
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عسـاه يرضـى المغضـب
إن اســتقال المـذنب
أم ليـس لـي من توبة
يقبلهـــا المـــؤنِّب
يــا عجبــاً وكلمــا
عشــت يزيــد العجـب
مـن جيـرة مـن حبهـم
قلــب المُعنّـى ينهـب
مـا رُمْـتُ منهم مطلباً
إلا وعـــزَّ المطلـــب
كــم يبعــدون كلمـا
أريــد منهــم أقْـرُب
وكلمــــا طلبتهـــم
في الشرق يوماً غرَّبوا
ناشـدتهم فـي مهجـتي
رفقــاً بهـا لا تـذهب
فأرسـلوا مـن الجفـو
ن أســـهماً تنســـكب
لـولا نحولي في الهوى
لكــان فيهـا العطـب
لكنــه لـم يبـق فـيَ
مــا يصــيب الصــَّيِّب
يـا برق زُرْسُوحَ الحمى
واســـقه يــا ســحب
وأنـت يـا ريح الصبا
إن صــافحتك العــذب
وابتســـمت زهورهــا
فيهــا ودار الشــنب
فقبلــي منـه الـثرى
فـــذاك حقــاً يجــب
وأهــدي إلـيّ نشـْرَها
فهــو الأريـج الأطيـب
عســى عســى بِرَوْجِــه
يــذهب عنــي الوصـب
فيــا لـه مـن منـزل
لمثلـــــه يشــــبب
لبسـت أثـواب الصـبا
فيـــه وهـــن قشــب
وكنــت فــي أيــامه
أهلــو بــه وألعــب
والآن كـــاد طيفـــه
عــن مقلــتي يحتجـب
لــم يبــق إلا طمــع
منــه يغــار أشــعب
في أن أرى تلك الربى
ترقــص فيهـا القُضـُبُ
مــن فوقهــا حمـائم
بكـــل لحــن تُطــرِب
تكــاد تهــتز لهــا
وجــداً هنـاك الكثـب
والنهـر فـي تصـفيقه
كـــــأنه مشـــــبب
ويـح العـذول قال لي
فـي وصـفه كـم تُطِنـب
فقلــت مــن يعرفــه
لفقــــده ينتحــــب
فقــال مهلاً كـم فـتى
فــــارقه لا ينـــدب
فقلــت مـا كـل فـتىً
مــن الرجــال يُحْبَـبُ
قــال ألــم يجمعهـم
فــي الأصـل أم أو أب
قلـــت بلــى لكنــه
ليــس يفيــد النسـب
فحــــاتم ومــــازن
يجمــع ذيــن يَعْــرُبُ
وذا ســـحاب وَاكِـــفٌ
وذا جمــــاد خشـــب
وليــس مثــل باقــلٍ
ســحبانُ حيــن يخطـب
فـــذاك عَــيٌّ أبكــم
عــن نفســه لا يُعـرِب
وذا بليـــغ نحـــوه
طوعــاً تسـاق الخطـب
مــا كـل سـُحْبٍ مـاطِرٌ
مــا كـل بـرق يسـكب
مــا كـل بـدر دحيـة
مــا كـل خُـودٍ زينـب
مـا كـل مـاء كالعـذ
يــب كـل حيـن يعـذب
مــا كــل أرض طَيْبَـةٌ
مــا كــل مصـر حَلَـبُ
ما كل ما يعلو الشرا
ب فــي الكـؤوس حَبَـبُ
مـا كـل شـخص كالضيا
وإن تســاوى الحســب
قطـــب وَلِــيٌّ زاهــد
تســمو إليـه الرتـب
يســتنزل القطـر بـه
قـومٌ إذا مـا أجدبوا
وإن دعــا للمبتلــى
فهـو الـدوا المجـرب
وفــي العلـوم شـأوه
لســنا إليــه نثــب
بفطنــــة وقــــادة
أخــــاف لا تلتهـــب
مـــع وقــار كامــل
واللّـه من هذا العجب
وشـــعره مــن رقــة
مــن الطــروس يشـرب
والزهد في هذي الدنا
لغيــــره لا ينســـب
لقــد تســاوى عنــه
ترابهـــا والـــذهب
ومــــؤثراً خمـــوله
علــى ظهــور يطلــب
آثــر خدمــة الــذي
إليـه يُنْهَـى المطلـب
علـى ملـوك مـا لهـم
فـي الـدين إلا اللقب
فلا تـــراه ســـائلاً
هـل قعـدوا أو ركبوا
ولا تـــراه شـــاكياً
منهم إذا ما احتجبوا
لــذاك وجهــت إلــى
عليــاه مـا لا يكتـب
مـــن كَلِــمٍ لَفَّقْتُــه
مـن كـل معنـى يجلـب
أطلــب منــه دعــوةً
بهــا تُــزَال النُّـوَب
وأرتجــي ممــن إلـى
جنــــابه ننقلــــب
يلحقنــا بــه ومــن
رجــــاه لا يُخيَّــــب
قـد قـال ألحقنا بهم
وقــــوله لا يكـــذب
ثـــم ســـلام نَشــْرُهْ
مــن كـل نشـر أطيـب
مــن طيبِـه أرجـاؤكم
لا برحــــت تختضـــب
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).