
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَبيبي عَلى الدُنيا إِذا غِبتَ وَحشَةٌ
فَيـا قَمَـراً قُل لي مَتى أَنتَ طالِعُ
لَقَـد فَنِيَـت روحـي عَلَيـكَ صـَبابَةً
فَمـا أَنتَ يا روحي العَزيزَةَ صانِعُ
ســُرورِيَ أَن تَبقـى بِخَيـرٍ وَنِعمَـةٍ
وَإِنّـي مِـنَ الـدُنيا بِـذَلِكَ قـانِعُ
فَمـا الحُـبُّ إِن ضـاعَفتُهُ لَكَ باطِلٌ
وَلا الـدَمعُ إِن أَفنَيتُـهُ فيكَ ضائِعُ
وَغَيـرُكَ إِن وافـى فَمـا أَنا ناظِرٌ
إِلَيـهِ وَإِن نـادى فَمـا أَنَ سـامِعُ
كَــأَنِّيَ موسـى حيـنَ أَلقَتـهُ أُمُّـهُ
وَقَـد حَرِمَـت قِـدماً عَلَيهِ المَراضِعُ
أَظُــنُّ حَبيـبي حـالَ عَمّـا عَهِـدتُهُ
وَإِلّا فَمـا عُـذرٌ عَـنِ الوَصـلِ مانِعُ
فَقَـد راحَ غَضـباناً وَلي ما رَأَيتُهُ
ثَلاثَــةُ أَيّـامٍ وَذا اليَـومُ رابِـعُ
أَرى قَصـدَهُ أَن يَقطَعَ الوَصلَ بَينَنا
وَقَـد سَلَّ سَيفَ اللَحظِ وَالسَيفُ قاطِعُ
وَإِنّـي عَلـى هَـذا الجَفـاءِ لَصابِرٌ
لَعَـلَّ حَبيـبي بِالرِضـى لِـيَ راجِـعُ
فَـإِن تَتَفَضـَّل يـا رَسـولي فَقُل لَهُ
مُحِبُّــكَ فــي ضـيقٍ وَعَفـوُكَ واسـِعُ
فَـوَاللَهِ مـا اِبتَلَّـت لِقَلبِـيَ غُلَّةٌ
وَلا نَشــِفَت مِنّـي عَليـهِ المَـدامِعُ
تَـذَلَّلتُ حَتّـى رَقَّ لـي قَلـبُ حاسِدي
وَعـادَ عَذولي في الهَوى وَهوَ شافِعُ
فَلا تُنكِـروا مِنّـي خُضـوعاً عَهِـدتُمُ
فَمـا أَنا في شَيءٍ سِوى الحُبِّ خاضِعُ
زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين.شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.