
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم يَبْـقَ عِنـدِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى
إلا حَصــيرٌ قَــدْ تَسـاوى بـالثّرَى
وَبَقيّـةُ النّطـعِ الـذي وَلِعَـتْ بـهِ
أيـدي البِلـى حـتى تَمَزَّقَ وانبَرى
نَطْــعٌ تُرٍيــقُ دَمــي عَلَيـهِ بَقّـةٌ
حتّــى تَـراهُ وهـو أسـودُ أحمـرا
فـي منـزلٍ كـالقَبرِ كَمْ قَدْ شاهَدَتْ
فيــه نَكيــراً مُقلتـاي وَمُنكـرا
لو لم يَكُنْ قبراً لَما أمسيتُ نسِياً
فيــهِ حــتى أنّنــي لـم أذكـرا
والقـبرُ أهنـا مَسكناً إذْ لم أكنْ
مَـعْ ضـيقِِ سـُكناهُ أُطـالبُ بالكرى
لا فَـرقَ بينَ ذوي القبورِ وبينَ مَن
لا رِزقَ يُرزَقُـه سـوى العيش الخرا
أفٍّ لِعُمْــرٍ صــارَ فــي رَيَعــانهِ
مثلـي يَـوَدُّ بـأنْ يَمـوتَ فَيُقْـبرا
ولَــرُبَّ قائلــةٍ أمـا مـن رحلـةٍ
تُمسـي وَقَـدْ أعَسـرت منهـا مُوسِرا
ســِر فـالهِلالُ كمـالُهُ فـي سـَيْرِهِ
والمـاءُ أَطيَـبُ ما يكونُ إذا جرى
كــم مُــدْبرٍ لمّــا تحــرَّكَ عَـدَّهُ
بعَـد السـُّكونِ ذوو العقولِ مُدبِّرا
فأجبتُهــا ســَيري وَمَكـثي واحـدٌ
النّحــسُ نَحــسٌ مُنجِــداً وَمُغَـوِّرا
إنَّ المــدائِنَ وَهـيَ أوسـعُ بقعـة
ضـاقَتْ عَلَـيَّ فكيـف أرحَـلُ للقـرى
تـاللهِ قَـد أقوى السّماحُ وأصبَحَتْ
منــهُ عِـراصُ البِـرِّ بـرَّاً مُقْفِـرا
وَلَقَـد سـألتُ عنِ الكرامِ فلم أجد
فـي الناس عن تلكَ الكرامِ مُخَبِّرا
حتّــى كـنَّ حـديثَ كُـل أخـي نَـدَى
عَـن كُـلِّ مَـنْ يَـروي حديثاً مفتَرى
إنْ كـانَ حقّـاً مـا يُقـالُ فـإنّهم
كـانوا وما ولّى الزَّمانُ القهقرى
لــم يبــقَ عنــدَهُم حَـديثٌ طيِّـبٌ
للطّـارِقينَ ولا مُنـاخٌ فـي الـذُّرى
واليـومَ أبنـاءُ الزَّمـانِ أشـَحُّهم
يــدعى المُـدَبِّرَ والسـّخِيُّ مُبَـذِّرا
مـنْ كُـلِّ مَـن قد ساءَ خَلقاً مثلما
قـد سـاءَ خُلقاً في النُّهى وَتَصّورا
قَـرَنَ الفضـيّلةَ بالرَّذيلـةِ جاهلاً
وكفــاهُ جَهلاً أنّــه لَــن يَشـْعُرا
وَمِــنَ المصـيبةِ أَنَّ رِزقـيَ فيهـم
نَــزْر وَرُبّتمــا غــداً متعــذِّرا
فَلَئِنْ ذَمَمْـتُ ذَمَمْـتُ مَـن لا يَرْعَـوي
ولئن شـَكَرتُ شـكرتُ مـن لم يشكرا
فلأصــبِرَنَّ علــى الزَّمـانِ وإنّنـي
لأخـو الشـّقاءِ صبرتُ أو لنْ أصبِرا
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).