
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولمـا عرانـي الضـعف مـن كـل جـانب
وجـاوزت مـا فـوق الثمانين من عمري
عجــزت عــن الأســفار قصــداً لمكـة
وطيبــة دار المصـطفى مفخـر الفخـر
بعثــت إليهــا مــن يعــز فراقــه
علينــا ودمـع العيـن منهمـل يجـري
بُنَـيَّ الـذي بـالعلم والحلـم والحجَى
أحــاط وأضـحى وهـو مـن ولـد بكـري
يقـوم مقـامي فـي الـذي أنـا طـالب
مَـنْ اللّـه ربـي خـالقي واسـِعِ الْـبر
مجيـب الـدعا جزل العطا غافر الخطَا
ومــن أترجَّــاهُ ليغفــر لــي إصـري
ويرحمنـــي قبــل الممــات برحمــة
بهـا تشـرق الأنوار في اللحد والقبر
يثبتنـــي عنــد الســؤال بــه ولا
أقـــول بقـــبري للمســائل لا أدري
فـــذلك قـــول المنـــافق لا ســوى
وإنـــي بالإِيمــان منشــرحُ الصــدر
خــدمت كتــاب اللّـه والسـنة الـتي
أتتنـا عـن المختـار مـن صحبه الْغُرِّ
نشـرت لواهـا فـي ديـاري ولـم يكـن
لواهــا بمنشــور وسـائل مـن يـدري
وأرجـو بـأن يبقـى الـذي قـد نشرته
بهـا دائمـاً حـتى يـدوم إلـى الحشر
ليجــري لمــن قــد سـن ذلـك أجـره
كمـا صـح فـي الأخبار عند ذوي القدر
فيــا رب أصــلح لـي أمـوري مُطهِّـراً
لقلــبي عــن أدران ذنْــبي والـوِزْرِ
وزدنــا هُــدىً يهـدي جوارحنـا إلـى
مـرادك فـي سـر الأمـور وفـي الجهـر
إلهــي ووفقنــي لمــا ترتضـي فقـد
تعـاظم مـا فرطـت فـي سـالف العمـر
أتيــت الــذي لا ترتضــيه تجاريــا
وأعرضـت عمـا فيـه فـوزي مـن الأجـر
وأنــت مــع هـذا لـك الحمـد مسـبل
علينــا ســرابيلاً طـوالاً مـن السـتر
مــدرٌّ علينــا ســحب نعمـاك دائمـاً
وكــم تمَّحِنَّــا بالتقاصــر والفقــر
ولا بــالغنى المطغــى ولكـن بحالـة
هـي الوسـط المحمـود جـل عـن الشكر
وهبـــت لـــي الأولاد ثــم جعلتهــم
أفاضــل فضـلاً منـك يـا نافـذ الأمـر
فزدهـم هـدى واهـد الجميع إلى الذي
بـه ترتضـي فـي الجهر منا وفي السر
وأختـــم أقـــوالي بقــول شــهادة
هـي القـول منـي دائمـاً مـدة الدهر
بأنـــك أنـــت اللّــه لا رب غيــره
وليــس ســواه خــالق منـزل القطـر
ليحيــي بـه أرضـاً مواتـاً وهـذه ال
قلــوب مـواتٌ فاحيهـا منـك بالـذكر
لتثبـــت إيمانــاً يقينــاً وفكــرة
بهــا فتـح أسـرار السـرائر بالسـر
تــدور علـى الآفـاق ينظـر مـا بهـا
مـن الحِكَـمِ اللاتـي تجِـلُّ عـن الحصـر
فــتزداد إيمانــاً علــى كـل لحظـة
كإيمــان أصــحاب الرسـول ذوي بـدر
ويــا ســيد الرسـل الكـرام شـفاعة
أفـوز بهـا فـي يـوم حَشـْرِي والنشـر
فــإنِّي قــد أوذيــت فيــك لنصـرتي
لســنتك الغـراء فـي الـبر والبحـر
وكــم رام أقــوام وهمــوا بسـفكهم
دمــي فــأبى الرحمـن نَيْلـي بالضـر
كمـا هـمَّ أقـوام بخيـر الـورى فلـم
ينــالوا ســوى خـزي ووِزرٍ علـى وزر
وأســأله صـبراً علـى فقـد مـن سـرى
إليــك وكنــا لا نحــب بــأن يسـري
ولكنـــه مــذ كــان فيــك مســيره
إلى البيت ذي الأستار والركن والحجر
وهزتـــه نـــار الاشــتياق فقلبــه
لشــدتها كالْقِـدْرِ كـان علـى الجمـر
وكــان إلـى المختـار جُـلُّ اختيـاره
إلـى روضـة قـد جـاورت تربـة القبر
ســمحنا بــه فاســمح بكــل كرامـة
لــه وتلقــى طــيَّ نجــواه بالنشـر
وحُــفَّ بــه الألطــاف مـن كـل جـانب
ولا يلتقـــي عســراً ببحــر ولا بــر
بُنَــيَّ وصــِلْني بالــدعا كــل لحظـة
ولا تنسـني فـي سـاعة منـك عـن ذكري
وسـل لـي الـدعا مـن كـل شخص تخاله
تقيــاً ومــن بــر ومـن عـالم حـبر
وصــل علــى المختــار والآل دائمـاً
وصــحب رســول اللّـه أشـياعِهِ الْغُـرِّ
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).