
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تصـعيدُ هـذا الـدهرِ والتصـويبُ
مثلــي علــى حاليهمـا مغلُـوبُ
لا تنكــري أنّــي تغيَّـر شـيمتي
فالرمـحُ قـد يَنْـأدُّ منـه كعـوبُ
لا تعجــبي أنــي شــكوتُ فـإِنَّه
قــد يظلـعُ المتحسـِّرُ المنكـوبُ
أجـري علـى عِرْقِ المكارمِ مثلَما
يجــري علـى أعراقِـه اليعبُـوبُ
ومَليحــةِ الشـكوى إلـيَّ مليحـةٌ
مــن صــرفِ أيــام لهـن دَبِيـبُ
أنحَـتْ علـيَّ بلومهـا ولقـد دَرَتْ
أنِّـي علـى عَجْـمِ الزمـانِ صـليبُ
واسـتنزلَتْني عـن يَفَـاعِ أبيَّتِـي
ثــم انثنــتْ ورجاؤُهـا مكـذُوبُ
ولقلَّمــا عـادَ الرجـاءُ مصـدِّقاً
حيــثُ التَـوى وتعثَّـر المطلُـوبُ
ورأتُ ومـا عرفـتْ نزاهـةَ شِيمَتي
أنـي علـى جُـرَعِ الحِيـاضِ ألُـوبُ
غُـرَّتْ بـترجيمِ الظنـون فأخطـأتْ
والظــنُّ يُخطِــئُ مــرةً ويُصــيبُ
أوَمَــا درتْ أنـي أنـزِّهْ شـيمتي
كيلا أبيــتَ وعِرضــِيَ المَســْبوبُ
أروى بشـربِ الضـَّبِّ مجـتزئَاً بـه
والمـاء سَلسـالُ المـذاقِ شـَروبُ
وأَصـُدُّ دونَ الـوِرْدِ والـوُرَّادُ أَر
سـالٌ كمـا ازدحَمَ القطا الأسروبُ
وأصـونُ نعلـي أنْ تَمَـسَّ مـواطِئَاً
عِرضــي بــوطء ترابهـا مثلـوبُ
وأكُـرُّ حيـثُ السـيفُ فوقَ جماجمي
والمــوتُ حــدُّ ســِنانِه مـذروبُ
لا الهـولُ يملأُ نـاظريَّ ولا الردَى
عنــدي مريــرٌ طعمُــه مرهــوبُ
فليبلــونَّ أخـا عـزائم عنـدها
إِلّا البســالةَ والســماح غريـبُ
فـي حلـقِ كـلِّ مُكايـدٍ منـه شجاً
وبصــدرِ كُــلِّ منابــذٍ أُلهــوبُ
فُجِعَـتْ بهـا نفسـِي وأيامُ الفتى
نَســـَماتُ أرواحٍ لهـــنَّ هُبــوبُ
واهــاً لأيــامٍ لهــوتُ بطيبِهـا
غُصـْنُ الصـِّبَا مـا بينهـنَّ رَطِيـبُ
فــإِذا اعـتزينَ فـإنهنَّ شـواغِلٌ
وإِذا انقضــينَ فــإنهنَّ كُــروبُ
ولقــد لبسـتُ رداءَهـا فنزعتُـه
عــن عـاتقَيَّ وهـل يـدومُ قَشـيبُ
ومُحــاذرٍ وَخْـزَ الهـوانِ صـَحِبْتُه
فَســرى بضــوء جـبينهِ الأركُـوبُ
يخطـو رقـابَ القـومِ وهـو كأنَّه
عَــوْدٌ بغــاربه النـدوبُ ركـوبُ
تَئِقٌ إِذا مـا الضـيمُ مَـسَّ إِهابَه
لــم يــرضَ أو يتخضـبَ الأنبـوبُ
تُخْفِــي بســالتُه مطــارحَ همِّـه
ومرامِـــه إِنَّ الهَيُــوبَ مُرِيــبُ
قلــبَ الزمـانُ ظهـورَهُ لبطـونِه
إِنّ المعــارفَ مــدّها التجريـبُ
خالسـتُه نُهَـزَ السّرَى حتى انْجلَى
عـن مثـلِ حَـدِّ المرهـفِ التأويبُ
ولقـد يكـونُ الـدهرُ أعجمَ صرفهُ
حـتى اسـتوى المكروهُ والمحبوبُ
سـَلْ بـي بناتِ الدهرِ فهي خبيرةٌ
أنـي عـن المرعَـى الذميمِ عَزُوبُ
تَبّـاً لمـن يُمْسـِي ويُصـْبِحُ لاهِيـاً
ومرامُــهُ المــأكولُ والمشـروبُ
أَومـا يَـرى الأرزاق تطلُب غافلاً
وتَصــُدُّ عـن لهفـانَ وهـو طَلـوبُ
وأرى الجدودَ هي الحواكمَ للورَى
وبهــنَّ يُخفِــقُ طــالبٌ ويُصــيبُ
فــإِذا قطعْنَـك فـالغريبُ مبَعَّـدٌ
وإِذا وصــَلْنَكَ فالبعيــدُ قَريـبُ
حــبُّ البقــاءِ طبيعـةٌ مجبولـةٌ
وهــل البقــاءُ وقـدرُه محسـوبُ
ولكَـمْ حيـاةٍ دونَهـا جُرَعُ الرَّدَى
ضــَربٌ مشــوبٌ والحيــاةُ ضـُروبُ
والـدهرُ ذو حـاليْنِ أعـرَجُ قُلَّـبٌ
والعيــش كَــدٌّ أو يريـح شـعوبُ
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط)، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها . أصالة الرأي صانتني من الخطل . وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ)، مختصرة في الإكسير.