
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا واصـفَ العـرب الكـرام لأمـةٍ
فيهــا ذمــامٌ للحجــى وذِمــارُ
ومُكرِّمـــاً للجاهليـــةِ فِطـــرةً
حَســَدتْ عليهــا بيـدَها الأمصـارُ
ومعيـدَ ذاك الجيـلِ سـيرَته كمـا
شــهد العيــانُ ودلــتْ الآثــارُ
وممثـــل الأخلاقِ طـــاهرةً كمــا
بــدت النجــومُ وفـاحت الأزهـارُ
ومفســراً للغــرب كيــف تملكـتْ
فـي الشـرق أهـلَ النجدةِ الأشعارُ
ولربمــا أضـحوا ومـن شـعرائهم
ملـــك مطـــاع بينهــم قهــارُ
نعمـت شـهادتك الـتي زادوا بها
عطــفَ الغريــب وحبـذا الإقـرارُ
أنصـفتَ بـالخبر اليقيـن معاشراً
ظَلمَتهــمُ مــن قبلــك الأخبــارُ
أكــبرتَ عشــقهمُ وعفتهــم ومـن
يـأبى الشـرابَ وفـي حشاه النارُ
ووفــاءَ ربــات الجمـال وإنمـا
عنــد الحــرائر يَشـرُف الأحـرارُ
ووقفــتَ واسـتوقفتَ فـي أطلالهـم
يهتاجــك التحنــانُ والتَــذكارُ
ومشـيتَ بيـن ربـوعِهم فـي روضـةٍ
أثمارهــــا الآداب والأفكــــارُ
لـن يُبلـيَ الإعصـار رونقَهـا وإن
أبلـى الـديارَ وأهلَهـا الإعصـارُ
شــاقتنيَ الأخبــارُ حـتى أصـبحتْ
وكأنمــا فــي مســمعي أوتــارُ
وأرانـيَ القـوم الحديثَ فأصبحوا
وكـــأنهم فــي نــاظري حُضــارُ
لـو كـانت الـذكرى تعيـد موَليّاً
منهــم لعـاد السـمحُ والمغـوارُ
طــابت غرائزهـم فلمـا فـوجئوا
بنـبيهم عرفـوا الطريـق فساروا
ومضــت عزائمهـم فلمـا جاهـدوا
أخــذ الممالــك ذلــك التيـارُ
فـإذا وفَيْـتَ لهـم فـأنت صديقهم
وإذا رعيتَهُـــمُ فــأنت الجــارُ
ذكَّـرتَ مصـرَ بـذلك الفتـح الـذي
أنســـتْ بــه آبــاؤك الأبــرارُ
عرضوا الممالك وابتلوا أحكامها
شـتى إلـى أن خُيِّـروا فاختـاروا
إن رحبـوا بالمسـلمين وأخلصـوا
لهُـــمُ فهـــم لمحمــد أصــهارُ
إن الـــذي قـــدمتَه لتفـــاؤل
بالمقبــل المــأمول واستبشـارُ
فــإن احتفـت بـك عصـبةٌ مصـريةٌ
فقــد احتفـت بـك هاشـمٌ ونـزارُ
يـا ليتنـي بيـن القبـائل طائفٌ
وعلــيَّ مــن نعـم الإمـام شـعارُ
أدعــو وأوقــظ كـل سـاه خامـل
حـــتى تعــودَ حضــارة وعُمــارُ
وأضــمهمْ حــولَ الهلال ليفتـدوا
وهــمُ حمــاةُ الملــك والأنصـارُ
تُرضـي بنـي عثمـانَ منهـم ألفـةٌ
أولــى بأصـدقِ مـن يفـي ويغـارُ
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).