
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـــدقتْ دعــوتي وحــق رجــائي
وتلاقــــتْ ضـــمائرُ الزعمـــاءِ
طـال فـي همهـم بلائي وحسـبي ال
يــومَ أنــي شــهدت عقـبى بلائي
ورأيـت السـراةَ فـي عـدةِ الشـم
ل جميعـــاً والجبهــةِ الشــماءِ
ليـس فيهـم ولو أحاطَ بما في ال
غيـــب ذو الكبريـــاءِ والخُيَلاءِ
أقبلــوا والغريــمُ بـادٍ رضـاه
بعــد إعراضــه وطــول الإبــاء
يعـرض اللطـفَ بعـد تجربـةِ العن
ف ويبغـي الصـفاءَ بعـد الجفـاء
ويـرى للشـباب فـي الثورة العذ
رَ كمـــا للشـــيوخِ والكــبراء
أرهبـوا العاتيَ العتيدَ بها وال
جنــدُ ملـءُ الغـبراءِ والزرقـاء
واصطلوا نارها وقد غالبوا النا
ر بمـا سـال مـن طهـور الـدماء
ولعِّـــل الــذي أؤبِّنُــه اليــو
م وأرثيـــه آخـــر الشـــهداء
يـا رجـالَ القضـيةِ الضخمة العس
راء بيــن الطغــاةِ والأبريــاء
لـم يعـد من تفاضلٍ بينكم في ال
أمـــرِ إلا تفاضـــل الشـــركاء
كــل جـزء مـن البنـاء إذا صـح
حَ متــــمٌّ لســــائر الأجـــزاء
ليـس فـي القلة الكلامُ وفي الكث
رةِ بيــــن الأخلـــةِ الأكفـــاء
إنمـا العـدُّ والحسـابُ لمـا يُـح
ســن كــل إمــرئٍ مــن الأشـياء
عبـث أن يظـن فـي الصـيف فـوزاً
عامــلٌ قبـل فـوزه فـي الشـتاء
وهبـاءٌ عـدُّ الغنـائم فـي الهـي
جـاءِ قبـل الـدخولِ فـي الهيجاء
قسـمة العبـء بعـدها قسمة السل
طــان بيــن النُّـوابِ والـوزراء
موضــُع الحـاكمين والأمـرُ شـورى
بينهــم مثــل موضــع الأُجَــراء
جــاء بالعهــدِ خصــمُكم فخـذوه
وثقــوا مــن ضــمانه بالوفـاء
وأجــاز البقــاءَ حــولكم مــن
كــان عنكــم مطالبــاً بـالجلاء
وهـو أولـى لمصـرَ إن كـان لا بد
دَ لهـــا مــن أولئك الحلفَــاء
وإذا الأمـــة اســتقرتْ وخِفتــم
أن تعـودوا بهـا إلـى الشـحناء
فاسـْترِيحوا من محنةِ الحكمِ يوماً
ودعــــوه لدولـــةِ الشـــعراءِ
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).