
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـا أدمُعي في رسمِها الجاري
أوضـــحتِ للّــوامِ أخبــاري
بعـدكِ مَـنْ يكتـمُ سـِرّي وقـد
أعلنــتِ بالأحبــابِ أسـراري
ســترتُه عنـكِ إلـى أن بـدا
مخالِفــاً وجــدي وإيثــاري
والــدمعُ نمّــامٌ ولا ســيَّما
عنـدَ وقـوفِ الصـبَّ في الدارِ
تُــذْكِرُني أوطانُهــا كلَّمــا
رأيتُهـــا ســالِفَ أوطــاري
موكَّــلٌ طرفــي وقلـبي وقـد
بــانوا بِتَــذارفٍ وتَــذكارِ
سـقى ديـارَ الحَـيَّ مِـن رامةٍ
غمـامُ ذاكَ العـارضِ السـاري
مرابــعٌ مــذْ بَعُـدَتْ غيـدُها
عــاوَدْتُ أحزانــي وأفكـاري
جنيــتُ منهـنَّ ثِمـارَ المُنـى
والــدَّهْرُ غِــرٌّ غيــرُ غـدّارِ
واليـومَ أن خـاطبتُ أطلالَهـا
لـم أُلـفِ فيهـا غيـرَ أحجارِ
يحمِلُنــي الــدهرُ وأيــامُه
علـــى عُلالاتـــي وأعــذاري
أســهرُ أن لاحَ علــى لَعْلَــعٍ
بـرقٌ بـدا كـالقَبَسِ الـواري
فــي دِيمــةٍ وطفـاءَ هطّالـةٍ
علـى رُبـى الخَلْصـاءِ مِـدرارِ
عـادتْ بمـا تَسـْمَحُ مِن قَطْرِها
ذاتَ أزاهيــــرٍ وأنــــوارِ
كأنَّهــا دمعــي علـى أرسـُمٍ
للقــومِ فيهــا طيـبُ آثـارِ
ينفــحُ بالنَّـدَّ ثراهـا كمـا
تضــــوَّعتْ فـــأْرَةُ عطّـــارِ
منـــازلٌ كنـــتُ بســكّانها
بيـــنَ قَمـــاريًّ وأقمـــارِ
أيـامَ ظِـلُّ البـانِ ضـافٍ وبَدْ
رُ الخِــدرِ فـي تَـمًّ واِبـدارِ
والـدوحُ مُخْضـَلٌّ بقَطْـرِ النَّدى
فــي روضــةٍ غَنّــاءَ مِعطـارِ
يخــترقُ الجــدولُ أرجاءَهـا
كـالأيمِ بيـنَ النبـعِ والغارِ
والـوُرْقُ تُبـدي فوقَها نوحَها
مــا بيــنَ أشـجارٍ وأنهـارِ
يُغنيــكَ ترجيــعُ أسـاجيعِها
فـي البـانِ عـن عُودٍ ومِزمارِ
يُســكِرُني تغريــدُها ســُحْرَةً
كــــأنَّه قهــــوةُ خمّـــارِ
فــي زمــنٍ ســائر أوقـاتِهِ
فـي الطيـبِ والحُسـنِ كأيّـارِ
عصــرٌ إذا رمـتُ سـِواه فقـد
طلبــتُ عصــراً غيـرَ مختـارِ
حــتى إذا عيســُهُمُ للنــوى
شـــُدَّتْ بأَنْســـاعٍ وأكْــوارِ
وثوَّروهـــا بهـــمُ ترتمــي
مــا بيــنَ أنجـادٍ وأغـوارِ
ورجَّــعَ الحــادي أراجيــزَه
فــي مهمــهٍ بــالآلِ مــوّارِ
راحتْ تَهادى في البُرى بُزْلُها
كمــوجِ طـامي الغَمْـرِ زَخّـارِ
مِـن فوقِهـا أشباحُ وجدٍ غَدَوا
فـي الحـبَّ أشـياعي وأنصاري
كــلُّ فـتىً فـوقَ مَطـا عَنْسـِهِ
لـم يُلْـفَ منهـمْ غيـرَ أطمارِ
بـاتتْ لذاذاتُ الهوى والصَّبا
والغــيَّ لـم تُـؤذِنْ باِقصـارِ
وبـانَ طيـبُ العيشِ لمّا نأوا
بفـــاتنِ المقلـــةِ ســَحّارِ
أصــبحتُ فـي حبّـي واِعراضـِهِ
مــا بيــنَ نَهّــاء وأمّــارِ
فكيـفَ يـا قلـبُ بُعَيْدَ النوى
لـم تَسـْلُ عـن وجـدٍ واِصـرار
أهكـــذا كـــلُّ محـــبًّ اِذا
فــارقَ أمســى غيــرَ صـبّارِ
أم هــذه شــيمةُ قلــبٍ بـهِ
للشــوقِ ريــحٌ ذاتُ اِعصــارِ
هبَّـتْ علـى أعشـارِه فـانثنى
مِـن لـذعِها المـؤلمِ في نارِ
وأىُّ قلـــبٍ يُرتجَــى بُــرْؤه
مُصـــَدَّعٍ بالوجـــدِ أعشــارِ
بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627هفسكن دمشقوقتله مملوك له بسبب دواة ثمينة (سرقها المملوك فحبسه الأمجد في قصره، واحتال المملوك عليه فخرج وأخذ سيف الأمجد وهو يلعب الشطرنج أو النرد فطعنه في خاصرته وهرب فألقى نفسه من سطح الدار)، ودفن الأمجد بتربة أبيه.له (ديوان شعر -خ) في الخزانة الخالدية في القدس وكذلك في المكتبة الظاهرية بدمشق.قال أبو الفداء هو أشعر بني أيوب.