
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نصــيحُكما فيمــا يقــولُ مُريـبُ
وشــأنُكما فــي اللائميـنَ عجيـبُ
وإن الــذي أسـرفْتُما فـي ملامِـهِ
بـهِ مـن قِـراعِ الحادثـاتِ نُـدوبُ
فمــا ســَمْعُه للعــاذِلاتِ بعُرضـةٍ
ولا قلبُـــه للظـــاعنينَ جَنِيــبُ
إِذا مـا أتيـتُ الغَوْرَ غورَ تِهامة
تطَلَّـــعَ نحــوي كاشــِحٌ ورقيــبُ
يقولـون مَـنْ هذا الغريبُ وما لَهُ
وفِيــمَ أتانــا والغريـبُ مُريـبُ
غَـدا فـي بُيـوتِ الحي ينشُدُ نِضْوَهُ
ونحــن نــرى أَنَّ المُضــِلَّ كَـذُوبُ
وهـل أنـا إلا ناشـِدٌ فـي بُيوتِهم
فــؤاداً بــه ممــا يُجِـنُّ نـدوبُ
ومـاذا عليهـم أنْ يُلِـمَّ بأرضـهمْ
أخـو حاجـةٍ نـائي المـزارِ غريبُ
ومــا راعَهــمْ إلا شـمائلُ ماجـدٍ
طَـــروبٍ أَلا إنَّ الكريــمَ طــروبُ
ولـو نامَ بعضُ الحَيِّ أو غابَ ليلةً
لقــرَّتْ عيــونٌ واطمــأنَّ جُنــوبُ
خليلـيَّ بالجَرْعاءِ من أيمَن الحَمى
هـل الجـزعُ مرهـومُ الرياضِ مَصُوبُ
وهـل نطفـةٌ زرقاءُ ينقشها الصَّبَا
هنالــك سَلســالُ المـذاق شـَروبُ
فعهـدي بـه والدهرُ أغيَدُ والهَوى
بمــاء صــِباهُ والزمــانُ قَشـِيبُ
وبالســَّفحِ مَوْشـِيُّ الحـدائقِ آهـلٌ
وبــالجِزْع مَـوْلِيُّ الريـاض غريـبُ
بأبطــحَ مِعْشــابٍ كــأن نســيمَهُ
ثنـاءٌ لمجـدِ المُلْـكِ فيـه نصـيبُ
هـو الأزهـرُ الوضـَّاحُ أَمّـا مَهـزُّه
فلَـــدْنٌ وأمّــا عُــودهُ فصــليبُ
ذَهـوبٌ مـن العليـاءِ في كلِّ مذهبٍ
وَهــوبٌ لمـا يحـوي عِـداهُ نَهـوبُ
يُشــَيِّعُه فــي مـا يـرومُ فُـؤادُه
إِذا خَــانَ آراءَ الرِّجــالِ قُلـوبُ
منــوعٌ لأطــراف الممالـك حـافظٌ
جَمُـــوعٌ لأشـــتاتِ العَلاءِ كَســُوبُ
أخـو الحَزْمِ أَمّا الغورُ منه فإنَّه
بعيــدٌ وأَمّــا المسـتقَى فقريـبُ
يَنـوبُ عـن الأنـواءِ فيـضُ يمينـهِ
ويُغنـي عـن البيضـاء حيـن تغيبُ
ويرفَــضُّ نُجْحَــاً وعــدُه لعُفَـاتِه
وبعضــُهمُ فــي مـا يقـولُ خَلـوبُ
مُــدَبِّرُ مُلــكٍ لا تنــي عَزَمــاتُه
إِذا مـا ترامـتْ بـالخُطوبِ خُطُـوبُ
وحــامِي ذمــارٍ لا تـزالُ جِيـادُه
تحـومُ علـى ثَغْـر العِـدَى وتلـوبُ
بـهِ انتعش المُلكُ المُضاعُ وأقبلتْ
تــوائبُه بعــدَ الفــواتِ تثـوبُ
أقامَ عمودَ المُلك بالشرق وانثنى
إِلـى الغـربِ نَـاءٍ حيثُ كان قَريبُ
ولمـا سـما للبغـي ثـانِيَ عِطْفِـه
طَمــوعٌ لأقصــَى مـا يُـرامُ طَلـوبُ
وضــَمَّ إِلـى ظِـلِّ اللـواء عصـابةً
مقــاحيمَ تُــدعَى باسـمه فتُجيـبُ
وضـاعتْ حقـوقُ المُلـك إِلّا أقلَّهـا
وكــادتْ ظُنــونُ الأوليـاءِ تَخِيـبُ
وأيقــظَ أبنــاءُ الضـَّلالةِ فتنـةً
تهالَــكَ فيهــا مُخطِــئٌ ومُصــيبُ
أُتِيـحَ لهـا شـَزْرُ المريـرةِ مُقْدِمٌ
علـى الهَـول مصحوبُ الجَنانِ مَهيبُ
