
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنــارُ تَشــَكٍّ ألهبــت طــيَّ قرطـاس
لقـد أحرقـت قلـبي المعنَّى وأنفاسي
لــك اللّـه أحرقـت الفـؤاد تعمـداً
وأنـت مقيـم فيـه فـي ربـع إيناسي
يجالســكم فكــري ويلهــو بـذكركم
إذا أنــا فــرد أو بســاحة جلاسـي
أفكـــر فــي دهــر تغيــر طبعــه
فجـــاء بــأنواع تســوء وأجنــاس
هـو الـدهر هـذا طبعـه مـذ عرفتـه
يقــدم أقـدام الأنـام علـى الـرأس
أظــن بــه صــرعاً شــديداً أصـابه
فهـل مـن طـبيب يعـرف النبـض جساس
وإلا فهـــل قيـــد وزنـــد وكيــة
وشــد لــه مـن بعـد هـذا بـأمراس
سـقى اللّـه إذ كـان الزمـان بعقله
وإن كـان فيـه الطيش من عصر إلياس
وكــانت توافينــا رقاعــك روضــة
تبســـم بــالمنثور والــورد والآس
يباكرنــا عُــرْفُ النســيم بنشـرها
فنعرفهــا مـن قبـل لمـس القرطـاس
ونرقـب إتيـان الرسـول كأنمـا الن
سـيم رسـول كـان مـن جملـة النـاس
فمـا بالهـا عادت سموماً وعادت الر
قـــاع أفـــاع محرقــات لأنفاســي
خليلــيَّ رفقـاً إنمـا القلـب مضـغة
أتحســبه فــي مهجــتي جبلاً راســي
علــى أنــه لـو كـان صـخراً لـدكَّهُ
نِظَــامُ رثَـا الخنسـا منـه كمقيـاس
ألــم يكفنــي أن الزمــان يظننـي
لــه كــرة يرمـي بهـا كـل ديمـاس
وأن الليـــالي صـــولجان بكفـــه
يخـاذف بـي عمـداً علـى غيـر مقياس
فطــوراً بــأعلى الشـامخات وتـارة
ببطــن قفــار بيــن وحـش ونسـناس
وحينـــاً يوافينـــا بكــل مغفــل
وحينــاً بــإخوان كــرام وأكيــاس
علـى أنـه مـا العيش من بعد فقدكم
بعيـش وليـس النـاس عنـدي بالنـاس
ولا الشمس بالشمس المنيرة في الضحى
ولا البـدر بالبـدر المنيـر بـأغلاس
ولا الليـل بالليـل الـذي كنت آلفاً
يــوافي بنــوم طيــب مثقـل راسـي
وليـس نهـاري بالنهـار الـذي مضـى
قـد التبسـا مـن بعـدكم أي إلبـاس
أرى الـدهر عمـداً حـزَّ مـارِنَ أنفـه
وأنـف العلـى مـن غيـر جرم بأمواس
وألقــى عـن العليـاء حلَّـة جيـدها
وألبســـها أثـــواب ثُكْـــلٍ وإبلاس
فصـبراً علـى مـا الصـبر يعجز دونه
ففــي الصـبر رَوْحٌ للحزيـن وإينـاس
ومــا الــدهر إلا غــالط ولربمــا
تـذكر مـن قـرب كمـا يـذكر الناسي
فثــق بالــذي تهـوى سـريعاً معجلاً
ولا تقطعــنْ حبــل التَّرجِّـيَ بالنـاس
وكــم قــد رأينـا بالمحـاق أهلـة
تجلــــت بلا طَــــبٍّ هنـــاك ولا آس
ولكـــن بأقــدار يقــدرها الــذي
لـه الأمـر في الأكوان من غير إلباس
فنــاد بــه ســراً وجهــراً فــإنه
مجيــب ســيجلو كــل هــم ووسـواس
ترقــب منــه غيــث لطــف ورحمــة
تطهـر هـذا القطـر مـن كـل أنجـاس
ويخضـــر منــه روض علــم وحكمــة
ويصـبح أمـر الـدين ما فيه من باس
ودونــك نظمـاً قـد عـرى عـن تغـزل
ولطـف ومـن شـكوى الزمان غدا كاسي
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).