
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـابروا فـي مـداك أم أكـبروه
وأبــوا مــا صـنعت أم تبعـوه
والمـراد الصـحيح مـا أعلنـوه
بعــد صــمت أم الـذي أضـمروه
وفـرار مـن فرصـة الدهر ما شا
ءوا مــن المطـل أم دلالٌ وتيـهُ
مـا لهـم أغفلـوا كتابك ثم ار
تــدَّ فيهــم زعيمهــم يتلــوه
أيـــدوه فأيــدوك وهــل غــي
رُ الــذي أنــت طــالب كلَّفـوه
قـــدر ســقته فــآمن بــالعق
بــى وحســنِ المصـير منتظـروه
واتقــاه الغضــاب فاسـتمهلوه
واسـتعادوا الصـواب فاستعجلوه
وتلقــوا دليلــك الضـخم منـه
يســتزيدون بعـد مـا انتقصـوه
إنمـا العهـد مـا كسبت وإن سم
مــوه غيــر اسـمه وإن أوَّلـوه
سـاوموا في الرضى به واستحلوا
ثمنــاً للرضــى وقــد قبضــوه
أخـذوا الأجـر قبـل أن يسـتحقو
ه ومــــن يســـتحقه حرمـــوه
كـل مـا أنفقـوه للـوطن الغـا
لـي فـداء لـو صـح مـا زعمـوه
ولهـم نفسـي التي ليس لي اليو
م سـواها لـو جـاز مـا فرضـوه
آن ميعـادهم أيصـدق مـا امتـد
دت بـــه ألســنٌ ودارت وجــوه
ودنـت سـاعة الرحيـل فهـم يـغ
نيهــمُ للرحيــل مــا مهــدوه
وأتـى الـبرق بالروايـات ألوا
نــاً فهــل صــدقوه أم كـذبوه
وتمـام الرضـى بمـا رد مـن حق
قٍ مُضـــِيْعُوه لا بمـــا أولــوه
ليتهم يملكون ما استبقوا السُبْ
لَ إليــه ومــا هــمُ مزمعــوه
فـإذا أفلحـوا اسـترحت وإن هم
أخفقـوا بعـدُ فهـو مـا ألفـوه
كـم تمنيـت أن ترى لك في الخي
رِ شــبيهاً فهـل يجيـء الشـبيهُ
وحــبيب إليـك أن يقـدروا مـا
أنـــت آت بـــه ويســـتكملوه
أنـت ذو الحـق لا تبـالي أحبـو
ه علـــى حــالتيه أم كرهــوه
ســجلته لــك البلاد فمــا فـي
عبــث الحاســدين مــا يمحـوه
وســعت نفســك المكـاره منهـم
والعتــاب الـبريء لـم يسـعوه
ومضـوا يمرحـون فـي جـدة الحا
ل وممــا نســجت مــا لبســوه
واسـتباحوا كرامـة لك في الحك
مِ وأنـت الشـريف فيـه النزيـهُ
واســتخفوا بكــل عبــء فلمـا
حملـوا اليـوم عـبئك استثقلوه
وابتغـوا ثـأرهم سـؤالاً ولـولا
أنـه الفضـل منـك مـا أدركـوه
واشـتفوا منـك فـي رجال أطاعو
ك وأرضـــوك بالــذي أنفــذوه
خلــة يســتوي هنالــك مـن ول
لَــوه فــي شـرها ومـن عزلـوه
والـذي كـان يشـتكي حكمك العد
لَ طغــى حكمــه فهــل تشــكوه
قــد بلاك الزمـان فيـه فـأبلي
تَ وهــــذا زمـــانه يبلـــوه
أيعيبــون بعــد عهــدهمُ مــا
لســواهم فــي عهــدهم ســنّوه
ليتهـم فـي الحكومة اتخذوا إح
دى سـجاياك فـي الـذي اتخـذوه
هيــن بغيهــم عليــك إذا لـم
يــؤذهم بغيهـم ومـا اجـترحوه
فـي سـبيل البلاد أم لهـوى شـي
طــانهم مـا لهجـوك اسـتأجروه
أنــت أم ذلـك المسـيطر أولـى
بالعــداء الـذي لـك الـتزموه
قربتهـم إليـه فوضـى المقـادي
رُ فجــاروا عليــه واسـتعطفوه
واسـتعانوا عليـك بالود والزل
فـــى إليــه كــأنهم أمنــوه
أغضـــبوه تجـــارة ثــم دارو
ه عســـى يعرفــون أن يرضــوه
وإذا ألزمــوه عهــدك لـم تـع
وزهـــمُ بعـــد قــوة تجلــوه
قلـق الهنـد عـون مصـر وأهلـي
هـا علـى مـا لسـلمها اشترطوه
وكفـى القـوم أن مصـر طريق ال
هنـد والحـارس الـذي ائتمنـوه
أيــود العــدو صــلحاً ولا يـص
طلـح اليـوم فـي الحمـى أهلوه
إنمـا العـابثون بـالوطن الغا
لــي بنــوه إذا تجـافى بنـوه
ولقـد تـذهب الضـغينة لـولا ال
كـاتب الفـظُّ والخطيـب السـفيهُ
يتغنّــى بخطبهــم وهــو يجـري
فـي الـدم الطـاهر الذي بذلوه
أنـا مـن طـالب الغريـم وقاضا
ه وعــاداه قبــل أن يعرفــوه
جـل فيهـم وفيـك شعري وليت ال
قــوم يـوم احـترمته احـترموه
لـــم تنبههــمُ عظــاتيَ حــتى
جــاءهم مـن عواصـفي التنـبيهُ
لهـم العـذر في الذي هم مسيئو
هُ وشــكر الــذي هــمُ محسـنوه
ولـك الصـبر مـا استطعت عليهم
علَّهــم يبلغــون مــا ترجــوه
وعليـك الضمان إن أبرموا العه
دَ وعـــادوا وإن هــمُ نقضــوه
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).