
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَلَّـتْ سـُلَيْمَى بِـدَوْغانٍ وَشـَطَّ بِهـا
غَـرْبُ النَّوَى وَتَرَى في خُلْقِها أَوَدا
خَـوْدٌ يَهَـشُّ لَهـا قَلْبِـي إِذا ذُكِرَتْ
يَوْماً كَمَا يَفْرَحُ الْبَاغِي بِمَا وَجَدا
إِنِّـي امْتَـدَحْتُ جَرِيرَ الْخَيْرِ إِنَّ لَهُ
عِنْـدي بِنَـائِلِهِ الْإِحْسـَانَ وَالصَّفَدا
إِنَّ جَرِيـراً شـِهابُ الْحَـرْبِ يَسْعَرُها
إِذَا تَوَاكَلَهــا أَصــْحَابُهُ وَقَــدا
جَــرَّ الْقَنَابِــلَ مَيْمُـونٌ نَقِيبَتُـهُ
يَغْشـَى بِهِـنَّ سـُهُولَ الْأَرْضِ وَالْجَدَدا
تَحْمِلُـــهُ كُــلُّ مِــرْدَاةٍ مُجَلَّلَــةٍ
تَخَـالُ فِيهـا إِذَا مَا هَرْوَلَتْ حَرَدا
عُــوجٌ عَنَاجِيــحُ أَوْ شـُهْبٌ مُقَلِّصـَةٌ
قَـدْ أَوْرَثَ الْغَزْوُ في أَصْلَابِها عُقَدا
مـاضٍ تَرَى الطَّيْرَ تَرْدِي في مَنَازِلِهِ
عَلَـى مَزَاحِيـفَ كَانَتْ تَبْلُغُ النَّجَدا
يَــوْمَ قُضــَاعَةُ مَجْـدُوعٌ مَعَاطِسـُها
وَهْـوَ أَشـَمُّ تَـرَى فـي رَأْسـِهِ صَيَدا
صـَافَى الرَّسُولَ وَمِنْ قَوْمٍ هُمُ ضَمِنُوا
مَـالَ الْغَرِيبِ وَمَنْ ذا يَضْمَنُ الْأَبَدا
كَـانُوا إِذا حَـلَّ جَـارٌ في بُيُوتِهِمِ
عـادُوا عَلَيْـهِ وَأَحْصَوْا مَالَهُ عَدَدا
فَقَـدْ أَجَـارُوا بِإِذْنِ اللهِ عُصْبَتَنا
إِذْ لَا يَكَـادُ يُحِـبُّ الْوَالِدُ الْوَلَدا
قَـوْمٌ يَظَلُّـونَ خُشـْعاً فـي مَسَاجِدِهِمْ
وَلَا يَـدِينُونَ إِلَّا الْوَاحِـدَ الصـَّمَدا
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.