
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَهـاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقـتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا
وَطـالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَـد أَصـبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا
فَلا تَجـزَع لِحادِثَـةِ اللَيـالي
وَقُـل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا
وَكَيـفَ تَلـومُ حادِثَـةً وَفيهـا
تَبَيَّــنَ مَـن أَحَبَّـكَ أَو قَلاكـا
بِروحـي مَـن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق يـاقَلبُ مـا صَنَعَت يَداكا
لَعَمـري كُنـتَ عَـن هَـذا غَنِيّاً
وَلَـم تَعـرِف ضـَلالَكَ مِن هُداكا
ضـَنيتُ مِـنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنـتَ تُجيـبُ كُـلَّ هَوىً دَعاكا
فَـدَع يـاقَلبُ ماقَـد كُنتَ فيهِ
أَلَسـتَ تَـرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا
لَقَـد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي
وَقَـد نَظَـرَت بِهِ عَيني الهَلاكا
فَيـا مَـن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا
حَبيـبي كَيـفَ حَتّـى غِبـتَ عَنّي
أَتَعلَـمُ أَنَّ لـي أَحَـداً سِواكا
أَراكَ هَجَرتَنـي هَجـراً طَـويلاً
وَمـا عَـوَّدتَني مِـن قَبلُ ذاكا
عَهِـدتُكَ لاتُطيـقُ الصـَبرَ عَنّـي
وَتَعصـي فـي وَدادي مَن نَهاكا
فَكَيـفَ تَغَيَّـرَت تِلـكَ السَجايا
وَمَـن هَـذا الَّـذي عَنّي ثَناكا
فَلا وَاللَــهِ ماحـاوَلتَ عُـذراً
فَكُـلُّ النـاسِ يُعـذَرُ ما خَلاكا
وَمـا فـارَقتَني طَوعـاً وَلَكِـن
دَهـاكَ مِـنَ المَنِيَّةِ ما دَهاكا
لَقَـد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
وَلَـم يَـكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَيتَـكَ لَـو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكـانَ النـاسُ كُلُّهُـمُ فِـداكا
يَعِـزُّ عَلَـيَّ حيـنَ أُديـرُ عَيني
أُفَتِّـشُ فـي مَكانِـكَ لا أَراكـا
وَلَـم أَرَ فـي سـِواكَ وَلا أَراهُ
شـَمائِلَكَ المَليحَـةَ أَو حِلاكـا
خَتَمـتُ عَلـى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيـسَ يَـزالُ مَختومـاً هُناكا
لَقَسد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَمـا اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا
فَلَـو أَسـَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
وَيَـذهَبُ بَعـدَ بَهجَتِـهِ سـَناكا
وَمــا لـي أَدَّعـي أَنّـي وَفِـيٌّ
وَلَسـتُ مُشـارِكاً لَـكَ في بَلاكا
تَمـوتُ وَمـا أَموتُ عَلَيكَ حُزناً
وَحَـقَّ هَـواكَ خُنتُـكَ في هَواكا
وَيـا خَجَلـي إِذا قـالوا مُحِبٌّ
وَلَـم أَنفَعـكَ فـي خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وَلَيـسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى
فَيـا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً
مَـتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَـزاكَ اللَـهُ عَنّـي كُـلَّ خَيـرٍ
وَأَعلَــمُ أَنَّــهُ عَنّـي جَزاكـا
فَيـا قَـبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي
حَمَلـتُ وَلَـو عَلى عَيني ثَراكا
ســَقاكَ الغَيـثُ هَتّانـاً وَإِلّا
فَحَسـبُكَ مِـن دُموعي ما سَقاكا
وَلا زالَ الســَلامُ عَلَيـكَ مِنّـي
يَـرُفُ مَـعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا
زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين.شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.