
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كنـتَ تعلـمُ منتهـى بُرَحـائه
حــابَيْتَ إبقــاءً علــى حَوْبـائهِ
ولكنـتَ تـتركُ فـي الغـرام ملامَهُ
كيلا يزيــدَ اللّـومُ فـي إغـرائهِ
لا تنكــرِنْ ضــحكي أُريـكَ تجلُّـداً
ضـحكُ الحيـا بـالبرقِ عينُ بكائهِ
مـا كنـتُ أَعلـمُ دمعَ عيني مفشياً
ســِرّاً لهـم أَشـفقتُ مـن إفشـائهِ
حـتى جـرى فـي الخـدِّ منّي أَسْطُراً
فعرفــتُ أَنَّ الشــوقَ مــن إملائهِ
ما كان أَعذبَ بالعذيْب لدى الصبا
عيشــاً أَمنــتُ فنــاءَهُ بفنـائهِ
إذ كاسـمهِ مـاءُ العُـذيبِ وأَهلُـه
فـي العـزِّ تحسـدُهم نجـومُ سمائهِ
والحـيُّ شـمسُ الأفـقِ تخبـأ وجهها
منــه حيــاءً مـن شـموسِ خبـائهِ
أَيــامَ لــم أُبصــرْ جميلاً فيهـمُ
إلاّ وفــاءَ إلــى جميــل وفـائهِ
ومقرطــقٍ أَلفيــتُ قلــبي آبقـاً
منّــي لـه فـالقلبُ قلـبُ قبـائهِ
قلـق الوشـاحِ محبُّـه قلـقُ الحشا
فكلاهمــا ظــامٍ إلــى أَحشــائهِ
ويشــدُّ عَقْــدَ نِطـاقهِ فـي خصـْره
حَــذرَاً عليــهِ لضــعفهِ ووهـائهِ
بــدرٌ فــؤادي فـي محبّـةِ وجهـهِ
بدريُّــةُ المَعــدودُ مِـنْ شـهدائهِ
إشــراقُ غُــرَّةِ وجهـهِ فـي صـدغهِ
يُبـدي لـكَ الإصـباحَ فـي إمسـائهِ
منشــورُ إقطـاعِ القلـوبِ عِـذارُه
فالحسـنُ جنـدٌ وهـو مِـن أُمـرائهِ
ولـه الشـّبابُ الغـضُّ أَبـدعَ كاتبٌ
إذ خَطُّــهُ المرقـومُ مِـن إنشـائهِ
وشـــّى بخــطِّ عِــذارهِ وجنــاته
مـا أَحسـنَ الخضـراءَ فـي حمرائهِ
دبَّ الــدُّخانُ إلــى حواشـي خـدِّه
إذ أَشـعلتْ نـارُ الصـِّبا في مائهِ
فـي عارضـيهِ سـوادُ أَبصارِ الورى
قـد شـفَّ مـن مـاءِ الصِّبا لصفائهِ
والصــُّدغُ منـه لعارضـيهِ معـارضٌ
وســوادُ ذاكَ الخـطِّ مـن أَفيـائهِ
ومـن المحـبِّ ولـم يَـدَعْ رمقاً له
هلا أَخـــذتَ زمـــامَهُ لـــذمائهِ
أَعـدى سـقامُ اللّحـظِ منـه محبّـهُ
يــا محنـتي منـه ومـن أَعـدائهِ
وســقامُ مقلتــه زيـادةُ حسـنها
وأَراهُ فــي جســمي زيـادة دائهِ
يـا صـاحبيَّ الصـّاحبين من الهوى
قــد طــالَ عهـدُكما بكـأس طلائهِ
لا تطمعــا فـي أَن أُفيـق فـإنني
يــا صـاحبيَّ سـكرتُ مـن صـهبائهِ
لا تسـمعاني فيـه مـا أَنـا كاره
إنَّ المحــبَّ يصــدُّ عــن نصـحائهِ
ولقــد أصـمَّ عـن الكلام تغـافلاً
لأنــزِّه الأســماعَ عــن فحشــائهِ
أَروي حــديثَ الحادثـات وخطبُهـا
لـي يخطـبُ الأهـوالَ مـن أهـوائهِ
يخفـي الزَّمـانُ سـناي فـي إظلامه
إخفــاءَ ألثـغ سـينه فـي ثـائه
لمــا مضــيتُ لـه برانـي صـرْفهُ
مثــلَ اليــراعِ فـبرْيُهُ لمضـائهِ
حتّـامَ أَرضـى الضـيّمَ مـن أَدوانه
وإلـى مـتى أُغضـي علـى إقـذائهِ
إحفــظْ لسـانكَ أَنْ يطـولَ فإنّمـا
قصـرُ اللِّسـان يكُـفُّ مـن غلـوائهِ
والشـّمعُ قطـعُ لسـانه مـن طـوله
وحيـــاتهُ ســـببٌ إلــى إدرائهِ
ومقاســمٌ فــي ثروتـي لمـا رأى
عــدمي غــدا مسـتأثراً بـثرائهِ
قـوَّمتُ فـي زمـن الشـّدائد غصـنَهُ
فــاعوجَّ إذْ هبّــتْ رخـاءُ رُخـائهِ
ونفعتُـــهُ لمّــا تنــاهى ضــرُّهُ
فأعضــته الســّراء مــن ضـرائهِ
قلــبي مـن الإشـفاق محـترقٌ لـه
كالشـّمعِ وهـو يعيـشُ فـي أضوائهِ
متنـــاومٌ عنّـــي إذا نــاديتُهُ
