
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد صـدرت إلـى أعلـى مقام
لأعلام لأعلام كــــــــــــرام
تجــوز مَهامِهـا وتمـر بيـداً
وتيـاراً إلـى البلـد الحرام
وتهــدي مـن أزال مـن أسـير
لــودكم الســلام مـن السـلام
ســلاماً كالنسـيم يهـب وهنـا
ومثـل الـروض بُـوكِرَ بالغمام
وتلتمـس الـدعا مـن كـل بـر
وبحــر زاخــر يشـفي أوامـي
وكـل أخ لـه فـي الفضـل سهم
يعيـن أخـا بإرسـال السـهام
فيرســل مـن رواشـقه نبـالاً
مـن الـدعوات تـأتي بالمرام
وتخـبر كـل سـام فـي ذراهـا
بأنـا قـد نزلنـا قصـر سـام
بــه حليــت إذ حليـت جيـداً
لســنة أحمــد بـدر التمـام
بنــثر يخـرس البلغـا ونظـم
ألَـذُّ لـدى النديم من المدام
ومــا آليــت جهـداً فـي بلاع
وتنـــبيه لأنبـــاه الأنــام
وإرشـــاد لنقـــاد كـــرام
وإيصــال إلــى سـبل السـلام
وتطهيــر اعتقـاد عـن شـريك
بســهم صــائب عــرض اللئام
وســيف بــاتر هـام الأعـادي
وتوضــيح الحلال مـن الحـرام
وعُـدَّتِيَ الدرايـة منـه فضـلاً
ومنحتــــه لتنـــوير الظلام
وإنــي بالقضــا راض وإنــي
أعـد الحبس في المنن الجسام
حــبيت بــه لحِــيِّ خيـر حِـبٍّ
حـبيب اللّه والهادي التهامي
شـفيع الخلـق أو لهـم وجوداً
ختــامهم فبــورك مـن ختـام
أُلامُ علـــى محبتــه وهــديي
بســـنته وأن بهــا غرامــي
وقــد عجنــت محبتـه بلحمـي
وقــد خلطــت بسـنته عظـامي
فلســت بتــارك أبـداً حمـاه
ولـو أنـي لقيـت بـه حمـامي
وأنكــر منهجـي قـوم حيـارى
رمــوني بالسـهام مـن الملام
أحـاط بهـم سـرادق كـل جهـل
فمـا يمشـون إلا فـي التعامي
ومـن لبـس الجهالة وارتداها
رأى منهـا المناسـم كالسنام
يقـول الجـاهلون هجـرت علماً
لأعلام مــــن الآل الفخــــام
أمـا علـم الجهول الفدم أني
مــن الآل الجحاجحـة الكـرام
ضــخمت أصـالة وسـقيت فرعـاً
وحــزت علــوم آبــاء ضـخام
فنـاظرني لتنظـر قـدر علمـي
ولا تخـل التبجـح مـن مرامـي
فــإني بالــذي قـالوه أدرى
وأدرأ نحــر جهلـك بالحسـام
فقـد منـع الألـى تقليد مثلي
وعـدوا ذاك مـن قسـم الحرام
فراجــع أول الأزهــار لكــن
أرى الأزهـار فـي بطن الكمام
يعـــز عليكــم أن تفهمــوه
ونشـر الزهـر يطـوى بالزكام
فقلــد يـا جهـول ولا تلمنـي
ولا تَخَــلِ الشــوامخ كالأكـام
فأمــا مــن حبـاه باجتهـاد
إلـه العرش ذو المنن العظام
وأعطــي فطنـة وذكـاً وحفظـاً
وتمييـز الصـحاح مـن السقام
علــوم الاجتهـاد بفضـل ربـي
لَـدَيَّ غـدت علـى طـرف الثمام
فهـذا عنـد أهـل الـبيت طراً
بنـي الزهـرا إمـام عن إمام
حــرام أن تقلــدهم وتضــحى
مقــوداً كالبهيمـة بالزمـام
وقـد نلنـا بحمـد اللّه علماً
سـوانا مـا حواه على التمام
فكـم ضـربت لنـا فيـه خيـام
خيـام هـدى سـاقاها من خيام
فكم في النحو قد أوضحت بحثاً
تنحـى عنـه أذكـى مـن عصـام
