
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـن ترضـيَ اللّـه حـتى تخلص الورعا
ولــن تـرى ورعـاً بالجهـل مجتمعـا
حــق العبــاد فــرض لــن تــؤديه
إن كنــت تجهــل مفروضـاً وممتنعـا
أمانــة اللّــه تسـطيع الأداء لهـا
إذا علمــت بعـون اللّـه مـا شـرعا
ولــم يُجــدْ صــانع اتقـان صـنعته
حــتى يكـون علـى علـم بمـا صـنعا
ومـن مضـى فـي طريـق لا دليـل لهـا
ولا معــالم تهــدي ضــل وانقطعــا
وفاقــد العيــن محتــاج لقــائده
لـولاه لـم يـدر مهمـا جار أو سدعا
فاسـتنهض النفـس في إدراك ما جهلت
حـتى تـرى العلـم في حافاتها سطعا
فهـــذه النفـــس مــرآة جبلتهــا
مـا قـابلت كائنـاً إلا بهـا انطبعا
مضــيئة الــذات والأكــدار عارضـة
لنورهــا فـإذا اسـتجليته انصـدعا
والعلـم أشـرف مـا أوليـت مـن خطر
مــا حـل فـي موضـع اللّـه فاتضـعا
فـــاطلبه للّــه يفتحــه بلا تعــب
لا تحتجـز غيـر مـا يرضـى بـه طمعا
واليسـر يصـحب مرتـاد العلـوم إذا
كـان ارتيـاداً عـن الأكـوان منقطعا
والعلــم بحــر محيـط لسـت محصـيه
فكــن بـأنفعه فـي الـدين مقتنعـا
ولـو فرضـنا انحصـار العلم في بشر
وقصـده غيـر وجـه اللّـه مـا نفعـا
فاصـرف إلى اللّه وجه القصد معتقلاً
عقـائل العلـم فالانسـان حيـث سـعى
والعلـم بـاللّه أولـى مـا عنيت به
ومــا ســواه إلــى إدراكـه نزعـا
فـــابغ المعـــارف آلات لصـــنعته
بكــل علــم يعيـش العبـد منتفعـا
فــاطلب واطلــق بلا قيــد ولا حـرج
وقـف إذا كـان عنـه الشرع قد منعا
وقــدم العلـم بالطاعـات تقـض بـه
حقــاً لمحظـوره أو مـا إليـه دعـا
دع المهنــدس فـي الأشـكال مختبطـاً
وصـاحب النجـم يرعى النجم إن طلعا
واقصـد فقيهـاً بنـور اللّـه مشتعلاً
يريـك مـا ضـاق عنـه الجهـل متسعا
فلا يهمـــك يــوم الحشــر هندســة
ولا ســؤال عــن المريـخ كـم قطعـا
ولــن تــرى مــن كتـاب خطـه ملـك
يـوم القيامـة إلا الـذنب والورعـا
فاعمــل بعلـم واشـغل كاتبيـك بـه
فلا يفوتــك مــا تملـي ومـا جمعـا
لا تنفــق العمـر بطـالاً فلسـت تـرى
يــوم الندامــة للأعمــال متســعا
فــي لمحـة العمـر امكـان ومزرعـة
وسـوف يحصـد فـي عقبـاه مـا زرعـا
إذا حشــــرت بلا علـــم ولا عمـــل
عرفــت كونــك بــالتفريط منخـدعا
أدرك بقيــــة أيـــام تمـــر بلا
مهـل فـإن نجـاز العمـر قـد قرعـا
وأيقــظ العــز إن نــامت لـواحظه
فــي الجـد للّـه لا وهنـاً ولا هلعـا
واصــرف حياتــك مـن بـدء لخاتمـة
فــي علــم دينــك للقـرآن متبعـا
هــو المهــم الـذي ترجـى عـواقبه
إن مــت أحيــاك أو قــدمته شـفعا
مزيــة العلــم أعلـى نعمـة رفعـت
عبـداً ولـولاه لـم يـذكر من ارتفعا
مــا فـوق مرتبـة المختـار مرتبـة
ولا وســاعة تســمو فـوق مـا وسـعا
وكـــل علـــم لمخلـــوق تقـــدمه
أو ســوف يعقبــه مـن بحـره نبعـا
وكـــل ذرة نــور أو مقــام هــدى
فمــن مشـارق نـور المصـطفى طلعـا
وكـــل ذلـــك والقـــرآن يــأمره
قـل رب زدنـي علمـاً فـوق مـا جمعا
لأن للعلـــم شـــأناً كــل مرتبــة
وكــل شــان رفيــع دونــه اتضـعا
والنفـــس قابلـــة للازديــاد فلا
تضـيق عنـه اتسـاعاً كيفمـا اتسـعا
فـارقمه فـي لوحهـا واجعله مرشدها
إلــى حقــائق أعمــال لهـا وضـعا
فلتطلــب العلــم للأعمـال يخـدمها
كالســيف يحملـه للضـرب مـن شـجعا
مــاذا تريــد بعلــم لا يـردك عـن
شــر ولســت بــه للخيــر متبعــا
ليـس الحمـار مـن الأسـفار يحملهـا
بغيــر أثقالهــا إيــاه منتفعــا
بئس المثـال لمـن أوعى العلوم ولم
تفــــده إلا فلان عــــالم برعـــا
وإن طلبــت بــه الــدنيا فموبقـة
