
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكــبرت خطبـك والخطـوب عظـامُ
والأرض ســيلٌ والســماء ضــرامُ
فيـك الليـالي حاربتنـا بينما
تطـوى الحـروب وتسـكن الأقـوام
ونعتك مصر إلى الحجاز فكان ما
دوى العــراق بـه وضـج الشـام
عـوجلت فـي غالي شبابك فاختفى
نجـمٌ وأغمـد فـي الـتراب حسام
وعرفـت معنى الموت وهو أشقُّ ما
شــقيت بــه الألبـاب والأفهـام
مـا كـان أزكى العامَ وهو ممهّد
للصــلح لـولا أن طـواك العـام
قـد كنـت أولـى بالمظـاهر حية
لا بالمــآتم فــي البلاد تقـام
وأحـق بـالعمر الطويـل تحـوطه
بعــد المكــاره راحــة وسـلام
لـك مـن فضـائلك المجيدة رتبة
ومـن المكـارم والعفـاف وسـام
ولئن سـكنت الخـدر وهـو مقـدس
فكمــا تضــم الزهـرة الأكمـام
ولقــد وقفــت وللحجـاب قضـية
شــغلت بهــا الأفــواه والأقلام
مـن مفرطيـن أبيتِ أن يستغرقوا
ومُفرِّطيــن أبيــتِ أن يتعـاموا
فغــدوت باحثــة ورحـت رشـيدة
والنقــض فـي ناديـك والإبـرام
وظهـرتِ بالرأي الذي بهر النهى
وأمـــده التجريــب والإلهــام
فـي كـل نـاد مـن يراعـك سامر
ولكــل بيــت مـن هـداك إمـام
ملكــاً نزلــت فســايرتك ملائكٌ
ممـن ألفـت مـن القصـور كـرام
فرعيــت أخلاقـاً وصـنت عقـائداً
كــادت بهــا تتعــثر الأوهـام
وحملـت فـي عبـء البلاد وأهلها
مـا لا يطيـق الفاتـح المقـدام
وشـرفت بالنفس الكريمة قبل ما
شــرفت بــك الأخـوال والأعمـام
أغنــاك عــن نسـل وعـن ذريـة
مــا خلــدت مـن ذكـرك الأيـام
تتناقـل الأجيال فضلك في الحمى
مـا دام فيـه النيـل والأهـرام
راعتــك آلامُ الممالـك فـانتهت
تلـــك الشــجون إليــك والآلام
فقضــيت رفقـاً بـالبلاد ورحمـة
والرفـق منـه أسـىً ومنـه سقام
تبكـي العقـائل قدوة فُطِرت كما
تختــار مصــر ويــؤثر الإسـلام
يـذكرن فضـلك مـا جرى قلم وما
قـــامت صـــلاة بــرَّةٌ وصــيام
يـا بنـت شاعرنا وقاضينا الذي
عــزت بــه الأشــعار والأحكـام
وقرينـة العربـي وهـو أبـر ما
ترعــى عهــود عنــده وذمــام
خفقـت لـك اليوم القلوب توجعاً
وجــوىً وكــم خفقـت لـك الأعلام
عزيـت فيـك الدين والدنيا معاً
ونظمــت فيــك الـدر وهـو كلام
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).