
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا جَعَـــلَ اللـــهُ الْأَخِلَّاءَ كُلَّهُــمْ
فِـدَاءً لِغَـوْثٍ حَيْـثُ أَمْسَوْا وَأَصْبَحُوا
فَغَـوْثٌ فَتَـى الْغَلْبـاءِ تَغْلِبَ لِلنَّدى
إِذَا عَــيَّ أَقْــوَامٌ لِئامٌ وَقَرْدَحُـوا
فَــإِنْ تُصــْفِقِ الْأَحْلَافُ لِابْــنِ مُطَـرِّفٍ
فَيَمْـرَحَ وَالْغَضـْبانُ ذُو الْعِـزِّ يَمْرَحُ
فَقَـدْ كُنْـتُ أَرْجُـو أَنْ يَقُـومَ بِخُطَّـةٍ
طَرِيـفٌ وَإِخْـوانُ الصـَّفاءِ وَيَضـْرَحُوا
وَنَحْــنُ أُنَــاسٌ لَا حُصــُونَ بِأَرْضـِنا
إِذَا الْحَـرْبُ أَمْسـَتْ لَاقِحـاً أَوْ تَلَقَّحُ
وَإِنَّـا لَمَمْـدُودُونَ مَـا بَيْـنَ مَنْبِـجٍ
فَغَــافِ عُمَـانَ فَـالْحِمَى لِـيَ أَفْيَـحُ
وَإِنَّ لَنَــا بَــرَّ الْعِــرَاقِ وَبَحْـرَهُ
وَحَيْثُ تَرَى الْقُرْقُورَ فِي الْماءِ يَسْبَحُ
وَإِنْ ذَكَـرَ النَّـاسُ الْقَـدِيمَ وَجَدْتَنا
لَنَـا مِقْـدَحا مَجْـدٍ وَلِلنَّـاسِ مِقْـدَحُ
بِنَا يُعْصَمُ الْجِيرانُ أَوْ يُرْفَدُ الْقِرَى
وَتَـأْوِي مَعَـدٌّ فـي الْحُـرُوبِ وَتَسـْرَحُ
ذَوِي يَمَـــنٍ إِلَّا تُثِرْنــا لِنَصــْرِنا
نَــدَعْ بارِقـاتٍ مِـنْ سـَرابٍ تَضَحْضـَحُ
فَإِمَّــا مَقَــامٌ صــَادِقٌ كُـلَّ مَـوْطِنٍ
وَأَمَّـــا بَيَــانٌ فَالصــَريمَةُ أَروَحُ
وَإِنْ تَفْقِـدُونا فـي الْحُرُوبِ تَجَشَّمُوا
مِـراسَ عُـرىً تَـأْتِي مَعَ اللَّيْلِ تَكْدَحُ
تَـرَوا أَنَّنـا نَجْـزِي إِذَا هِيَ أَبْهَمَتْ
بِصـَمَّاءَ يُلْفَـى بابُهـا لَيْـسَ يُفْتَـحُ
مَصــَالِيتُ نَصـْطَنْعُ السـُّيُوفَ مَعَـاذَةً
لَنَـا عـارِضٌ يَنْفِـي الْعَـدُوَّ وَيَرْجَـحُ
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.