أحـرى بهـا من خسيس الجهل أن تقعا
جــدره مــن كــل شــيء لا يشـاكله
مـا أقبـح العلم مهما قارن الطمعا
واشــرف العلـم مـا يهـدي لصـالحة
تكـون ذخـراً ومـا عـن سـيىء ردعـا
ليــس الســيادة فـي مـال ولا نشـب
لكنهـا العلـم مهمـا رافـق الورعا
للّـــه نخبـــة أبـــرار فقــدتهم
كـانوا الأمـان فـأبقوا بعدهم فزعا
كـانوا البحـر فـأبقوا بعدهم يبساً
كـانوا السـحاب فأبقوا بعدهم قزعا
صــحبتهم وغيــوث العلــم هاطلــة
وفــارقوني فضــن الغيـث وانقطعـا
أولئك القــوم ملـح الأرض إن فسـدت
فــأين هـم وفسـاد الأرض قـد قرعـا
مــا للمعــارف مـن أفلاكهـا نزلـت
والآن حلــت بطــون الأرض والتلعــا
مـن لـي بهـم فـي زمـان بعض موعده
رفـع العلـوم وهـذا العلم قد رفعا
ورفعــه مــوت مـن يبغـي بـه عملاً
بـراً ولـو حـل فيمـن ضـل وابتـدعا
عســى لطــائف روح اللّــه منشــئة
بعـد الاياسـم سـحاباً يمطـر الطمعا
فتنجلــي غــبرة الأيــام عـن خلـف
صــدق يقـوم بنفـع الحلـق مضـطلعا
فــإن لــي أملاً فــي فنيــة نجــب
وريثمــا حــاولوا إدراكــه خضـعا
تنـاولوا المجـد مـن أركان سالفهم
بـرق الفضـيلة فـي أعطـافهم لمعـا
لهـــم وجـــوه مصــابيح مشعشــعة
كأنمــا الـدر فـي أغصـانها طلعـا
نُجــدٌ أماجــدُ فــي أحسـابهم فلـق
ومـن أيـاديهم البيضـاء قـد نبعـا
زهـر المنـاقب ينشـق المجـاد بهـا
عن حاجب الشمس أو عن صبحها انصدعا
مثـل الكـواكب فـي علـم وفـي عمـل
وفــي قلـوب وفـي صـيت لهـم شسـعا
تنافسوا في اقتناء المجد واستبقوا
والكــل جلــى لمجـد ليـس مخترعـا
ســمعت بهــم همــة كالشـمس نيـرة
فكــل هــم عزيــز تحتهــا ركعــا
وناصــبوا الــدهر والأيـام كالحـة
بفضــل حريــة الأحــرار فانــدفعا
ونظمــوا عقــد مجــد باجتمــاعهم
لا زال عقــداً بعيـن اللّـه مجتمعـا
تنــاولُ المجــدِ صــعب غيـر أنهـم
تنــاولوه ومـا شـدوا لـه النعسـا
بــخ بــخ يـا سـَراةَ المجـد إنكـم
ذكرتـم المجـد مـا أعطـى وما منعا
مــا زال ينتخـب الأحـرار فـي زمـن
مقطــم الــوجه حــتى فيكـم وقعـا
فكنتـم الغُـرةَّ الزهـراءَ فيـه ولـم
يبصــر بأكمــل منكــم لا ولا سـمعا
لنــا الهنـاء بـأن المجـد بشـرنا
منكـم بـأكرم مـن فـي مفخـر نزعـا
وإن مســـتقبلاً يـــأتي لنزعتكـــم
مـن دون حصـر المعـالي ليس مقتنعا
وإنكــم لســان الصــدق يشـهد لـي
وصـلتم مـن حبـال العرف ما انقطعا
ومــن شــعرتم بـأن الجهـل منقصـة
والعلـم يعلي برغم الجهل ما اتضعا
أسســـتم لعلــوم الــدين مدرســة
كهالــة الشــمس أنـواراً ومنتفعـا
ضـــمت شـــبيبة اطهــار نفوســهم
أصـفى مـن الـدر بالأصـداف ملتفعـا
تعطشـوا لاكتسـاب العلـم إذ فهمـوا
كـون الجهالـة فـي حكم الحجى شنعا
مثمريـــن ذيـــول الجـــد همهــم
أن يعبـدوا اللّه بالوجه الذي شرعا
أوحــت إليهــم عقـول غيـر قاصـرة
ضـرورة العلـم فانقـادوا لها تبعا
علـــى نشـــاط وعــزم لا يعارضــه
معـــارض فكــأن البحــر منــدفعا
بشـراكم يـا وعـاة العلـم إن لكـم
يومـاً سـيرجع فيـه الجهـل منهزعـا
وتســــعدون بألبــــاب منــــورة
يصـونها اللّـه أن تسـتمرىء البدعا
يـا عمـدتي يـا غيـوث الأرض حسـبكم
مســـح الملائك تبريكــاً ومنتفعــا
هــل تقبلــوني فـرداً مـن رجـالكم
حــتى نعيـش علـى هـذا الفلاح معـا
قــد اختصصــتم بشــأن كلــه شـرف
هـل تسـمحون بـأن يبقـى لنـا شرعا
مـا زلـت ادعـوا إلى أمثال نهضتكم
فكنتــم يـا رجـال الفضـل مسـتمعا
فثبـــت اللّــه مســعاكم وزادكــم
تقــدماً فـي العلا مـا كـوكب طلعـا
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)