
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بالجـدِّ أَدركـتَ مـا أَدركـتَ لا اللّعب
كـم راحـةٍ جُنيَـتْ مـن دوحـةِ التّعـبِ
يـا شيركوهُ بن شاذي الملكُ دعوةَ مَنْ
نــادى فعــرَّفَ خيـرَ ابـنٍ بخيـرِ أَبِ
جـرى الملـوكُ ومـا حـازوا بركضـهمُ
مـن المدى في العُلى ما حُزْتَ بالخَبَب
تَمَــلَّ مــن مُلْـكِ مصـرٍ رتبـةً قصـرتْ
عنهـا الملـوكُ فطـالتْ سـائرَ الرُّتَبِ
افخــرْ فــإنَّ ملــوكَ الأرضِ قاطبــةً
أَفلاكُهــا منـكَ قـد دارتْ علـى قُطَـبِ
فتحــتَ مصـرَ وأَرجـو أَن تصـير بهـا
مُيَسـَّراً فتـحَ بيـت القـدس عـن كَثَـبِ
قـد أَمكنـتْ أَسـدَ الدِّين الفريسةُ من
فتــحِ البلادِ فبــادرْ نحوَهــا وَثـبِ
أنــتَ الـذي هـو فـردٌ مـن بسـالته
والـدِّينُ مـن عزمـه فـي جحفـلِ لجـبِ
في حَلْق ذي الشِّرك من عدوى سُطاك شَجاً
والقلـبُ فـي شـَجنٍ والنّفـسُ فـي شَجَبِ
زارتْ بنـي الأَصـفر البيضُ التي لقيتْ
حُمْـرَ المنايـا بهـا مرفوعَـةَ الحُجُبِ
وإنهــا نَقَــدٌ مــن خلفهــا أَســَدٌ
أرى ســلامتها مــن أَعجــب العَجَــبِ
لقـد رَفَعْنـا إلـى الرَّحمـن أيـديَنا
فـي شـكرِنا مـا بـهِ الإسلامُ منكَ حُبي
شــكا إليــكَ بنــو الإسـلام يُتْمهـمُ
فقمـتَ فيهـم مقـامَ الوالـدِ الحـدبِ
فــي كــلِّ دارٍ مـن الإفرنـجِ نادبـةٌ
بمـا دهـاهم فقـد بـانوا علـى نَدَبِ
مـن شـر شـاور أَنقـذتَ العبـادَ فكم
وكــم قضــيتَ لحـزبِ اللّـهِ مـن أَرَبِ
هـو الـذي أطمـعَ الإفرنجَ في بلد ال
إســلام حـتى سـَعوا للقَصـد والطّلَـبِ
وإنَّ ذلـــكَ عنـــدَ اللّــه محتســبٌ
فـي الحشر من أَفضل الطاعات والقُرَبِ
أَذلَّــه الملــكُ المنصــورُ منتصـراً
لمـا دعـا الشـِّركُ هـذا قد تعزَّز بي
ومــا غضــبتَ لـدين اللّـه منتقمـاً
إلاّ لنيــلِ رضــا الرَّحمــنِ بالغَضـَبِ
وأنـتَ مـن وقعـتْ فـي الكُفـر هيبتُه
وفـي ذويـهِ وقـوعَ النّـار في الحَطَبِ
وحيـنَ سـرت إلـى الكُفّـار فانهزموا
نُصــرتَ نصــرَ رسـولِ اللّـهِ بـالرُّعبِ
يــا محيـي الأُمـة الهـادي بـدعوته
للرُّشــْد كــلَّ غــوي منهــمُ وغــبي
لمــا ســعيتَ لـوجه اللّـه مُرتقبـاً
ثــوابَهُ نلــتَ عفــواً كــلَّ مُرتقـبِ
أَعــدتَ نقمــةَ مصــر نعمــةً فغـدتْ
تقــولُ كــم نكـتٍ للّـه فـي النكـبِ
أركبـــتَ رأْسَ ســنان رأسَ ظالمهــا
عَــدْلاً وكنــتَ لــوزْر غيــرَ مُرتكـبِ
رُدَّ الخلافـــةَ عباســـية ودع الــدَّ
عــيَّ فيهــا يصــادفْ شــرَّ مُنْقَلَــبِ
لا تقطعَــنْ ذنــبَ الأفعــى وترسـلها
فـالحزمُ عنـدي قطـعُ الـرأس كالذَّنبِ
محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني.مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه.واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق.فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين.وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه.لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها.له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر).