
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـدتْ الـيَّ شذا العَرارِ الفائحِ
نكبـاءُ هبَّـتْ عـن رُبًـى وأباطـحِ
نســمتْ علــيَّ فـأجَّجَتْ أرواحُهـا
نـارَ الهـوى فـي أضـلعٍ وجوانحِ
جلـبَ الحنيـنُ اليَّ ما أهدتْهُ مِن
أنفـاسِ ذيّـاكَ العـبيرِ النافـحِ
ولطالمـا أذكـى النسيمُ خمودَها
كالنـارِ شـَبَّتْ مِـن زِنادِ القادحِ
قســماً بليـلٍ بـتُّ أرقُـبُ نجمَـهُ
طمعـاً بميعـادِ الغـزالِ السانحِ
لـم أُصـغِ فيـهِ إلى مقالةِ عاذلٍ
يَلْحــى عليـهِ ولا نميمـةِ كاشـحِ
لَعِــبَ الصـَّبا بِقَـوامِهِ فأمـادَه
طربـاً كـأنْ عَلُّـوه كـأسَ الصابحِ
يقتـادُني الشـوقُ المبَّـرحُ نحوَه
فــأبيتُ ذا شــَرَقٍ بـدمعٍ سـافحِ
ولَكَــمْ نضــحتُ بمـائهِ نيرانَـه
جهلاً فـــأجَّجَهُ رَشــاشُ الناضــحِ
هيهـاتَ أن يَثنـي العذولُ بعذلِهِ
عــن وجـدِه رأيَ الأبـيَّ الجامـحِ
لا شـيءَ أصـعبُ مِن معاناةِ الهوى
تَعِـسَ العـواذِلُ مِـن رياضةِ قارحِ
مـالي وللـبرقِ اليمـانِ وقُـوُدُه
يبــتزُّ قلـبي بـالوميضِ اللامـحِ
يهـتزُّ كالعَضـْبِ الصـنيعِ مُجَـرَّداً
مِـن فـوقِ أسنمةِ الغمامِ الرائحِ
أو كالمباسـمِ فـي الظلامِ يُضـيءُ
لـي منهـنَّ برّاقُ الشتيتِ الواضحِ
فــأبيتُ حِلْــفَ مـدامعٍ مُهراقـةٍ
أســفاً وخِـدْنَ زفيـرِ شـوقٍ لافـحِ
أَتُــرى تُبَلَّغُنــي الأحبـةَ عِرْمِـسٌ
وجنـاءُ تهـزأُ بالنعـامِ السارحِ
كــالهَيْقِ بيـنَ نجـائبٍ مزمومـةٍ
قلُــصٍ تَرامَـى فـي الفلاةِ روازحِ
مِـن فـوقِهنَّ عِصـابةٌ قـد هَوَّنـوا
فـي الحـبَّ روعـةَ كـلَّ خَطْبٍ فادحِ
بَعُـدَ الحبـائبُ عنهـمُ فتوَّقلُـوا
أكـــوارَ عيــسٍ كالقِســيَّ طلائحِ
تُـدني مناسِمُها الديارَ وقد نأتْ
عنهـا فتُصـبحُ وهـي غيـرُ نوازحِ
مِـن دونِهـا بيداءُ طامسةُ الصُّوَى
بَهْمــاءُ ذاتُ أمــاعِزٍ وصَحاصــِحِ
جاوزتُهـا بأيـانِقٍ أدمـى الوَجا
أخفــافهنَّ إلــى بُريقـةِ سـافحِ
فسـقى عِـراصَ الـدارِ مـزنٌ هامِعٌ
يبكـي علـى ضـَحِكِ البُرَيقِ اللائحِ
مُــزْنٌ إذا ضـَنَّ الغمـامُ بمـائهِ
أهـدَى الِقطـارَ لبانِهِ المتناوحِ
مـا مـرَّ ذو شَجَنٍ رمتْهُ يدُ النوى
بمفــاوزٍ مِــن بعـدِها ومطـارحِ
وأصـاخَ مِن وَلَهِ الفراقِ وقد نأَى
عنــه الخليـطُ لبـاغمٍ ولصـادحِ
اِلاّ تـــذكَّرْتُ العقيــقَ وبــانَه
وحنيـنَ تغريـدِ الحمـامِ النائحِ
يشـدو علـى أغصانِ باناتِ اللَّوى
فيَهيـجُ أشـجانَ الغـرامِ الفاضحِ
ويفيــضُ دمـعٌ مـا تحـدَّرَ غَربُـهُ
اِلاّ أنـافَ علـى الغـديرِ الطافحِ
أرضٌ تبسـَّمَ ثغرُهـا زمـنَ الصـَّبا
فـي وجـهِ أيـامِ الزمانِ الكالحِ
فلأوســـِعَنَّ زمـــانَه وأوانَـــه
مـدحاً يكِـلُّ لـه لسـانُ المـادحِ
وأزفُّ مِــن عُـرُبِ الكلامِ عرائسـاً
تُجلـى عليـه مِـن بنـاتِ قرائحي
يجـري بهـنَّ علـى مـرادي خـاطرٌ
متبــدَّهٌ جـريَ الجـوادِ الطامـحِ
يمشـي اِذا مـا الشَّعرُ زلَّتْ رِجلُه
فوقَ الحضيضِ على السَّماكِ الرامحِ
فيزيــدُ وجـداً كـلَّ قلـبٍ ذاهـلٍ
اِنشـــادُهنَّ وكــلَّ لــبًّ طــائحِ
بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627هفسكن دمشقوقتله مملوك له بسبب دواة ثمينة (سرقها المملوك فحبسه الأمجد في قصره، واحتال المملوك عليه فخرج وأخذ سيف الأمجد وهو يلعب الشطرنج أو النرد فطعنه في خاصرته وهرب فألقى نفسه من سطح الدار)، ودفن الأمجد بتربة أبيه.له (ديوان شعر -خ) في الخزانة الخالدية في القدس وكذلك في المكتبة الظاهرية بدمشق.قال أبو الفداء هو أشعر بني أيوب.