
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـي الـدارُ قـد أقوتْ ورثَّ جديدُها
غـداةَ نـأتْ ليلـى وحـالتْ عهودُها
أبـادَ وأبلـى الـدهرُ بهجةَ أنسِها
فهـل لليـالي أُنسـِها مَـنْ يُعيدُها
وقـد ذهبـتْ عنهـا البشاشةُ بعدَما
تــأنَّقَ مرآهــا وطــابَ صــعيدُها
ليــاليَ تُصــبيني بخُـوْطِ قَوامِهـا
ويَشــْغَفُ قلـبي ناظراهـا وجيـدُها
رنــتْ فرمــتْ نبلاً حشــاىَ رديــةً
لـه دونَ أحشـائي هواهـا يؤودُهـا
فلا زالَ يَســْقي ربعَهـا كـلُّ مزنـةٍ
تُزَمجـرُ فـي أعلـى الغمامِ رعودُها
يلـوحُ وميـضُ الـبرقِ فـي حُجُراتِها
فتهمــي علــى أطلالِهـا ونَجُودُهـا
حمَـى بعـدُها عن مقلتي لذَّةَ الكرى
فقـد بـانَ عنها منذُ بانتْ هجودُها
فكيـفَ لهـا بالنومِ والبينُ بعدَما
تنـاءَتْ عـنِ الاِغْفـاءِ أمسى يذودُها
تكلَّفُنــي رعــيَ النجــومِ واِنَّهـا
لَخُطَّــةُ خَســْفٍ ضـلَّ فيهـا رشـيدُها
تعــرَّضَ مـا بينـي وبيـنَ مزارِهـا
مــوامٍ فسـيحاتُ المفـاوزِ بيـدُها
اِذا هبَّـتِ النكبـاءُ عن قُلَلِ الحِمى
ومــازَحَ نيـرانَ الغـرامِ بَرُودُهـا
وجــاذَبَ أغصــانَ الأراكِ نســيمُها
يُمَيَّلُهـــا فــي مَــرَّةٍ ويُميــدُها
وجـدتُ لهـا بـرداً علـى حَـرَّ مهجةٍ
يضـــرَمُها ليّانُهـــا وصـــدودُها
فليــس يســُّر القلـبَ إلا هبوبُهـا
كمـا لا يسـوءُ النفـسَ إلا ركودُهـا
وما أنسَ لا أنسَ الليالي التي بها
أنـــارَ محيّاهــا وأورقَ عودُهــا
أمِـنْ بَعْدِ ما شطَّتْ بها غُربةُ النوى
وأصــبحَ مسـلوبَ العـزاءِ جليـدُها
يســمَّعُه العُــذّالُ فيهــا ملامــةً
لفــرطِ هــواه منهــمُ يسـتعيدُها
يَلَــذُّ بهــا حتّــى كـأنَّ لطائمـاً
مـعَ الريِـحِ أدَّتْهـا اليـه عقودُها
أخـالوا سـَماعَ العَذْلِ يُنْقِصُ لوعتي
ومـا اللَّومُ في الأهواءِ إلا يزيدُها
تــؤرَّقُني تلــكَ الــبروقُ كأنَّهـا
قواضــبُ شـيمتْ والسـحابُ غمودُهـا
فحتَّــى مَ قلــبي لا يَقَــرُّ خفـوقُه
ونــارُ غرامــي لا يُرَجَّـى خمودُهـا
سـُهادي إذا مـا الليلُ جَنَّ وأدمُعي
وزفــرةُ صـدري والحنيـنُ شـهودُها
مـدامعُ تَهْمـي فـي الطلـولِ كأنَّها
أتــيٌّ إذا مابــانَ عنهـنَّ رَوْدُهـا
وكـم صـنتُها خـوفَ الرقيـبِ وسعيهِ
وكفكفتُهـا مِـن قبـلُ تَتْرَى مدودُها
الـى أن تناءَى الحيُّ عن رملِ عالجٍ
وأصـبحَ دانـي الـدارِ وهو بعيدُها
وقفـتُ بهـا أبكـي وقد صرَّحَ الهوى
لهــا ولواشـيها بـأنّي أُريـدُها
ولـولا الهـوى ما كنتُ سرَّحتُ ناظري
الـى أرضـِها فـي كـلَّ وقتٍ يَرُودُها
فلا عيــشَ إلا حيـنَ تبـدو حسـانُها
وتهـتزُّ فـي الكُثْبانِ منها قُدُودُها
ولا مــاءَ إلا مــا جفـوني سـحابُه
ولا نــارَ إلا مـا ضـلوعي وقودُهـا
ولا وَجْـدَ إلا دونَ وجـدي وقـد سـرى
مـع الصبحِ مِن تلكَ المرابعِ غيدُها
حلفــتُ بِشــُعْثٍ فــوقَ كـلَّ نجيبـةٍ
مزَّممـــةٍ تفلــي الفلا وتُبيــدُها
يُريحـونَ مِـن حمـلِ البرودِ مناكباً
مِـن السُّقْمِ تُوهي الناحلينَ بُرُودُها
تخـوضُ بهـم فـي غمـرةِ الآلِ كلَّمـا
تكنَّفهــا كَـومُ المطايـا وَقُودُهـا
علــى كـلَّ فتلاءِ الـذراعينِ جَسـْرَةٍ
تهائمُهــا تُرمَــى بهـا ونُجُودُهـا
تُتـابعُ بالأرقـالِ في البيدِ وخَدها
حليفــةُ ســيرٍ مـا تُحَـلُّ قُتُودُهـا
بأنَّـكِ أشـهى في النفوسِ مِنَ المنى
اِذا بشــَّرتْها بالنَّجــازِ وعودُهـا
فلـو كنـتِ فـي أرضٍ بعيـدٍ مزارُها
تُحِيــطُ بهــا أبطالُهـا وأُسـودُها
اذا آنسـوا فـي حِندسِ الليلِ نبأةً
سـَمِعْتِ سـيوفَ الهنـدِ صـَلَّ حديـدُها
طرقـتُ حمـاكِ الرحـبَ ليـس يصـدُّني
اِذا مـا نهـاني عـن لقاكِ وعيدُها
بكــلَّ رقيــقِ الشــفرتينِ مُصــَمَّمٍ
اِذا قـرعَ الأذمـارَ مـاتتْ حقودُهـا
فــدونكِ مِــن حُــرَّ الكلامِ قصـيدةٍ
يروقُــكِ منهــا نظمُهـا ونضـيدُها
فريــدةَ عقــدٍ كلَّمـا فـاهَ مُنشـِدٌ
بأبياتِهـا أذكـى الغـرامَ نشيدُها
فمـا قالـةُ الأشعارِ لو كنتِ حاكماً
لهــا وأردتِ النصــفَ إلا عبيـدُها
بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627هفسكن دمشقوقتله مملوك له بسبب دواة ثمينة (سرقها المملوك فحبسه الأمجد في قصره، واحتال المملوك عليه فخرج وأخذ سيف الأمجد وهو يلعب الشطرنج أو النرد فطعنه في خاصرته وهرب فألقى نفسه من سطح الدار)، ودفن الأمجد بتربة أبيه.له (ديوان شعر -خ) في الخزانة الخالدية في القدس وكذلك في المكتبة الظاهرية بدمشق.قال أبو الفداء هو أشعر بني أيوب.