ولطالمـا اسـتيقظتُ عنـدَ نـدائهِ
إنْ أســتزِدْهُ يــزدْ كـراهُ وزائدٌ
تحريـكُ مهـدِ الطِّفـلِ فـي إغفائهِ
ولئن جفـاني الـدَّهرُ فـي أحداثهِ
فلأَصــبرنَّ علــى فظيــعِ جفــائهِ
فـاللهُ يفعـلُ مـا يشـاءُ بخلقـهِ
وجميـعُ مـا يجـري لنـا بقضـائهِ
فاسـتعدِ مـن ريـبِ الزَّمانِ بصاحبٍ
تعــدي فضــائله علــى عـدوائهِ
واشك الزَّمانَ إلى شهابِ الدِّين كي
يُبـدي ريـاضَ الخصـبِ فـي شهبائهِ
ونـداهُ نـادِ فـإنَّ أنديـةَ المنى
مخضــرّةُ الأَكنــافِ مِــن أَنـدائهِ
وهـو الشـّهابُ حقيقـةً فالفضلُ من
أَنــوارِهِ والطــولُ مـن أَنـوائهِ
كالشـّمسِ فـي آرائهِ كـالغيثِ فـي
آلائه كالصـــــُّبحِ فـــــي لألائهِ
للـــهِ راحتُــهُ ففيهــا راحــةٌ
لمـــؤمّليهِ ومرتجـــي نعمــائهِ
فعــداتُهُ يغنــونَ مِــن إعطـابهِ
وعفــاتُه يحيــونَ مــن إعطـائهِ
يُغضــي حيــاءً والمهابـةُ كلهـا
فـي أنفـس الأَعـداء مِـن إغضـائهِ
ويغــضُّ عينــاً للوقــارِ ونـورُهُ
لتغــضُّ عيـنُ الشـّمسِ دونَ لقـائهِ
إنْ كـان مـا غَثّـتْ معـاني مـدحه
منّــي فمــا رَثّـتْ حبـالُ حِبـائهِ
أَبنـي المظفـرِ مـا يـزالُ مظفراً
راجيكــمُ أبــداً بنيــلِ رجـائهِ
وإذا عــرا خطــبٌ ملــمٌّ مــؤلمٌ
داويتــمُ بــالجودِ مـن أَعـدائهِ
يــا مَـنْ علا يحكـي أَبـاهُ وجـده
زانَ العلاء بجــــدِّه وإبــــائهِ
يعنـي الزَّمـانُ بمـنْ عنيتُ بأمرِهِ
حاشــاكَ تــترك عانيـاً بعنـائِهِ
فانصـرْ أَبـا نصـرٍ علـى زَمَنٍ أَبى
نصــري لفضـلٍ أَنـتَ مـن أبنـائهِ
واشــفعْ تشــفّع وعــده بنجـازه
أَنّــى يخيـبُ وأَنـتَ مِـن شـفعائهِ
ذكِّـرْ بحالي الصاحبَ المولى الذي
يقــوى أَميـرُ المـؤمنينَ بـرائهِ
وقل استجار كريمُ بيتٍ بي وذو ال
بيـتِ الكريـمِ يجـدُّ فـي إحيـائه
والمسـتجيرُ بنـا مجـارٌ لـم يزلْ
ولـو أَنَّ هـذا الـدَّهرَ من أعدائهِ
شــافِهْ أميـرَ المـؤمنينَ بحـالهِ
فــأَرى شــفاهكَ مــوجبٌ لشـفائهِ
قــلْ للإمــامِ علامَ حبــس وليّكـم
أولـــوا جميلكــمُ جميــل ولائهِ
أو ليـس إذْ حبـسَ الغمـامُ وليّـه
خلّــى أَبــوكَ ســبيلَهُ بــدعائهِ
لــولاكَ كــان رويُّ شـعري ظـامئاً
لا يطمــعُ الــراوونَ فـي إروائهِ
والفضـلُ بيـنَ بنيـهِ أَوْكـدُ نسبةً
فـأغثْ كريمـاً أَنـتَ مـن نسـبائهِ
وأَفـاضَ فـي شـكر العوارف عارفاً
بقصـور بـاعِ الشـُّكرِ عـن نعمائهِ
وتأَمّــلَ الخـطَّ الكريـمَ فأَشـرقَتْ
أَنـوارُ حُسـن العهـدِ مـن أَثنائهِ
وجـرى معيـنُ الجـود مـن تيّـارهِ
وسـَرَى نَسـيمُ المجـد مـن تلقائهِ
أَضـحى ظهيـرُ الـدين أفضـلَ صاحبٍ
يستمســكُ الرَّاجــي بصــدق ولائهِ
والســّعدُ فـي آلائه والنجـحُ فـي
آرابـــهِ والنّصـــرُ فــي آرائهِ
محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني.مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه.واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق.فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين.وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه.لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها.له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر).