
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد عاودَ القَصْفَ والنَدمانَ والقَدَحا
وكـانَ نَشـوانَ مـن كأسِ التُّقى فَصَحا
شـَيخٌ غـدا فـي رباطِ النُّسك مرتبكاً
فَيـا لَهـا سـُبَحاً كـانَتْ لـهُ شـَبَحا
لاقـاه إبليـس فـي المـاخورِ صاحِبُه
وكـانَ غَضـْبانَ لمّـا تـابَ فاصـطَلَحا
وقـالَ يـا بـأبي أَفـديكَ مِـن وَلَـدٍ
لغيـرِ ما سُمعتُه في الفِسقِ ما صَلُحا
إذا تَرَكْتُـكَ مَـنْ فـي النّاس يخْلفُني
وأَنـتَ لـي أَكبَـر الأعـوان والنُّصَحا
وَتُنْعِــش اللّهـوَ بالألحـانِ مُغْتَبقـاً
وتــوقِظ العِشـْقَ بالأَنغـامِ مُصـْطَبَحا
دَعِ التَســـتُّرَ لا تَرْدَعْـــكَ لائمـــةٌ
وَخُـذْ مِـنَ العيشِ ما وافاكَ أو سَنَحا
مـا لـذَّةُ القَصـْفِ أنْ تأتيهِ مُسْتَتِراً
بـلْ لـذَّة العِشـقِ أنْ تأتيهِ مُفْتَضَحا
واقصــُدْ عُمَيْـرَةَ للتزويـجِ إنَّ لهـا
بيتـاَ غَدَتْ في سماء الحُسْنِ شَمسَ ضُحى
وقـد هَجينَـكَ وأمـشِ الرَّمْـلَ ذا عَنَقٍ
وانـزِل بـهِ حَيْثُمـا دارتْ لَدَيْكَ رَحَى
ذاتُ القِـوامِ الـذي يَهْتَـز غُصنَ نَقا
لـو مـرَّ يومـاً عليـه طـائرٌ صـَدَحا
تُبـدي علـى الـدُّفِّ كالجمّارِ مِعْصَمَها
لِنَقْــررَةٍ بِبَنَــانٍ يُشــبِهُ البَلَحـا
غِناؤهــا برَقيــقِ الغِنــجِ مُمْتَـزجٌ
فَمــا يُنَقِّــطُ إلاّ كــلَّ مَــنْ رَشـَحا
واجمَعْ مَعَ الصُّبحِ واحْصُدْ ما زَرَعْتَ بهِ
مَـع المساءِ وكن في الحرمِ مثل جحا
ولُـذ بعنـقِ التّقـي العطارِ مُنبَسِطاً
للسـّكِّ بـالكفِّ أنـىّ طـابَ وانشـرحا
وبــالْجَرَنْعِ وَعــامْلهُ علــى ثِقَــةِ
مــنَ الوفـاء ولا تَصـْفحْهُ إن صـَفَحا
ثَـورانِ كـم سـكّةٍ للحـرث قـد دَرَسا
لــولا معــاقَرَةُ الأَقــداح لانتَطَحـا
فَخُـــذْ وَصـــِيّةَ شــيخٍ مُــدْبرٍ وأبٍ
لـو وازنـوكَ بهِ في الفِسْقِ ما رَجحا
قــالَ السـميطُ لَقَـد حَمُصـت تقلِيَـةً
لـو قالَ ذا القول تَيْسٌ قَطُّ ما ذُبِحا
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).