وفـي علـم المعاني كم حللنا
عـن الأبكـار معقـود اللثـام
وفـي علـم الأصـول سبحت بحراً
وجـاوزت الفصـول إلى النظام
وحـزت المنتهـى درسـاً وبحثاً
وغــــايته وغايـــات الكلام
وسـايرنا مـع ابـن أبي شريف
مسـايرة الـذكي ابـن الهمام
وفـي شـرح المواقف كم وقفنا
عليــه وقــوف صــب مسـتهام
وإن كـــان الكلام بـــه كلام
يـؤول إلـى التجادل والخصام
وعنـه الشـافعي نهـى وأفـتى
بتعزيـــر بــه كلــم الكلام
وفـي جمـع الجوامـع نقل قول
بـأن البحـث فيـه من الحرام
وفـي علـم الرواية كم وردنا
بحـاراً ماؤهـا يروي الظوامي
كفلــت الأمهــات فأرضــعتني
ولكـن لا سـبيل إلـى الفطـام
ومـا فـن حـوى القرطـاس إلا
وقرطــس فـي مراميـه سـهامي
فـإن هـاب الجهول جدال مثلي
وولــى كــالجموح بلا لجــام
فيسـأل عـن مشـايخنا يجـدهم
جبــالاً شـامخات فـي لمـوامي
بصــنعا ثـم بـالحرمين قـوم
بحــور هـدى تـروي كـل طـام
ويســأل عـن تلاميـذي يجـدهم
بـدوراً فـي سـماء فـي تمـام
كأحســن نجـل إسـحق ومـن ذا
يسـاوي أحسـنا فـي قطـر سام
وإســمعيل فــارس كــل فــن
فواصـله الـتي شـرحت نظـامي
وكــم مـن عـالم بحـر إمـام
تتلمــذ لـي فمجلسـه أمـامي
وقـد أمليـت مـا أمليت قصداً
لإِيقـاظ الجهـول مـن المنـام
وتحــديثاً بمـا ربـي حبـاني
بـه فلـه الثناء على الدوام
سـألقى فـي غـد خير البرايا
فأشـكو مـا لقيـت مـن الأنام
فـإني فـي هـواه لقيـت منهم
أمـوراً سـوف تبرز في الخصام
وخصـمهم الرسـول ففيـه أوذي
محمــد ابنــه فـي كـل عـام
أروم حيــاة ســنته بجهــدي
فرامــوا أن يُلَقُّـوني حمـامي
وقـد عـوديت فيـه فما أبالي
بمــا لاقيـت مـن كـرب عظـام
لأنـي فـي حمـى خيـر البرايا
وخيــر مــدافع عنــي وحـام
سـأهتف فـي القيامة عند ربي
وعنـد الحـوض في حال الزحام
بأحمـد مـن دعـوت إلـى هداه
فلا يخلــو مقـالي عـن مقـام
نشـرت علـى المنابر ما طووه
بلا خــوف هنــاك ولا احتشـام
أخـاف سـوى الإِله من البرايا
إذا ألصــقت أذنـي بالرغـام
وفـي التـدريس أدعـو كل يوم
إلـى هَـدْي الرسول أبي إمامي
وكــم لاقيـت فيـه مـن هجـاء
وكــم لاقيتــه مــن كـل رام
وكــل سـوف يلقـى مـا جنـاه
إذا مـا صـار في بطن الرجام
ترفـق يـا جهـول بأكـل لحمي
فمـا أوبـاه فـي يوم القيام
وإنــي ناصــح لـك فـاتبعني
فمـا أنـا من شرابك والطعام
سـيعطيني غـداً مـا قـد حواه
كتابــك مـن صـلاتك والصـيام
فـإن فنيـت حملـت هناك ذنبي
وسـقت إلى الجحيم مع الطغاة
وأســأله الصــلاح لكـل فـرد
حــوته الأرض مـن يمـن وشـام
فإصــلاح البرايـا كـل قصـدي
وعـن إفسـادهم أبـدا أحـامي
كقصـد الرسـول فـي أمم تقضَّتْ
وحســبي أحمـد مسـك الختـام
عليــه وآلـه والصـحب أزكـى
صــلاة لا تــزول مــع السـلام
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).