سـَرَى يطردُ الجُرْدَ العِتاقَ سواهِماً
ترامَـى بهـا بعـدَ السـُهوبِ سُهوبُ
مـوارِقُ تمتـاحُ الغبـارَ وقد طَوى
شــمائلَها طَــيَّ الــرداءِ لغُـوبُ
إِذا مـا لبسـنَ الليلَ طفلاً خلعْنَهُ
عليـه ووَخْـطُ الصـُبحِ فيـه مشـيبُ
لهـا مصـَّةُ المـاء القَراحِ ونشطةٌ
مـن الـروض والمرعَـى أعـمُّ خصيبُ
يــؤُمُّ بهـا أرضَ العـراق مُشـَاوِرٌ
وقـد عـاثَ في السَّرْحِ المسَيَّبِ ذيبُ
هجمـنَ عليهـا بالقنابـل والقَنَا
تَمُــورُ علــى أكتــافهن كعُــوبُ
تعاســلنَ أطـراف القُنـيّ كأنهـا
جَــرادٌ زهتهــا بالعَشــِيِّ جَنُـوبُ
وفـي سـرعانِ الخيـل رائِدُ نُصـْرةٍ
لـه مـوطِيٌء أيـنَ اسـترادَ عَشـيبُ
يَــرُدُّ دبيــبَ المـارقين بوثبـةٍ
وهــل يتســاوى وثبــةٌ ودَبيــبُ
أمـرَّ لهـم عقـدَ المكيـدةِ حـازمٌ
بصــيرُ بــأدواءِ الخُطـوب طـبيبُ
تنـام العِـدَى من كيدهِ وهو ساهرٌ
وتفتُــرُ عمَّــا هَــبَّ وهــو دَؤُوبُ
إِذا أضـمروا كيـداً تـدلَّى عليهم
عليــمٌ بأســرارِ الغُيـوب لَـبيبُ
ومـا أُتِـيَ المغرورُ فيمن برى له
مـن الحـزمِ لـولا مـا جَناهُ شَعُوبُ
أرادَ وقــد حـاقَ الشـقاءُ بجـدِّهِ
مغالبــةَ الأقــدارِ وهــي غلـوبُ
ولـم يكـن المقـدارُ فيما علمْتُهُ
لِيُســْعَدَ عبــداً أوبقَتْــهُ ذُنـوبُ
سـرى نحـوَهُ الحَيْنُ المُتاحُ ودونَهُ
بِســـاطٌ لأيــدي اليَعْمُلاتِ رحيــبُ
وعـاجله المقـدارُ مـن دون بغيه
وللبغــي ســيفٌ بالـدماءِ خَضـِيبُ
ولـم يَـدْرِ أَنَّ العـزَّ كـان رِداؤُهُ
مُعَـاراً إِلـى أن خَـرَّ وهـو سـليبُ
وأُقســِمُ لــولا يُمْـنُ جَـدِّك قُطِّعَـتْ
رِقــابٌ وعُلَّــتْ بالــدماءِ جُيـوبُ
هـي الغمرةُ العظمى تجلَّتْ وأقلعتْ
برأيــكَ إِذْ عــمَّ القلـوبَ وجيـبُ
تقــوض إِقلاعَ الجَهــام فســادها
وقــد كـانَ يَهْمـي وَدْقُـهُ ويصـُوبُ
أبُثُّـكَ مجـدَ المُلْـكِ قولـةَ صـادقٍ
وكِـذْبُ الفَتَـى فيمـا يُحَـدِّثُ حـوبُ
أُرانــي لَقَــىً لا أُنْتَضـَى لِمُلِمَّـةٍ
ولا أُرتَضــَى للخطــب حيـن ينُـوبُ
يُثَبِّطنِـي فضـلي عـن الغاية التي
يَخِـــفُّ إِليهــا جاهــلٌ فيُصــِيْبُ
ويقصــُرُ بــاعي أنْ ينـالَ شـظيّةً
مـن العِـزِّ يزكـو نَيْلُهـا ويَطيـبُ
وهُلْـكُ الفـتى أن لا يُسـاءَ بسطوهِ
عــدوٌ ولا يرجُــو جَــداهُ حــبيبُ
فهَـبْ لـيَ يومـاً منـك يُنْشَرُ ذِكْرُهُ
فـأنتَ لمـا يرجـو العُفـاةُ وهوبُ
وعِـشْ سـالماً طـولَ الزمان فإِنما
بقــاؤك زيَــنٌ للزمــان وطِيــبُ
لنجمـكَ فـي أفـقِ المكـارم رفعةٌ
وللريــح فــي جـوّ العلاءِ هُبـوبُ
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط)، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها . أصالة الرأي صانتني من الخطل . وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ)، مختصرة في الإكسير.