلــم مــا يـأتي بـه رجـب
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).